رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفنان سيد هويدى لـ"الدستور": دوافع نتنياهو عرقلة المفاوضات بطرق مراوغة

الفنان سيد هويدي
الفنان سيد هويدي

عقب الكاتب الروائي السيد نجم، على تصريحات رئيس الوزاراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن "تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا من أجل ضمان عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة وعدم تدفق السلاح إلى القطاع"، مدعيًا أنه لم يوافق أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر أرييل شارون مغادرته عام 2005.

الغرض من تصريحات نتنياهو العرقلة وكسب الوقت والمماطلة

وقال هويدي: تصريحات نتنياهو حول إمداد حركة المقاومة حماس بالسلاح من مصر، في ظل مفاوضات متعثرة بين الطرفين الفلسطيني والكيان الصهيوني، ليست إلا بحثًا عن أوراق في جراب نتنياهو الباحث عن ذرائع جديدة يستطيع من خلالها مد أمد الحرب، من شأنها عرقلة المفاوضات وعدم إبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب.

وتابع هويدي: ولذلك لأسباب كثيرة على عدة مستويات منها شخصية تتعلق بقضايا فساد متهم فيها تنتظره إذا ترك موقعه المتعنت، أو أسباب سياسية إرضاءً لتوجهات اللوبي الصهيوني المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية حيث ينتمي، أو مد أمد الحرب انتظارًا لنتائج الانتخابات الأمريكية، أيًا كان الرئيس القادم، حيث الإدارات الأمريكية تتفق على دعم الكيان الصهيوني مهما اختلفت الأسماء، فطوال عمر الصراع العربي الإسرائيلي كانت الإدارات الأمريكية ضد حقوق الفلسطينين في أرضهم باستخدامهم حق الفيتو ضد القرارات التي تجمع عليها أغلب دول العالم.

وفي هذا السياق يبدو واضحًا أنه يريد إهداء الرئيس الجديد امتياز حصد نتائج هذا الصراع الدموي المرير، من وجهة نظره، علي نحو يجعل منه مكسبًا، في رهان على استمرار الدعم الأمريكي مع فترة رئاسة جديدة.

ولفت هويدي إلى أن نتنياهو ينطلق من دوافع شخصية مراوغة متطرفة دموية كاذبة، يتجاوز بها مسارات التفاوض بين الأطراف، إلى حد إرهاق الجميع بداية من وفده الحائر والعاجز عن اتخاذ قرار على طاولة المفاوضات، أو التشكيك في الوسطاء وممارسة سلوك إرهابي عليهم، فقد اتهم قطر في السابق بالانحياز إلى الفلسطينيين، والآن يتهم مصر بادعاءات ليس لها دليل، إنما الغرض منها العرقلة وكسب الوقت والمماطلة.

وأضاف أن صفقة المفاوضات الحالية سبق الاتفاق على بنودها بصيغة أمريكية وحماس وافقت عليها بدون شروط، فيما تلاعب نتنياهو بوفده المفاوض الذي أرسله إلى القاهرة، بعد أن منحه صلاحيات تراجع عنها في المراحل الأخيرة من الاتفاق، ووضع شروطًا جديدة تبين تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا واحتلال دائم لقطاع غزة.

لقد كشفت إدارة الكيان الصهيوني عن وجهها القبيح، على كل المستويات عسكريًا بانتهاج الإبادة الجماعية والرغبة الدائمة في الاستيطان واحتلال أراضي الغير بالقوة، وسياسيًا بالتعنت في المفاوضات وعدم احترام الوسطاء، وتجاوز الخصومة إلى الانتقام القسري الجماعي، كما سقط الكيان أخلاقيًا عندما لجأ إلى إبادة شعب أرضه محتلة وعرضه إلى الموت جوعًا.