رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"السنوار" خارج غزة.. صفقة "الخروج الآمن" تفضح فشل إسرائيل الكبير

السنوار
السنوار

صفقة "الخروج الآمن"، يبدو أنها أصبحت الحل الأخير أمام سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتخلص من زعيم حركة حماس يحيى السنوار، وفي تفاصيلها إطلاق سراح كل المحتجزين في قطاع غزة مقابل فرصة المغادرة، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية، مساء أمس الثلاثاء.

يشير الطرح الإسرائيلي إلى اعتراف ضمني بفشل جيش الاحتلال في العثور على السنوار وتحرير المحتجزين، مع اعتقاد بأن حركة حماس لم يعد أمامها الكثير في الحرب التي قاربت على إتمام عام كامل.

أسرار صفقة الخروج الآمن ليحيى السنوار من غزة

بحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عرضت إسرائيل هذه الصفقة على السنوار مقابل تحرير المحتجزين والتخلي عن السيطرة على القطاع، حسبما نقلت عن "جال هيرش"، منسق شئون الأسرى والمفقودين في إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن قرار إسرائيل بالإعلان عن مثل هذه الصفقة يأتي في ظل تعميق الشكوك داخل وخارج إسرائيل بشأن قدرتها على هزيمة حركة حماس أو تحرير المحتجزين أو حتى التوصل لاتفاق لإنهاء هذه الحرب وإطلاق سراح المحتجزين.

قال هيرش: "أنا مستعد لتوفير ممر آمن للسنوار وأسرته ومن يرغب في الانضمام إليه، نحن نريد استعادة الأسرى ونزع السلاح من غزة، وبالطبع نظامًا جديدًا يدير غزة".

وكشف منسق شئون الأسرى والمفقودين في إسرائيل عن تفاصيل وأسرار الصفقة، بقوله إنه عرض الاتفاق قبل يوم ونصف من الآن، وأن إسرائيل مستعدة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين كجزء من العرض.

وأضاف أن هذا العرض جزء من جهود إيجاد حلول جديدة خصوصًا في ظل ضعف احتمالية الوصول إلى اتفاق لوقف هذه الحرب.

وأكدت الصحيفة أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حركة حماس تستقبل "عرض خروج السنوار" من غزة، خصوصًا بالنظر إلى تاريخ إسرائيل في اغتيال قادة الحركة في الخارج.

وتابعت أنه حتى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها رسميًا عن اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، لكن أصابع الاتهام أشارت جميعها إلى إسرائيل، كما أن مسئولًا أمريكيًا مطلعًا أكد أن تل أبيب هي من نفذت العملية.

وأضافت أن السنوار بخلاف كونه العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى فهو رمز للمقاومة والنضال الفلسطيني.

وأشارت إلى أن إسرائيل طرحت في بداية الحرب فكرة نفي قادة حركة حماس خارج غزة، وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن هذه الفكرة مطروحة دائمًا، حيث اشترط إنهاء الحرب بتسليم حماس لأسلحتها وخروجهم من غزة.

يعكس عرض إسرائيل المتكرر لقادة حماس بالخروج من غزة فشلها الصريح حتى الآن في القضاء عليهم، كما تعهدت في بداية الحرب.

بينما أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن السنوار هو الزعيم لحركة حماس الآن، وعرض إسرائيل يأتي في ظل اعتقاد المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين بأنه لا يزال طليقًا في شبكة الأنفاق المعقدة في قطاع غزة ويتحرك بشكل متكرر، ولم يظهر منذ 7 أكتوبر.

يرى العميد السابق في جيش الاحتلال يوسي كوبرفاسر، أن العرض يأتي في ظل استمرار الحرب في عزة، ومحاولات حماس إرهاق جيش الاحتلال بشتى الطرق في غزة.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قول كوبرفاسر إن حماس تأمل في أن يؤدي الضغط الدولي والمحلي على نتنياهو إلى إنهاء الحرب، ولكن يبدو أن جيش الاحتلال عازم على القضاء على حماس بأي طريقة، سواء عن طريق التفاوض أو إطالة أمد الحرب.