لماذا سحبت أمريكا حاملات الطائرات من الشرق الأوسط؟
منذ اندلاع حرب غزة قبل 11 شهرًا في السابع من أكتوبر 2023، وما تبعها من تداعيات التصعيد الإقليمي، لا سيما بين إيران وإسرائيل من جهة، وعلى الحدود اللبنانية-الإسرائيلية من جهة أخرى، فضلًا عن تكثيف هجمات الحوثيين لاستهداف السفن التجارية بالبحر الأحمر، شرعت الولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز قواتها البحرية بالشرق الأوسط، تحسبًا لأي تهديداتٍ أمنية.
وخلال الأشهر الماضية، أرسلت واشنطن حاملات طائرات للشرق الأوسط تعزيزًا لوجودها العسكري بالمنطقة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، إلى أن أعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس، عن إنهاء مهمة بعضٍ منها وإعادتها إلى قواعدها.
وأنهت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الخميس، مهمة حاملتيِّ طائرات في الشرق الأوسط وقررت إعادتهما إلى قاعدتهما، حيث تتجه حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد تعزيز واشنطن وجودها العسكري بالمنطقة.
انسحاب حاملتي الطائرات من الشرق الأوسط
ووفقًا لـ"وكالة أسوشيتد برس" الأمريكية، من المتوقع أن تكون حاملة الطائرات "يو إس إس تيودور روزفلت" والمدمرة "يو إس إس دانيال إينوي" في منطقة المحيطين الهندي والهادي اليوم، أما حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" فستبقى في منطقة خليج عمان.
وقالت "أسوشيتد برس"، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عززت الوجود العسكري الأمريكي هناك؛ للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المُحتمَلة من قِبَل إيران ووكلائها وحماية القوات الأمريكية.
وأضافت في تقريرٍ لها: "لطالما زعم القادة الأمريكيون في الشرق الأوسط أن وجود حاملة طائرات أمريكية والسفن الحربية المرافقة لها كان رادعًا فعَّالًا في المنطقة، وخاصة بالنسبة لإيران".
وقال مسئولون أمريكيون لـ"أسوشيتد برس"، إنه من المتوقع أن تكون حاملة الطائرات "روزفلت" ومقرها سان دييجو والمدمرة "يو إس إس دانييل إينوي" في منطقة القيادة الهندية والهادئة يوم الخميس، وكانت المدمرة الأخرى "يو إس إس راسل"، قد غادرت بالفعل الشرق الأوسط وتعمل في بحر الصين الجنوبي.
ووصلت حاملة الطائرات "لينكولن"، التي توجد الآن في خليج عمان مع العديد من السفن الحربية الأخرى، إلى الشرق الأوسط قبل حوالي ثلاثة أسابيع، مما يسمح لها بالتداخل مع "روزفلت" حتى الآن.
هناك أيضًا عدد من السفن الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط، ومدمرتان والغواصة الموجهة بالصواريخ "يو إس إس جورجيا" في البحر الأحمر.
قلق أمريكي من تهديدات إيران
وقالت "رويترز"، إن قرار إنهاء وجود حاملتي الطائرات في الشرق الأوسط، جاء بعد 3 أسابيع تقريبًا من إصدار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمرًا لمجموعة حاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" بالبقاء في الشرق الأوسط، حتى بعد وصول مجموعة حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" لتحل محلها.
وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم "البنتاجون"، إن "روزفلت" غادرت الآن الشرق الأوسط وتتجه إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي 25 أغسطس الماضي، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ببقاء "روزفلت" في مكانها عندما أطلق "حزب الله" اللبناني مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
ووفقًا لـ"رويترز"، أعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم من أن إيران قد تنفذ تهديداتها بالانتقام من إسرائيل ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، في طهران، يوليو الماضي.
وحول أسباب انسحاب حاملتيِّ الطائرات الأمريكية من الشرق الأوسط، يرى محللون أن ذلك ربما يرجع إلى انخفاض مستوى القلق الأمركي بشأن الرد الإيراني المحتمل ضد إسرائيل.
وتعليقًا على ذلك، قال المتحدث باسم "البنتاجون"، باتريك رايدر، إن القرار كان قائمًا على إدارة أسطول البحرية، فيما قلل من أهمية فكرة أن الولايات المتحدة لم تعد قلقة بشأن العمل الإيراني المحتمل.
وقال رايدر للصحفيين في البنتاجون: "أشارت إيران إلى أنها تريد الرد على إسرائيل.. لذلك سنستمر في التعامل مع هذا التهديد بجدية بالغة".
وأضاف رايدر: "إننا نواصل التركيز بشكل مكثف على العمل مع الشركاء الإقليميين لتهدئة التوترات وردع الصراع الإقليمي الأوسع".