بعد تعزيز العلاقات العسكرية.. لماذا يخشى الغرب من التعاون الروسى الإيرانى؟
عززت روسيا وإيران من العلاقات العسكرية وتبادل الأسلحة وهو ما ظهر جليًا في الحرب الروسية الأوكرانية بالشكل الذي أثار ذعر الغرب من مثل هذا التعاون خصوصًا بعد تسلم روسيا صواريخ باليستية من إيران ما دفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على 9 سفن ترفع العلم الروسي.
مخاوف غربية كبرى من تعزيز التعاون العسكري بين روسيا وأوكرانيا
وبحسب موقع "فيرست بوست" الهندي، فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن أن روسيا تلقت شحنات من الصواريخ الباليستية من إيران، ما أثار إدانة دولية جديدة، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن تستخدم روسيا هذه الصواريخ في غضون أسابيع خلال حربها مع أوكرانيا.
وكشف بلينكن عن أن معلوماته تستند إلى تقارير استخباراتية مشتركة، مشيرًا إلى أن نقل مثل هذه الصواريخ يُمثل تصعيدًا كبيرًا في دعم إيران للجهود الحربية الروسية.
وأضاف الموقع أن وزارة الخزانة الأمريكية اتخذت إجراءات سريعة وعاجلة وفرضت عقوبات على 9 سفن تحمل العلم الروسي متورطة في نقل الأسلحة من إيران، فضلًا عن عقوبات أخرى فرضت على شركات الطيران الإيرانية وشركات أخرى متورطة في الأمر، وتشمل العقوبات تجميد أي أصول موجودة في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين من التعامل مع الكيانات المستهدفة.
وطالب عدد من المسـئولين الأوكرانيين، من بينهم رئيس مكتب الرئاسة أندريه يرماك، بضرورة زيادة الضغط الدولي على طهران وموسكو لمنع المزيد من التصعيد.
وأضاف الموقع أن المخاوف الغربية تتزايد، بعد ورود تقارير بشأن تدريب عدد من الجنود الروس في إيران من أجل تشغيل نظام صواريخ "فاتح - 360"، ما يزيد من المخاوف بشأن استخدامها خلال الحرب مع أوكرانيا في أقرب وقت.
ويعتقد المحللون العسكريون أن صاروخ "فاتح - 360" يشكل تهديدًا كبيرًا للقوات الأوكرانية، خصوصًا فيما يتعلق بمداه ودقته، حيث يتيح للقوات الروسية الفرصة لاستهداف المواقع الأمامية للجيش الأوكرانية والمدن الأبرز مثل بوكروفسك، سومي، وخاركيف.
وبحسب الصحيفة الهندية، فإن اعتماد روسيا على التكنولوجيا العسكرية الإيرانية يعكس عمق العلاقات العسكرية بين البلدين، وخصوصًا في المجال العسكري والنووي، بينما توفر روسيا لإيران في المقابل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية "جلوناس"، والذي يُزعم أنه يُستخدم في الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية.
بينما أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن إيران تنفي نقل أي أسلحة إلى روسيا من أجل دعمها في الحرب الأوكرانية، واصفة هذه الاتهامات بأنها "دعاية قبيحة"، يروج لها الغرب لتشتيت الرأس العام العالمي عن تزويد إسرائيل بالأسلحة في حرب غزة.
وتابعت أن مثل هذه الاتهامات تغلق الباب بشكل كامل أمام أي تقارب محتمل بين الحكومة الإيرانية الجديدة والإصلاحية والغرب.
وأضافت أن هذا التطور قد يجبر الولايات المتحدة على السماح لأوكرانيا باستخدام لصواريخ "ستورم شادو" البريطانية لضرب أهداف في عمق روسيا وليس فقط في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا.
وأشارت إلى أن أوكرانيا كانت تعمل منذ فترة طويلة مع بريطانيا بشكل غير مباشر من أجل زيادة الضغط على الولايات المتحدة لرفع القيود المتعلقة باستخدام الأسلحة الغربية لاستهداف العمق الروسي.
وقال مسئولون غربيون إن النقاش يدور حول ما إذا كان السماح باستخدام صواريخ "ستورم شادو" لضرب أهداف داخل روسيا سيُعتبر خطوة تصعيدية خطيرة تتجاوز "الخط الأحمر" الذي حدده فلاديمير بوتين.