رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال الإسرائيلى يجند طالبى اللجوء الأفارقة وأطفالهم للقتال فى غزة

جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي

كشف تحقيق لصحيفة "هآرتس" العبرية، الأحد، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجند "مرتزقة" أفارقة للمشاركة في حرب غزة مقابل تسهيل أوراق الإقامة داخل دولة الاحتلال، بسبب الضغوط التي يتعرض لها جراء استمرار الحرب منذ أكتوبر الماضي.

وحسب "هآرتس"، عرض جيش الاحتلال على طالبي اللجوء الأفارقة الذين يساهمون في المجهود الحربي في غزة المساعدة في الحصول على وضع دائم في إسرائيل. 

الاحتلال يغرى اللاجئين للمشاركة فى حرب غزة

وكشف مسئولون في وزارة الدفاع، للصحيفة، عن أن المشروع يتم تنفيذه بطريقة منظمة، بتوجيه من مستشارين قانونيين بالوزارة، ومع ذلك لم يتم تناول الاعتبارات الأخلاقية لتجنيد طالبي اللجوء، وحتى الآن لم يتم منح أي طالب لجوء ساهم في المجهود الحربي وضعًا رسميًا.

وأوضحت الصحيفة: يوجد حاليًا نحو 30 ألف طالب لجوء إفريقي يعيشون في إسرائيل، معظمهم من الشباب، وحصلوا على وضع مؤقت منحته لهم المحكمة لأن الدولة لم تعالج طلباتهم ولم تحكم عليها.

وفي أعقاب عملية "طوفان الأقصى" تطوع العديد منهم- حسب الصحيفة- للعمل الزراعي ومراكز القيادة المدنية، وكان البعض على استعداد للتجنيد في جيش الاحتلال، فيما أدرك مسئولو الدفاع أنهم يستطيعون استخدام مساعدة طالبي اللجوء واستغلال رغبتهم في الحصول على وضع دائم في إسرائيل كحافز، وفق الصحيفة.

وقال رجل، استخدم أول حرف من اسمه "أ"، إنه وصل إلى إسرائيل في سن 16 عامًا، كجزء من الموجة الكبيرة من طالبي اللجوء، ويمنحه الوضع المؤقت الذي يحمله معظم الحقوق الممنوحة للإسرائيليين، ولكن يجب تجديده بشكل دوري مع سلطة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية، ولا يضمن له الوضع الدائم، وفي الماضي أراد التجنيد في الجيش، مثل العديد من طالبي اللجوء الذين يرون الجيش كأفضل طريقة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي.

وفي أحد الأشهر الأولى من الحرب، تلقى "أ" مكالمة هاتفية من شخص ادعى أنه ضابط شرطة وأمره بالتوجه فورًا إلى منشأة أمنية، دون تقديم أي تفسير، وعندما وصل إلى هناك أدرك أنه جاء للقاء "رجال الأمن".

وقال لصحيفة "هآرتس": "أخبروني أنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش، كما أخبروني أن هذه حرب حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل"، مشيرة إلى أن هذا كان أول لقاء من سلسلة لقاءات مع رجل قدم نفسه كمسئول أمني كان يجند طالبي اللجوء للجيش، وقد جرت الاجتماعات على مدار أسبوعين تقريبًا، وانتهت عندما رفض هذا الشاب التجنيد.

الاحتلال يجند أطفال الأفارقة فى حرب غزة

وقالت مصادر عسكرية إن وزارة الدفاع استخدمت طالبي اللجوء في عمليات مختلفة، بعضها تم الإبلاغ عنه في وسائل الإعلام، فيما أبدى بعض الناس اعتراضهم على هذه الممارسة، بحجة أنها تستغل الناس الذين فروا من بلدانهم بسبب الحرب، ولكن وفقًا لهذه المصادر تم إسكات هذه الأصوات.

وكشفت مصادر، تحدثت مع صحيفة "هآرتس"، عن أنه في حين كانت هناك بعض الاستفسارات حول منح مكانة لطالبي اللجوء الذين ساعدوا في القتال، إلا أنه لم يتم منح أي منهم مكانة أو وضع قانوني، وفي الوقت نفسه سعى الجيش إلى منح مكانة لآخرين ساهموا في جهود القتال.

وأكدت "هآرتس" أن وزارة الداخلية استكشفت إمكانية تجنيد أطفال طالبي اللجوء، الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الإسرائيلية، في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه في الماضي سمحت الحكومة لأطفال العمال الأجانب بالخدمة في جيش الاحتلال مقابل منح مكانة ووضع قانوني لأفراد أسرهم المباشرين.