"فايننشال تايمز" تكشف كواليس انخراط عسكريين من روسيا وأوكرانيا في حرب السودان
كشفت ضباط استخبارات عن انخراط مدربين عسكريين من روسيا وأوكرانيا في الصراع في السودان ودعم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يعمل طيارون متقاعدون من أوكرانيا وقناصة من روسيا مع القوات المسلحة السودانية، مما يزيد من تعقيد حرب السودان المستمرة منذ أبريل 2023، فيما تستعين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بمرتزقة من عدد من دول المنطقة مثل تشاد وإفريقيا الوسطى.
أسباب انخراط روسيا وأوكرانيا في حرب السودان
وأوضحت الصحيفة أن روسيا تحاول منذ فترة طويلة ترسيخ وجود قوي بالسودان، في المقابل يشارك عسكريون سابقون مدربون من أوكرانيا في الصراع الدائر بالسودان للاستفادة من الاضطرابات لتحقيق مكاسب مالية أو ميزة جيوسياسية.
ولكن على النقيض من الحرب في أوكرانيا، التي تعتبر صراعا استراتيجيا له تحالفات جيوسياسية واضحة، فإن سلسلة الوكلاء المتورطين في الصراع السوداني غير متناسقة حيث تتنافس البلدان على الموارد والوصول إلى ساحل البحر الأحمر، حيث تحرص دول مثل إيران وروسيا على ترسيخ موطئ قدم عليه.
وقال دبلوماسي غربي منخرط في منطقة القرن الأفريقي للصحيفة إن كل شيء قابل للتغيير في السودان وسوف يصبح الأمر أكثر قبحًا وأكثر تعقيدًا.
وسبق ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله "الوجود الأوكراني" الرسمي بالسودان، لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أكد أن المدنيين الأوكرانيين الذين خدموا سابقًا في القوات الجوية يعملون كـ "مدربين" للقوات الجوية السودانية.
وقال دبلوماسي أجنبي كبير مطلع على السودان إن القناصة الروس الذين يدعمون القوات المسلحة السودانية هم من الجيش الروسي.
ومع هذا تدعم روسيا عبر شركة فاجنر قوات الدعم السريع خاصة وأن حميدتي سبق وزار موسكو، لكن روسيا متحالفة بشكل متزايد مع الجيش السوداني تتحوط في رهاناتها على من سيفوز في نهاية المطاف بالحرب السودانية بسحب دبلوماسيين غربيين.
البحر الأحمر والموارد تجذب القوى الأجنبية في حرب السودان
بحسب الصحيفة تبادل كبار المسؤولين من الحكومتين السودانية والروسية، الزيارات منذ العام الماضي وتحدث القادة العسكريون السودانيون عن إحياء خطط للسماح ببناء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر.
وقال أندرياس هاينمان جرودر، زميل بارز في مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية والتكاملية المتقدمة بجامعة بون، إن الروس يلعبون على الجانبين، بما في ذلك دعم فاجنر لقوات الدعم السريع لكنهم يعتقدون الآن أن أفضل رهان للحصول على القاعدة البحرية هو دعم القوات المسلحة السودانية.
ووجدت التقارير الأخيرة الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان أن الأسلحة التي تنتجها عدة دول، بما في ذلك إيران وروسيا، تنتشر في السودان، رغم أن مدد مجلس الأمن الدولي مدد اليوم العقوبات المفروضة على السودان بما في ذلك حظر الأسلحة لمدة عام آخر.