رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السياحة.. ورؤية زائر

حوار ذو شجون دار بينى وبين واحدٍ من أعز أصدقائى مصرى الجنسية، ويعشق تراب مصر لكن ظروف عمله فى إحدى الدول الإسكندينافية كواحد من أشهر أطباء جراحة القلب هناك، اضطرته للابتعاد عنها فترة طويلة من الزمن لكن هذا البعد لم يقلل من شوقه وحنينه لها، فقرر النزول للقاهرة لقضاء إجازته السنوية فيها.
سألت الطبيب المشهور عن انطباعه الأول عن معشوقته مصر وكيف رآها بعد طول غياب.. كانت إجابته مفاجئة لى وإن كنت أرى أن لديه كل الحق فيما ذكره.
صديقى زار معظم مطارات العالم لذلك فإن ملاحظاته عن مطار القاهرة الذى نفتخر به جديرة بالاهتمام.
يروى صديقى «الذى يمتلك الكثير من روح الدعابة» الكثير من النوادر التى لا تحدث إلا فى مصر.. ففى طائرة مصر للطيران لاحظ أن المضيفة الشيك تحمل ترموس الشاى أو القهوة وتمر بين الركاب، وهى تدق على الترموس وتنادى شاى شاى.. أو قهوة قهوة ولا أجدع صبى قهوجى فى مقهى بسيدنا الحسين.
بمجرد نزوله من الطائرة وركوبه أتوبيس المطار الجديد المكيف ليحمله إلى صالة المطار كانت دهشته أن نوافذ الأتوبيس غاية فى القذارة ويكاد يحجب التراب الرؤية عن كل الركاب.. ملحوظة قد يراها البعض غير جديرة بالاهتمام لكنها بالطبع تعطى انطباعًا سيئًا للسائح الأوروبى الذى تعوّد على أن زجاج المركبات العامة يكاد يبرق لمعانا من النظافة، فما بالك بأتوبيس المطار واجهة البلد؟!
وبمجرد وصوله لصالة الوصول ودخوله لدورة المياه قوبل برائحة بشعة لأردأ أنواع الفينيك تملأ الحمامات.. وسيدة تحمل عصا فى نهايته «خيشة» للتنظيف، تقف ومعها لفافة الكلينكس لتتسول بضعة جنيهات بالترحيب لسلامة الوصول والدعوات.
فى مدخل الصالة يقابلك أمين شرطة لمراجعة جوازات السفر قبل دخول الصالة.. الأمين قصير وسمين وله كرش مهول ولا تجد فيه أقل درجات الانضباط العسكرى.. نحن نتحدث عن واجهة لمصر لم ترق لواجهة عمال الفنادق الكبرى مثلًا.
الوقوف فى ممر الجوازات عشوائيًا للآسف.. فالحواجز بين الطوابير فى الخمسة أمتار الأولى المواجهة لمكتب الضابط فقط وتسود الهرجلة قبل ذلك.. الضابط المسئول عن مراجعة الجوازات يقابل أصدقاءه بالأحضان ويضحك بصوت عالٍ دون أى اعتبار لطابور السائحين أمامه والمفروض الجدية التامة والالتزام.
تفاجئك أصوات أكثر من مخبر أو «ارزوقى» ينادى على بعض الأسماء بصوت عالٍ؛ ليستثنيهم من الطابور لأن لهم «واسطة»، كل ذلك تحت سمع وبصر السادة الضباط ومدير الصالة.
لا توجد أى لافتة تنبه السائح أنه يجب شراء الفيزا قبل الوصول لمراجعة الجوازات.. أكثر من سائح يضطر للرجوع والوقوف مرة أخرى فى الطابور الطويل بعد أن يخبره الضابط بضرورة شراء الفيزا.
بعد إنهاء إجراءات الجوازات والذهاب لصالة استلام الحقائب وجدت أن الفتحة المؤدية للسير معطلة ويجب دفع الحقائب يدويًا.. ورغم الزحام الشديد لم يهتم أحد بإصلاحها، واهتم عمال المطار بالمشاجرة على استحواذ أحد الزبائن فى ظل اختفاء تام للإدارة.
بعد استلام الحقائب والخروج من المطار.. يتهافت عليك سماسرة الليموزين بطريقة سوقية تكاد تصل لاختطافك شخصيًا.
أعتذر للإطالة وأؤكد أننى اختصرت الكثير من الملاحظات التى تنفر السائح بمجرد أن تطأ أقدامه بلادنا.