رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بابا الفاتيكان: أناشدُ الجميع أن يتحلوا بروح المسؤولية

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

يواصل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان زيارته إلى بابوا غينيا الجديدة،  إذ توجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح السبت إلى قصر الحكومة في العاصمة بورت مورسبي، حيث قام بزيارة مجاملة إلى الحاكم العام السير بوب بوفنغ، بعدها انتقل بابا الفاتيكان إلى مركز المؤتمرات المعروف باسم Apec Haus حيث كان له لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية والسلك الدبلوماسي والمجتمع المدني.


وخلال الزيارة وجه البابا للحاضرين خطابًا مسهبًا استهله معربًا عن سعادته الكبيرة لهذه الزيارة متمنيًا للجميع السلام والرخاء، ولفت إلى أن «بابوا غينيا الجديدة»، هي عبارة عن أرخبيل يتكون من مئات الجزر، وتوجد فيه ثمانمائة لغة مختلفة، ما يعني ثراءً كبيرًا، معتبرا أن هذا التنوع يشكل تحديًا بالنسبة للروح القدس الذي يصنع الانسجام والتناغم وسط الاختلافات.

وأضاف فرنسيس، أن البلاد غنية أيضًا، بالإضافة إلى الجزر واللغات، بموارد الأرض والمياه، مشيرا إلى أن الله يوجّه هذه الخيرات كلها إلى المجتمع بأكمله، وبالتالي لا بد أن تؤخذ في عين الاعتبار احتياجات السكان المحليين، من أجل تحسين الظروف المعيشية، لدى توزيع العائدات واستخدام القوى العاملة.

الثراء البيئي يترتب عليه مسؤوليات كبيرة

 وشدد البابا على أن هذا الثراء البيئي والثقافي الذي تتمتع به بابوا غينيا الجديدة تترتب عليه مسؤوليات كبيرة، لأنه يُلزم السلطات والمواطنين في استثمار الموارد الطبيعية والبشرية بطريقة تقود إلى التنمية المستدامة والعادلة، وتضمن تعزيز الرفاهية للجميع دون استثناء أي أحد، من خلال برامج عملية قابلة للتنفيذ، وفي إطار التعاون الدولي والاحترام المتبادل، وضمن اتفاقات تعود بالفائدة على الجميع.

 واعتبر بابا الفاتيكان، أن الشرط الأساسي لبلوغ هذه الأهداف هو استقرار المؤسسات، وتعزيز دورها وتحقيق إجماع حول الخيارات الأساسية، لأن هذا يقود إلى التنمية المتكاملة والمتضامنة، هذا بالإضافة للحاجة إلى رؤية بعيدة المدى ومناخًا من التعاون مع الجميع، مع احترام التمييز بين الأدوار واختلاف الآراء.

 

هذا ثم لفت البابا إلى ضرورة تحسين البنى التحتية وتلبية الاحتياجات الصحية والتربوية للسكان، وتوفير فرص العمل من خلال ترسيخ التوافق على أسس المجتمع المدني واستعداد الجميع للتضحية في سبيل المصلحة العامة.

 

وأضاف أن الإنسان يحتاج أيضا إلى أمل كبير في القلب، يجعله يعيش حياة مقبولة، ويمنحه ميلا وشجاعة للقيام بمشاريع على نطاق واسع تسمح له برفع نظره إلى الأعلى ونحو آفاق واسعة، مشيرا إلى أن وفرة الخيرات المادية لا تكفي لقيام مجتمع حيوي ومطمئن، مجتهد وفرح، بل تجعله ينطوي على نفسه، معتبرًا أن جفاف القلب يُفقده البوصلة ويُنسيه ميزان القيم الصحيح، وصولا إلى حد فقدان الأمل بالمستقبل ومعنى نقل الحياة.

 

من هذا المنطلق شدد البابا على ضرورة توجيه الروح نحو واقع أسمى، لافتا إلى أن قيم الروح تؤثر على بناء المدينة الأرضية وكل الحقائق الزمنية، فهي تبث الروح وتلهم وتقوي كل مشروع، مضيفا أن الشعب الذي يصلي له مستقبل، وهو يستمد القوة والرجاء من السماء.