رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تتخلى عن الأشقاء.. مصر تسارع لمساعدة السودان المنكوب بسبب السيول

صورة مولدة بالذكاء
صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي

في ليلة مظلمة من ليالي سبتمبر 2024، اجتاحت سيول مدمرة مناطق واسعة من السودان، مخلفة وراءها دمارًا هائلًا وأضرارًا جسيمة، ولم تكن هذه السيول مجرد أمطار غزيرة، بل كانت كارثة طبيعية، ففي ساعات قليلة، تحولت قرى ومدن إلى بحيرات من المياه، وانهارت آلاف المنازل، تاركةً آلاف الأسر بلا مأوى، وتفاقمتمعاناة المواطنين من نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية وسط انتشار الأمراض الناتجة عن التلوث وغياب الخدمات الصحية الضرورية.

وفي ظل هذه الكارثة، برزت مصر كأحد أبرز الدول التي قدمت المساعدات الإغاثية للسودان؛ وصلت إلى ميناء بورتسودان سفينة الإمداد المصرية "أبو سمبل 2" محملة بأكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية، في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم الشعب السوداني في محنته، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشارت وزارة الخارجية إلى أن مصر تستضيف أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني، معبرة عن تضامنها الكامل مع الشعب  الشقيق، تعبيرًا عن التضامن الحقيقي بين البلدين، وتجسيدًا لعمق العلاقات المصرية السودانية.

خسائر بسبب السيول (انفوجراف)

سياسي سوداني: السيول كارثة إنسانية.. ومصر فتحت أبوابها لنا

وقال الدكتور محمد إبراهيم الكباشي، محلل سياسي سوداني، إن كارثة السيول والفيضانات أصبحت ظاهرة متكررة سنويًا، لكنها هذا العام جاءت في ظل ظروف استثنائية بسبب الحرب، موضحًا أن السيول كانت أقوى وأشد تأثيرًا نتيجة كميات الأمطار التي اجتاحت الولايات الشمالية والشرقية، متسببةً في أضرار غير مسبوقة، منها انهيار سد "أربعات" بولاية بورسودان، الذي كان يغذي المدينة بمياه الشرب.

وأشار "الكباشي"، في حديثه مع "الدستور"، إلى أن هذه السيول ضربت مناطق مكتظة بالسكان نتيجة النزوح الداخلي بسبب الحرب، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، ومع غياب إعلان رسمي باعتبار هذه المناطق منكوبة، لم تحظَ المناطق المتضررة بالمساعدات الدولية الكافية، خاصة في ظل انشغال الحكومة السودانية بالمجهود الحربي.

صورة بالذكاء الاصطناعي

وأكد أن الجهود الشعبية كانت هي السند الأساسي في مواجهة الكارثة، حيث تضافرت جهود السودانيين داخل البلاد وخارجها لتقديم الدعم، بينما ظلت المساعدات الدولية ضعيفة، معتبرًا أن المساعدات لم تكن بمستوى الكارثة، مما زاد من العبء على السودانيين في الداخل والخارج، داعيًا إلى ضرورة تعزيز المساعدات الدولية لمواجهة هذه الكوارث المتفاقمة.

وفي ختام حديثه، أعرب عن شكره وتقديره للدور المصري في دعم السودان، مؤكدًا أن مصر قدمت مساعدات كبيرة في مواجهة السيول والفيضانات، بالإضافة إلى فتح أبوابها للسودانيين كإخوة وليس لاجئين، مشددًا على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين .

وزير الزراعة السوداني: السيول كبدتنا خسائر فادحة.. ومصر تساعدنا منذ عام ونصف

أكد المهندس عبد الله محمد عثمان، وزير الزراعة السوداني السابق، أن السيول التي يشهدها السودان تعد ظاهرة متزايدة بسبب التغيرات المناخية، وعلى الرغم من أن متوسط هطول الأمطار السنوي في البلاد يصل إلى 400 مليار متر مكعب، إلا أن الأمطار أصبحت تضرب مناطق لم تكن تشهدها في السابق مثل ولايتي نهر النيل والشمالية، بل وصلت الأمطار إلى مناطق مثل "أبو حمد" لأول مرة، ونتج عنها خسائر فادحة، وتضرر حوالي 176 ألف مواطنا، وإنهار أكثر من 32 ألف منزل جزئيًا أو كليًا، وتوفي نحو 160 مواطنًا.

صورة بالذكاء الاصطناعي

ومع ذلك، فإن لهذه الأمطار وجهًا آخر أكثر إيجابية، إذ ساهمت في نجاح الزراعة في المناطق المطرية التقليدية، إضافة إلى تغذية الأودية والمجاري المائية، مما ساعد على تأمين المياه للماشية وتوفير المرعى الطبيعي، كما أسهمت هذه السيول في الحد من تحركات الميليشيات المتمردة في البلاد.

وأشار "عثمان"، في حديثه مع "الدستور"، إلى أن المساعدات المصرية للسودان لم تتوقف منذ أكثر من عام ونصف،  استمرت القاهرة في تقديم الأغذية والأدوية والمعدات الطبية، ما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، مضيفًا أن السودانيين يعبرون عن امتنانهم لمصر، التي لم تقتصر فى تقديم المساعدات فحسب، بل تستضيف حوالي 5 ملايين سوداني على أراضيها، ومن مظاهر هذا الامتنان، أطلق السودانيون اسم "مصر" على أكبر شارع في بورتسودان، وشيدوا مسلة كبيرة كُتب عليها "شكرًا مصر" تقديرًا للدعم المستمر.

صورة بالذكاء الاصطناعي