رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهرجان القاهرة للمسرح يناقش الأداء اللغوي للنص المسرحي

جريدة الدستور

قدمت الكاتبة والمخرجة التونسية أمينة الدشراوي ورقة بحثية بعنوان "المسرح العربي بين التأصيل الحضاري والتجديد الفكري الجمالي: قراءة في مسرحية "خيل تايهة" لإيهاب زاهدة"، خلال فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ 31.

واستهلت أمينة بحثها بكلمات من قصيدة "أنا هنا" لشاعر الأرض المحتلة محمود درويش، مشيرة إلى أن مسألة الإرث الثقافي في علاقة بالحضارة العربية بصفة عامة والمسرح العربي بشكل خاص، تعد مادة تستحق الدرس، إذ سقطت ورقة التوت عن الأنظمة الغربية الاستعمارية وانكشف القناع عن المشروع الصهيوني في الشرق الأوسط والذي يقوم على ثلاثية الأساطير المزيفة ليجد شرعية لتطهير الشعب الفلسطيني عرقيا وطمس ملامح الهوية العربية منذ نكبة 1948.

وأوضحت "الدشراوي" أن انتشار حالة الوعي في صفوف الطلبة والنخب في الجامعات الامريكية وفي كامل أنحاء العالم كأثر الفراشة الّذي لا يرى ولا يزول، ينبئ بثورة شاملة عالميّة ستنتج حتمًا تغيرات شعبية ونخبوية فكريّة وجماليّة تطال كافة المجالات الفنّية والمشهد المسرحي العالمي وهو ما يحملنا إلى تأمّلات في التجربة المسرحية العربية التي تصبو إلى تحقيق التوازن بين التأصيل الحضاري التراثي والتّجديد الفكري الجمالي. وهو ما يجعلنا.

وفي تحليلها لعرض مسرحية "خيل تايهة" للمخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة والكاتب السوري عدنان عودة، أكدت الكاتبة التونسية أن المخرج انطلق من نص سردي روائي باللهجة السورية مع اختلاف اللكنات ليقتحم نمطية الفرجة العربية بنظام عرض مكثف العلامات، فيه انتصار للهامش على حساب المركز وللبادية على حساب المدينة وللعلم على حساب الخرافة بنفس ملحمي بريشتي ما بعد كولونيالي، وينفتح العرض على الفنون الأدائية ليعانق الأسطورة الأوديبية في رحلة صراع الشخصيتين الرئيسيتين مع القدر بحثا عن الهوية (خيل وأمّها تايهة) ويغوص في عالم الشخصيات بكوراليّة تتأرجح بين السّرد والتّشخيصوتتكامل في رؤى جمالية تأخذ المتلقي في دوامة من الاستعارات والرموز فيتوه مع كتابة ركحيّة مغايرة تثير الانفعالات وتؤدي إلى التطهير كما تدفع إلى اعمال العقل والتفكير.

التمركز الغربي في النص المسرحي الاستشراقي

بينما قدم د.أمير هشام الحداد أستاذ الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بابل العراقية، ورقة بحثية بعنوان "التمركز الغربي في النص المسرحي الاستشراقي" أكد فيها أن المخيال الغربي بعد مابعد الكونيالية وفي ظل ظروف الحرب والاستعمار الكونيالي رسمت صورة عن الذات الشرقية والعربية منها بافتراضات التعالي والهيمنة والغربنة في التفوق الحضاري والإنساني والثقافي.

ولفت الحداد في بحثه، أن تلك الصورة الاستعمارية نتج عنها عدة صور وأشكال الهيمنة النصية والأسلوبية السردية الكتابية مما يقدم لنا حدود خارج أفق التوقع وخارج إمكانيات الأداء للبنى الشرقية وما يسمى أو يشابه التشكيل الرمزي للمجتمعات والثقافات، ما جعلنا أمام سلطة وتمركز فكري وذهني واستعلاء ثقافي برؤية غربية لذاتنا ومخيلتنا بعيدة عن الصور والرسومات الواقعية الملموسة التي نعيشها، ما جعل مثقفينا أحيانا بعيدين كل البعد عن واقعنا فهم يعيشون في حلقة وحبكة دائرية منغلقة تعود للآخر المهيمن