خلال فعاليات ملتقى شباب المعرفة..
"هنو": الدولة المصرية تولى اهتمامًا بالغًا بدور الثقافة فى تمكين الشباب
أكد وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بدور الثقافة في تمكين الشباب، وتدعمهم من خلال العديد من البرامج الهادفة لبناء الأنسان وتحقيق العدالة الثقافية وتعزيز دور الشباب في المجتمع.
جاء ذلك، خلال الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى بالنسخة الثانية من "ملتقى شباب المعرفة"، وهى بعنوان "دور الحكومات وسياساتها إزاء تحديات الشباب"، ويقام الملتقى بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وثمن وزير الثقافة الجهود الحثيثة للدولة المصرية لإطلاق مبادرات تهدف إلى الارتقاء بثقافة الشباب وتقليص الفجوة الثقافية، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي تحظى برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، منها: مبادرة "بداية جديدة"، التي تهدف إلى بناء الإنسان المصري بشكل شامل، مشروع "أهل مصر"، الذي يستهدف رفع الوعي والمخصص لشباب المناطق الحدودية، مبادرة "صنايعية مصر"، التي تهدف إلى حماية التراث الثقافي المصري ودعم الاستثمار في الصناعات الثقافية.
دعم التحول الرقمي
كما أشار وزير الثقافة، إلى جهود وزارة الثقافة، من خلال المئات من قصور الثقافة المنتشرة في ربوع مصر، في اكتشاف المواهب من خلال تنظيم فعاليات سنوية في مختلف القرى والنجوع، والعمل على دعم التحول الرقمي وتطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاعات الوزارة كافة، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث سيتم إطلاق العديد من التطبيقات الإلكترونية التي سيكون لها أكبر الأثر في الوصول بالمنتج الثقافي لمختلف الفئات وبشكل خاص للشباب الأكثر استيعابًا للتكنولوجيا، واستخدامًا لها، والعمل على تقليل الفجوة التكنولوجية بين العاصمة والأقاليم وتحقيق العدالة الثقافية.
وأكد وزير الثقافة، حرص الوزارة على استثمار إمكاناتها لدعم الموهوبين والمبدعين، وتقديم برامج متنوعة للتمكين الثقافي لمختلف الفئات، وذلك بخلاف دعم تمكين الشباب من خلال عدد من الكيانات الشبابية التابعة لوزارة الثقافة، ومنها: لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، فرقة مسرح الشباب التابعة لقطاع الإنتاج الثقافي، مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا، وغيرها من الكيانات التي أثبت القائمون عليها أن الشباب هم طريق مصر لمستقبل مشرق.
ولفت إلى أهمية العمل على إقامة شراكات مع المؤسسات الثقافية الأخرى، لتبادل الخبرات والمشاريع، والاستفادة من خبرات الشباب وإشراكهم في تصميم وتنفيذ البرامج الثقافية، والاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم، والتعاون مع القطاع الخاص في جذب الاستثمارات الخاصة لدعم الأنشطة الثقافية، وبناء القدرات لتدريب الكوادر لرفع كفاءتهم في مجال الإدارة الثقافية وتنظيم الفعاليات.
الملتقي ثمرة تعاون بناء
من جانبه أكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أن الملتقى هو ثمرة التعاون البناء بين وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤكدًا أن هذه الشراكة الاستراتيجية تؤكد إيماننا بأهمية العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتمكين الشباب من لعب دور فعال في بناء مستقبل أفضل لأوطانهم.
وأوضح وزير الشباب، أن وزارة الشباب والرياضة تعمل في ضوء مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبناء الإنسان المصري والتي تتضمن الارتقاء بحياة المواطنين معيشيًا وثقافيًا واجتماعيًا وتنمويًا من خلال تكثيف المبادرات والأنشطة المعرفية، لما لها من تأثير كبير في المجتمع بوجه عام وعلى الشباب على وجه الخصوص، لذا تعمل الوزارة على تنمية قدرات الشباب المصري وتعزيز مهاراتهم في مختلف المجالات المعرفية، وأيضًا نشر ثقافة المعرفة والبحث العلمي بين الشباب، وربط الشباب بالمصادر المعرفية العالمية.
قال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: يُشكل الشباب الأمل الذي نستثمر فيه لتحقيق الرؤية الطموحة، لذا ندعوكم، شبابنا، إلى أن تجعلوا من المعرفة سلاحكم ومن الإبداع طريقكم نحو الابتكار، فالعالم يتغير بسرعة، والتحديات التي تواجهنا تتطلب منا تفكيرًا جديدًا، وحلولًا مبتكرة تفتح أبوابًا جديدة للمستقبل المستدام".
تعظيم تأثير المعرفة
وتابع حويرب: "نَغْتَنِمُ هذهِ المناسبةَ للتعبيرِ عن حِرصنا المستمرِّ على توطيدِ العلاقاتِ والروابطِ بينَ مؤسَّستنا وجمهوريةِ مصرَ العربية، وتعزيزِ العملِ المُشتركِ معَ شريكنا الاستراتيجي المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامجِ الأممِ المتحدةِ الإنمائي، لإطلاق مشاريع وبرامجَ تهدفُ إلى تطويرِ القدراتِ المعرفيةِ للشبابِ المِصري، وكُلُّنا ثقةٌ بأنَّ الطاقات البشريَّةَ الكبيرَةَ التي يتمتَّعُ بها المجتمعُ المِصريُّ بشبابهِ الطموحِ والمبدعِ كفيلةٌ بأنْ تضمنَ نجاحَ مبادراتِنا المُشتركةِ وتحقيقَ نتائجَ إيجابية، ستتركُ أثرًا ملموسًا على صعيدِ تعزيزِ مسيرةِ التنميةِ المستدامةِ في المنطقة بكافة المجالات".
وأوضح حويرب، أن مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تؤكد سعيها الدائمَ للمضيِّ قُدُمًا في رسالتها المعرفيةِ والتنمويةِ بدعمِ الأجيال العربيةِ الحاليةِ والمستقبلية، ورَفْدِها بالزَّادِ المعرفيِّ والتعليميِّ الذي يُمكِّنُها من تقديمِ إسهاماتِها المِحوريةِ في رسمِ ملامِحِ مستقبلٍ تقودُهُ المعرفةُ، ويُحركه الفكرُ المبتكِر، ومن خلالِ مبادراتِنا وبرامِجِنا المختلفة، سنواصلُ توفيرَ الفرصِ والإمكاناتِ للشبابِ والشاباتِ باعتبارِهِمْ الركيزَةَ الأساسيةَ لبناءِ مجتمعٍ معرفيٍّ مُتقدم، قادرٍ على مواجهةِ تحدياتِ المستقبل، وتلبية تطلعات الاجيال القادمة وبناءِ غدٍ مشرقٍ ومُزدهر.
وخلال كلمته، قال أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر: "تعزيز أجندة الشباب وتعظيم تأثير المعرفة في المنطقة العربية هما من الأولويات الرئيسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لذا فإن منتدى الشباب والمعرفة اليوم في مصر هو خطوة مهمة في جهودنا المستمرة لتمكين الشباب المصري، فمن خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة، نسعى إلى تعزيز دورهم في صنع القرار ومساعدتهم على النجاح في هذا المشهد الذي يتطور بسرعة".
فيما أكدت الدكتورة رشا راغب، على دور الأكاديمية الوطنية للتدريب كأحد الكيانات المُهمة والمُلهمة داخل الدولة المصرية، والتي تهدف إلى بناء القدرات البشرية، وتطوير قدرات قيادات المستقبل للدولة المصرية، حيث تهدف الأكاديمية لتعزيز وتطوير رأس المال البشري المؤهل والمبدع والمبتكر لقيادة عملية التنمية، كما أوضحت مجموعة البرامج التدريبية التي تقدمها الأكاديمية لتأهيل الكوادر الشبابية بالمجالات المتعددة، وآليات المشاركة فيها.
يُناقش الملتقى عدة محاور مُهمة حول الفرص والتحديات التكنولوجية، ومجالات تطوير المهارات والتعلم، والبيئات التمكينية للشباب، والصحة النفسية في ظل المتغيرات السريعة في العالم.