خبير سيبرانى عن هجمات "لبنان": نواجه نقلة نوعية فى الحروب الإلكترونية
في ظهيرة يوم الثلاثاء الهادئة، وبينما كانت الحياة تسير بوتيرتها المعتادة في الضاحية الجنوبية لبيروت، دوى صوت انفجارات غامضة هزت الأرجاء، ولم تكن هذه الانفجارات نتيجة قصف أو هجوم تقليدي، بل كانت نتيجة هجمات سيبرانية استهدفت أجهزة البيجر التي يستخدمها أعضاء حزب الله.
جهاز البيجر، المعروف أيضًا بجهاز النداء الآلي، هو جهاز إلكتروني صغير يُستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو أرقام الهواتف، كان يُستخدم بشكل واسع قبل انتشار الهواتف المحمولة، خاصة في الأماكن التي لا يصلها بث الهاتف المحمول، مثل المستشفيات والمناطق النائية.
وفي لحظات، تحولت الشوارع إلى مسرح للفوضى، حيث هرع الناس لإنقاذ الجرحى وإطفاء الحرائق الصغيرة التي اندلعت نتيجة الانفجارات، وبينما كانت سيارات الإسعاف تتسابق لنقل المصابين إلى المستشفيات، بدأت تتكشف تفاصيل الهجوم السيبراني الذي وصفه مسؤولون بأنه "أكبر خرق استخباراتي حتى الآن".
وفي مؤتمر صحفي عاجل، أعلن وزير الإعلام اللبناني زياد ماكاري، أن هذه الهجمات تمثل اعتداءً صارخًا على سيادة لبنان، مؤكدًا أن الحكومة اللبنانية ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للرد على هذا العدوان، فيما أصدر حزب الله بيانًا يُحمّل فيه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الهجمات، متوعدًا بالرد القاسي.
بينما يستمر التحقيق في ملابسات الهجوم، يبقى السؤال الأهم: كيف تمكنت هذه الهجمات السيبرانية من اختراق نظام أمني معقد كهذا؟ وما هي الخطوات التي ستتخذها الحكومة اللبنانية لمنع تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل؟
خبير أمن سيبراني: هذا الهجوم يمثل نقلة نوعية في أساليب الحرب الإلكترونية
وللإجابة عن ذلك، تواصلنا مع الدكتور محمد سعيد، خبير الأمن السيبراني، الذي حذر من هجوم إلكتروني متطور استهدف لبنان خلال الساعات الماضية، موضحًا أن هذا الهجوم يمثل نقلة نوعية في أساليب الحرب الإلكترونية، حيث تم استهداف أجهزة الاتصال بشكل مباشر عبر شبكات الإنترنت، مما أدى إلى تفجير بطاريات هذه الأجهزة.
وأشار "سعيد"، في حديثه مع "الدستور"، إلى أن هذا النوع من الهجمات لم يسبق له مثيل، حيث تم استغلال ثغرات في الأجهزة المتصلة بالإنترنت لتحميلها بأحمال زائدة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها وتفجير البطاريات، مما يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المستخدمين.
وأكد الخبير أن هذا الهجوم يسلط الضوء على أهمية الأمن السيبراني في حماية البنية التحتية الحيوية للدول، وحماية المواطنين من التهديدات الإلكترونية المتزايدة، داعيًا إلى ضرورة تعزيز الاستثمارات في مجال الأمن السيبراني، وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في هذا المجال، مشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر في مجال الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، وحصلت على مرتبة متقدمة في المؤشرات العالمية للأمن السيبراني.
وفي ختام تصريحه، حذر من أن التهديدات الإلكترونية تتزايد بشكل مستمر، وأن على الدول والمؤسسات والشركات أن تكون مستعدة لمواجهة هذه التحديات، وأن تتبنى أحدث التقنيات والحلول الأمنية لحماية أنظمتها وبياناتها.