مائة عام على ميلاده.. كيف حصد فؤاد المهندس لقب أستاذ الكوميديا؟
تحل اليوم الذكرى الـ100 لميلاد أحد رواد الفن المصري، وأهم كوميديان بتاريخ السينما المصرية النجم الراحل فؤاد المهندس، الذي حفر اسمه بحروف من ذهب على الساحة الفنية، وحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة من جميع الفئات العمرية، واتسم بأسلوبه الخاص به والفريد من نوعه في عالم الكوميديا.
لم تتوقف موهبة فؤاد المهندس على التمثيل فقط، فكان له صيت في مختلف المجالات سينما وتليفزيون وإذاعة، وقدم العديد من الأغاني التي رسخت في أذهاننا، والاستعراضات المختلفة والمتميزة، وحظى بحب الفئة الأكبر في المجتمع وهم الأطفال، وما زال يحافظ على نجوميته رغم رحيله عن عالمنا منذ عام 2006، ولكنه ترك رصيدا فنيا كبيرا من الكوميديا جعلته يحصد لقب “أستاذ الكوميديا” بلا منافس ولا منازع.
ترعرع “فؤاد” في منزل يتقن اللغة العربية نظرًا لوالده اللغوي زكي محمد المهندس، الذي له الفضل الكبير في تنمية موهبته، وإتقانه للنطق الصحيح للغة العربية الفصحى، وتثقيفه، حتى أصبح من أهم رواد الفن موهبة وثقافة.
كان فؤاد المهندس يحرص بشدة على تقديم “رسالة مجتمعية” عن طريق أعماله الفنية التي قدمها خلال مسيرته، من أفلام سينمائية ومسرحيات ومسلسلات تلفزيونية، كما حرص على تقديم برنامج إذاعي بعنوان “كلمتين وبس” والذي ظل متداولًا خلال مختلف الأجيال بصوته المتميز والرائع بتقديم نصائح هامة لأفراد المجتمع كبارا وصغارا.
كما كان يؤمن بأن الفن له “رسالة سامية” وهي خدمة المجتمع، وكان يبحث عن عمل يلتقي به بالأطفال، فقدم فوازير عمو فؤاد موجهة للأطفال بشكل خاص، وتعلق به الصغار وكانوا يحرصون على متابعته بشدة وانتظار بث برامجه الإذاعية لمتابعة حل الفوازير.
قدم أغانى مصورة بعيدة عن أعماله الفنية وحققت نجاحا قياسيا حتى إنها ما زالت تذاع وتعرض خلال موسم رمضان من كل عام، وهما “الراجل دة هيجنني” مع الفنانة صباح، و“الصيام مش كده” مع الفنانة شويكار، ويحرص الجمهور دائمًا على استماعها خلال شهر رمضان حتى وقتنا هذا، نظرًا لخفة ظل تلك الأغاني وتعبيرها الواقعي للرجال خلال الشهر الكريم.
رحل عن عالمنا يوم 16 سبتمبر عام 2006، عن عمر يناهز 82 عامًا، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، نتيجة لفزعه بعد مشاهدته سقوطًا جزئيًا لسقف غرفة النوم بمنزله بالزمالك، نتيجة نشوب حريق ونجا منها.