رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تواجه إسرائيل تهديدًا صاروخيًا جديدًا تفوق سرعته سرعة الصوت؟

صاروخ
صاروخ

أكد موقع "Calcalistech" المختص بأخبار التكنولوجيا والشركات الناشئة الإسرائيلية أن إطلاق صاروخ باليستي غير عادي من اليمن باتجاه إسرائيل، صباح اليوم الأحد، أثار سلسلة من الأسئلة التي تحقق فيها القوات الجوية كجزء من تحقيق شامل يجريه جيش الاحتلال.

وقال الموقع، في تقرير مطول له بشأن الصاروخ الحوثي، إن السؤال الأساسي هو كيف تمكن صاروخ أطلق من مسافة تزيد على 2000 كيلومتر من الوصول إلى وسط إسرائيل، حيث تناثر حطامه على مساحة كبيرة في منطقتي موديعين وبن شيمن، وعلى بعد بضعة كيلومترات فقط من مطار بن جوريون.

وأشار إلى أنه وفقًا للحوثيين، فإن الصاروخ الذي أطلقوه تفوق سرعته سرعة الصوت، حيث يسافر بسرعات تفوق سرعة الصوت بخمس مرات أو أكثر، لافتًا إلى أنه، في وقت سابق من هذا الصباح، تكهن مسئول عسكري كبير بأن الصاروخ قد يكون بالفعل تفوق سرعة الصوت، وهو ما قد يشير إلى تحول جوهري في المنطقة. 

وقال إنه إذا تأكد ذلك فإنه يشير إلى "فشل استخباراتي كبير" من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية.

وذكر التقرير أن الصواريخ الأسرع من الصوت تتميز بسرعتها القصوى، ما يجعل اعتراضها أكثر صعوبة بشكل كبير بالنسبة لأنظمة الدفاع الجوي الحالية في إسرائيل، لافتًا إلى أن هذا التهديد ظهر لأول مرة أثناء حرب روسيا في أوكرانيا. 

ونوه بأنه ردًا على ذلك، أعلنت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة العام الماضي عن خطة لتطوير نظام دفاع صاروخي يسمى "سكاي سونيك" لمواجهة التهديدات الأسرع من الصوت، ولكن لا يزال من غير المؤكد متى سيدخل هذا النظام الخدمة الكاملة.

وسلط الموقع الضوء على كيف عززت الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا العلاقات الأمنية بين الرئيس فلاديمير بوتين وإيران، حيث تزود الأخيرة روسيا بطائرات بدون طيار انتحارية لشن هجمات في أوكرانيا وبدأت مؤخرًا في تزويدها بصواريخ باليستية، وهو ما أثار مخاوف لدى الغرب أن ينطوي تحالف روسيا مع إيران على نقل المعرفة التي تعزز البرنامج النووي الإيراني وتعزز قدراتها العسكرية. 

وقال نقلًا عن مصدر أمني: "إذا كان الصاروخ الذي أطلق هذا الصباح أسرع من الصوت، فيجب التحقيق فيما إذا كان من نتاج التحالف الإيراني الروسي".

وأشار إلى أنه على الرغم من مزاعم الحوثيين، إلا أن مصادر أخرى في جيش الاحتلال الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع تعتقد أن الصاروخ الذي أطلق من اليمن هو صاروخ باليستي عادي، مماثل لتلك التي أطلقت على إسرائيل خلال العام الماضي، حيث يتبع الصاروخ الباليستي مسار طيران ثابتًا، وهو ما صُممت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية للكشف عنه مبكرًا. 

أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية المتقدمة فشلت في اعتراض صاروخ الحوثيين

وأوضح أن أنظمة الدفاع ذات الصلة بهذا النوع من التهديد هي Arrow 2 وArrow 3، والتي تهدف إلى اعتراضه على مسافة كبيرة من الأراضي الإسرائيلية، مبينًا أنه على مدار العام الماضي، نجحت هذه الأنظمة في اعتراض العديد من الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون وإيران على إسرائيل.

وقال إنه "في قلب هذه الأنظمة توجد قدرة الكشف والتحديد القائمة على الرادارات المتقدمة. وكان من المفترض أن توفر هذه القدرات تحذيرًا كافيًا هذا الصباح، ما يسمح بفرص اعتراض في الوقت المناسب".

وإسرائيل ليست وحدها في مراقبة عمليات الإطلاق من اليمن، حيث تشارك قوات التحالف في البحر الأحمر، التي تعمل بشكل وثيق مع القيادة المركزية الأمريكية تحت قيادة الجنرال مايكل كوريللا، في الجهود الرامية إلى إحباط هجمات الحوثيين. 

ومن بين الأسئلة التي تحقق فيها القوات الجوية لماذا لم تتلق هذه القوات تحذيرًا في الوقت المناسب من الإطلاق غير المعتاد، وفق التقرير.

واعتبر التقرير أن الإشعار المتأخر بوصول الصاروخ من اليمن قلل بشكل كبير من إحدى المزايا الرئيسية لنظام الدفاع متعدد الطبقات للقوات الجوية الإسرائيلية، والذي يعتمد على فرص اعتراض متعددة، حيث عند الكشف المبكر، يتم إطلاق صاروخ اعتراضي من طراز Arrow 3 نحو الصاروخ، قادر على اعتراضه على ارتفاعات عالية أثناء وجوده في الفضاء، وإذا فشل هذا الاعتراض، يمكن نشر صاروخ اعتراضي آخر من طراز Arrow 3 أو Arrow 2، مصمم أيضًا للاعتراض بعيد المدى.

ولكن فشلت محاولة اعتراض الصاروخ من اليمن هذا الصباح باستخدام صاروخ Arrow، كما تم إطلاق صاروخ اعتراضي من طراز Iron Dome، مصمم للصواريخ قصيرة المدى، لكن هذه المحاولة لم تكن ناجحة تمامًا. 

وتحقق القوات الجوية الإسرائيلية فيما إذا كان الصاروخ قد تم اعتراضه جزئيًا أو إذا تفكك عند دخوله الغلاف الجوي.

وأدى تناثر شظايا الصواريخ وحطام الصاروخ الاعتراضي إلى اندلاع عدة حرائق في منطقة كفار دانييل. وضربت الشظايا محطة قطار موديعين وتسببت في أضرار، كما اشتعلت النيران في حزام ناقل يستخدم لنقل الحجر الجيري إلى مصنع أسمنت نشار في الرملة، ويجري التحقيق فيما إذا كان الحريق ناجمًا عن شظايا اعتراض.