رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال دمر أجساد الأبرياء.. سيقان أبطال حرب غزة بين البتر والشلل

إصابات السيقان في
إصابات السيقان في غزة

أصبحت فلسطين واحدة من المناطق الأكثر تأثرًا بالأزمات الإنسانية في العالم بعد حرب أكتوبر الأخيرة التي قام بها العدوان الإسرائيلي عليها، والذي خلف آلاف من الشهداء والضحايا المصابين فيما وصفت بأبشع مجزرة بشرية في العصر الحديث.

ومع ما شهدته الدولة الفلسطينية بسبب تلك الحرب من تدهور جم في الأوضاع الصحية بشكل عام، كان لهذه الحرب أثرًا ملحوظًا بخلقها جيلًا من أصحاب العلة في السيقان والأقدام نتيجة استخدام العدو الإسرائيلي الأسلحة المحظورة دوليًا وممارساتها الوحشية، والتي تسببت في إصابة الفلسطنيين في سيقانهم، وذلك إما بالبتر أو بالإصابة بمرض شلل الأطفال. 

إذ أنه بعد حرب 7 أكتوبر، عانت الدولة الفلسطينية من تدهور كبير في البنية التحتية الصحية، ما أدى إلى صعوبة تقديم الرعاية الصحية الأساسية للسكان، كما أدى هذا التدهور إلى زيادة انتشار الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال.

شلل الأطفال

وشلل الأطفال هو مرض فيروسي معدٍ يمكن أن يؤدي إلى شلل دائم ويؤثر بشكل خاص على الأطفال تحت سن الخامسة، ورغم الجهود الدولية للقضاء على هذا المرض، إلا أن الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين أسهمت في ظهور حالات جديدة بعد الحرب.

عدد إصابات شلل الأطفال

وفقًا للتقارير الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية، تم تسجيل زيادة ملحوظة في عدد حالات شلل الأطفال بعد حرب أكتوبر، وبلغ عدد الحالات المؤكدة حوالي 120 حالة جديدة في الأشهر التالية للحرب، وهو ما يمثل ارتفاعًا كبيرًا مقارنةً بالسنوات السابقة.

تعود أسباب هذا الارتفاع إلى تدمير العديد من المرافق الصحية، وتعطل حملات التطعيم، إلى جانب تردي الأوضاع المعيشية وزيادة حالات سوء التغذية، مما جعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

حالات البتر في السيقان

 كانت أيضًا المعاناة الصحية التي شهدتها سيقان الفلسطنيين بعد حرب أكتوبر تلك الإصابات المهولة التي نتج عنها حتمية البتر، إذ زاد أعداد بتر السيقان في هذه الفترة، حيث أنه وفقًا للإحصائيات المتوفرة، تم تسجيل أكثر من 250 حالة بتر للساقين في الأشهر التالية لحرب أكتوبر، وكانت هذه الحالات نتيجة مباشرة للصدمات العنيفة التي تعرض لها المدنيون، بالإضافة إلى تفاقم بعض الإصابات غير المعالجة.

وتُعزى هذه الحالات إلى عدة أسباب، بما في ذلك الإصابات المباشرة من جراء القصف والهجمات العسكرية، وكذلك نقص الرعاية الطبية العاجلة، وهو ما أدى إلى تفاقم الإصابات التي كان من الممكن معالجتها في ظروف أفضل.

التحديات التي تواجه القطاع الصحي

يذكر أن القطاع الصحي في فلسطين يواجه تحديات جسيمة في التعامل مع هذه الأزمة، ومنها نقص المعدات الطبية والأدوية، إذ أدت الحرب إلى تدمير العديد من المستشفيات والمرافق الصحية، مما نتج عنه نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية الضرورية لعلاج حالات شلل الأطفال والإصابات الأخرى.

كذلك تعطلت حملات التطعيم نتيجة للحرب مما أدى إلى عدم تلقي آلاف الأطفال للقاحات الضرورية، بالإضافة إلى ذلك أدى نقص الطاقم الطبي وهجرة العديد من الأطباء والممرضين بسبب الظروف القاسية، في صعوبة تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين.

الجهود الدولية والمحلية لمواجهة الأزمة

واستجابة لهذه الأزمة، قامت العديد من المنظمات الدولية والمحلية بتكثيف جهودها لدعم النظام الصحي في فلسطين ومن بين تلك الجهود إرسال فرق طبية متخصصة من عدد من الدول والمنظمات لتقديم الرعاية اللازمة للمرضى، وخاصة للأطفال المصابين بشلل الأطفال.

إضافة إلى ذلك أطلقت منظمة الصحة العالمية وحكومات بعض الدول حملات تطعيم مكثفة لتعويض النقص الذي نتج عن تعطل حملات التطعيم السابقة.

أما فيما يخص بتر السيقان فإن الدولة الفلسطينية تعاني من تحديات كبيرة أثناء محاولاتها التغلب على حالات بتر السيقان المتزايدة من بينها استمرار الحرب ونقص التمويل اللازم لتوفير الأطراف الصناعية بشكل مجاني أو بأسعار معقولة، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة بسبب الحصار والإجراءات الأمنية المشددة.

إلا أنه تعمل العديد من المنظمات غير الحكومية، مثل الهلال الأحمر الفلسطيني ومؤسسة أطباء بلا حدود، على توفير بعض الخدمات المتعلقة بتعويض المبتورين وذلك بالتعاون مع بعض الكوادر الطبية المحلية لتطوير برامج علاجية مخصصة تتناسب مع احتياجات المرضى.