رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتنياهو يواجه الجحيم.. حظر أسلحة وانقسامات واحتجاجات عنيفة تضرب إسرائيل

نتنياهو
نتنياهو

تشهد إسرائيل أحد أكبر الأزمات السياسية والشعبية منذ سنوات طويلة؛ حيث تعمقت الانقسامات السياسية وضربت كافة المدن إضراب عام وشارك عشرات الآلاف في أكبر مظاهرة في إسرائيل منذ اندلاع الحرب الوحشية في قطاع غزة.

وطالب الآلاف حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة بضرورة التوصل لاتفاق لتحرير المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.

وتزامنت الاحتجاجات والانقسامات، مع تفاقم العزلة الدولية لتل أبيب، وحظر بريطانيا لتصدير بعض الأسلحة لإسرائيل.

انقسامات سياسية وغضب داخلي غير مسبوق

وأشارت تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إلى أن التوترات تصاعدت بشكل كبير في إسرائيل بعد أن قالت سلطات الاحتلال إنها عثرت على جثامين 6 محتجزين آخرين، واتهمت حركة حماس بقتلهم قبل وصول قوات الاحتلال لهم بدقائق معدودة.

ولفت التقرير، إلى أن هذا الحادث دفع الإسرائيليين للشعور بأن نتنياهو وقادة الاحتلال حكموا بالموت على المحتجزين الآخرين، خاصة بعد تصريحات رئيس حكومة الاحتلال، أمس الإثنين، والتي أكد فيها أنه لن يتراجع عن إصراره على بقاء القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر، بزعم منع الحروب المستقبلية مع حركة حماس. 

وقال المفاوضون، إن هذا الطلب أدى إلى توقف التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحرر العديد من المحتجزين المتبقين في مقابل وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.

وأيدت حكومة الإسرائيلية موقف نتنياهو في تصويت الأسبوع الماضي.

وقال نتنياهو:"لن أستسلم لهذا الضغط، لن تستسلم أمتنا لهذا الضغط، وأنا أقول لزعيم حماس يحيى السنوار، انسى الأمر، لن يحدث ذلك".

فيما انتقد بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني المتطرف في إسرائيل، قادة النقابات لإضرابهم، مشيراً إلى أن رئيس أكبر نقابة عمالية في إسرائيل، أرنون بار ديفيد "يحقق حلم السنوار".

وأعلنت حركة حماس أمس الإثنين، عن صدور تعليمات جديدة تنص على ضرورة التعامل في حال اقترب جيش الاحتلال الإسرائيلي من أي مكان به محتجزون.

وقالت الحركة في بيان مكتوب باللغة العبرية على صورة لمسلح يحمل مسدسًا أمام جندي إسرائيلي أسير يجلس ورأسه منحني في نفق، إن "الضغط العسكري يساوي الموت والفشل، صفقة التبادل تساوي الحرية والحياة".

وأوضح تقرير الصحيفة الأمريكية، أن تطورات الحرب في غزة، انعكست على الداخل الإسرائيلي وعززت من الانقسامات التي تضرب إسرائيل في ظل مواجهة قوات الاحتلال للقتال على عدة جبهات.

ونوه بأن الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تسيطر على الحكومة والكنيست تدعم موقف نتنياهو المتعنت في مفاوضات الهدنة، وهددوا بإسقاط الحكومة إذا أبرم نتنياهو أي صفقة وأنهى الحرب، وهو الأمر الذي يضع نتنياهو في مأزق سياسي كبير، حيث أظهرت استطلاعات الرأي انهيار شعبيته هو وائتلافه الحاكم المتطرف، ما يعني عدم نجاحه في حال إجراء أي انتخابات مبكرة.

وأضاف أن هذه الانقسامات السياسية تضرب إسرائيل قبل الحرب؛ حيث احتج الإسرائيليون لعدة أشهر على خطة حكومة نتنياهو لإجراء تغييرات شاملة على النظام القضائي، وأثار مقتل المحتجزين المخاوف من أن إسرائيل قد تنشغل مرة أخرى بالاقتتال الداخلي وسط حرب مدمرة لا نهاية واضحة لها في الأفق.

وقال أبراهام ديسكين، وهو زميل بارز في مؤسسة كوهيليت للأبحاث ومقرها القدس، إن "الاحتجاجات الأخيرة "ستحيي الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، ولكن الاحتجاجات الحاشدة لن تجعل نتنياهو يغير رأيه".

أظهر استطلاع للرأي نشره معهد سياسة الشعب اليهودي في القدس يوم الاثنين أن 43% يرون أنه يتعين على قوات الاحتلال الإسرائيلي مغادرة ممر فيلادلفيا وتسهيل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين.

كما قال جيش الاحتلال، إنه يستطيع تأمين هذا الممر دون وجود فعلي على الأرض طالما أنه يستطيع تنفيذ الغارات الجوية عند الضرورة، ولكن يبدو أن نتنياهو يرفض أي مقترح بخلاف احتلال المنطقة، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح لإسرائيل بالعودة بأي شكل من الأشكال بمجرد مغادرتها.

إحباط الحلفاء وعزلة دولية متزايدة لإسرائيل

ولفت تقرير الصحيفة الأمريكية، إلى أن فشل حكومة نتنياهو المتطرفة في التوصل لاتفاق لإنهاء حرب غزة، تسبب في إحباط حلفاء نتنياهو الغربيين.

وتابع أن الإحباط ظهر في تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء أمس الإثنين والتي اتهم فيها نتنياهو علنًا بأنه لا يبذل المجهود الكافي لإبرام الصفقة.

وأجرى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان محادثات مع نظرائه بشأن دفع المفاوضات إلى الأمام، وتحدث بشكل منفصل مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

حظر بريطاني للأسلحة الإسرائيلية

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن في خطوة جديدة تعكس العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل قررت الحكومة البريطانية فرض حظر جزئي للأسلحة على إسرائيل، بعد أن خلصت إلى أن بعض الأسلحة المرسلة إلى البلاد يمكن استخدامها في انتهاك للقوانين الدولية وحقوق الإنسان. 

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي للبرلمان إن الحكومة تقدر أن إسرائيل "يمكنها أن تفعل الكثير بشكل معقول لضمان وصول الغذاء المنقذ للحياة والإمدادات الطبية إلى المدنيين في غزة"، لكنه أكد أن البلاد لا تزال لديها الحق في الدفاع عن النفس.

وأضاف التقرير، أن قرار الحظر لا يغطي سوى 10% من صادرات الأسلحة البريطانية المحدودة نسبياً إلى إسرائيل، ولا يشمل الأجزاء المستخدمة في بناء طائرة إف-35، وهي الطائرة التي قيل إن إسرائيل استخدمتها لقصف غزة، ولكن القرار، من حليف قوي لإسرائيل، هو علامة على مدى نفاد صبر الحكومات الغربية تجاه حكومة نتنياهو.