رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا تعنى إضرابات الهستدروت.. سعيًا لإيقاف الحرب العدوانية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس

ضربة قد لا تكون نهائية، بقدر ما ستضع دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، أمام تحولات أمنية اقتصادية، يكون لها دورها فى إيقاف الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل. 
..المؤكد، حسم  عالم الأعمال والاقتصاد والصناعة والعمال أمرهم، بعدما انكشف أمامهم كذب وتعنت سوداوية السفاح نتنياهو، وأدى الأمر ذلك إلى الانهيار الكبير، التاريخى فى الاقتصاد الإسرائيلى، منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، فيما بعد أحداث يوم 7 أكتوبر الماضى.

الضربة حققها اليوم وتستمر إلى ما لا نهاية، حسب واقع يوم إضراب الهستدروت، والذى ألجم صوت السفاح نتنياهو، فيما حكومته المتطرفة تهدد عمال دولة الاحتلال، بالعديد من المواعيد والتهديدات الأمنية والعقوبات.

*رئيس الهستدروت:
من الغد سيتوقف الاقتصاد بإسرائيل.
تقدمت خطوة رئيس نقابة العمال الإسرائيلية «الهستدروت»
«أرنون بار ديفيد»، ستحدث تحولًا مهمًا فى موقف نقابات العمال فى دولة الاحتلال، وهى قد ملت من حيادها القسرى نتيجة ضغوط سياسية وأمنية، منعت حراكها الفاعل فى الشارع الإسرائيلى، وعندما قررت الإضراب، كان انطلاق موقفها من قول رئيس الهستدروت:
صفقة الرهائن لا تتقدم لأسباب سياسية ومن الغد سيتوقف الاقتصاد بإسرائيل. 
.. من طبيعة وقوة هذه النقابة العمالية، فالعالم، خارج دولة الاحتلال، يردد: وعندما يتحرك هستدروت، «هاهستدروت هاكلاليت شل ها أوفديم بإيرتس إيزرايَل» فهذا يعنى أن الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية- تأسس فى حيفا فى ديسمبر 1920- قلب الطاولة على حكومة السفاح نتنياهو اليمينية المتطرفة، وهنا يعود عمال الاحتلال، لتاريخ نقابتهم المؤثر:.. كنقابة عمال يهودية، نشأت فى ظل  الانتداب البريطانى على فلسطين وهى الآن تعد أكبر نقابة اقتصادية اجتماعية تهيمن كمؤسسة نقابية فى دولة الاحـتلال الإسرائيلى على أكثر من  40%، من مقدرات العمل والعمال، تلك التى اختلت نموها ودورها وقيمتها فى الأسواق، وحتى أثرها  اجتماعيًا. 
الهستدروت، نقابة بنيت على أسس صهيونية، مع أيديولوجيا اشتراكية، تؤمن اقتصاديات السوق الحرة، والاحتكار، ومع ذلك؛ استطاعت ان تعزز ثقلها السياسى والأمنى والاقتصادى،   فهى تعد:[دولة داخل دولة]، وهنا ما قد يجعل السفاح نتنياهو يعيش مكاشفة نتيجة الرهاب من شارع العمال الهستدروت، الذى  يشكل قوة اقتصادية واجتماعية كبرى، فهو يملك أو يشرف على مؤسسات اقتصادية تسهم بنحو 60% من الإنتاج الزراعى فى إسرائيل، و50% من الصناعة الثقيلة، و25% من الإنتاج الصناعى، و45% من أعمال البناء، و39% من وسائل النقل، أى أنه يسيطر على حوالى ربع الإنتاج القومي. وهو يشترك  فى رأس  المال الحكومى،  مع أقصى  رأس مال القطاع الخاص أو الاستثمارات الأجنبية، داخل وخارج دولة الاحتلال، 
منها فى بعض البلدان فى إفريقيا وبعض بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية، واسيا الوسطى..

* تحليل «السوسنة»: تقدّم ملموس فى حركة الاضطراب الداخلى الإسرائيلى.

.. عمال دولة الاحتلال، بعد ما يقارب سنه على عدوان دولتهم العنصرية، استقروا على وضع حلول وأوراق ضغط، ضد ألاعيب السفاح نتنياهو، وأطراف من حكومته المتطرفة، الهستدروت التقط مؤشرات انهيار دولة الاحتلال، ويلفت بذكاء إلى ذلك التحليل السياسى الذى نشرته بوابة، موقع  «السوسنة» الأردنى، الذى  أشار إلى  أنه:
«من المُبكّر جدًا القول إنّ حراكَ الشارع الإسرائيليّ، المحدود لغاية اللحظة، سيسفر عن تغيُّر فى السياسة الإسرائيليّة، أو عن تنازل فى بعضِ شروط «الصفقة» المطروحة». 
.. وتابع المحلل رؤيته بالقول: «إنّ الإضراب، الذى سيدخل حيّز التنفيذ (غدًا) الإثنين رغم تهديدات وزير الماليّة المتطرّف، هو تقدّم ملموس فى حركة الاضطراب الداخلى الإسرائيلى، سواءً بين المؤسسة الأمنية والعسكريّة والمستوى السّياسى، أو بين المستوى السياسى نفسه.
«الهستدروت» (نقابة العمال)، وفى خطوةٍ هى الأولى من نوعها منذُ السابع من أكتوبر، أعلن الإضراب الشّامل، و«شلَّ» الاقتصاد الإسرائيلىّ (المتهاوى أصلًا)،: «احتجاجٌ على التخلى» عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، الذين استعاد الجيش الإسرائيلىّ بعد نحو 11 شهرًا من إبادة جماعيّة لغزّة، 37 جثّة منهم، كان آخرها ستّة جثث لجنود قتلوا فى وقتٍ قريب». 
.. تحليل «السوسنة»، يقترب بشكل سياسى من الرؤية التى تدعم ان حركة حماس قالت إنّ الأسرى قتلوا بنيران إسرائيليّة، لكنّ ردّة الفعل والتصريحات الإسرائيليّة، إضافة إلى تحليلات للوضع المعقّد فى غزّة وفى المباحثات على حدٍ سواء، يشير إلى أنّ السيناريو الأقرب هو أنّ حماس دخلت مرحلةً جديدة فى التعامل مع أسرى الاحتلال، ووصلت نقطة اللاعودة، وهو ما دفع وزير دفاع الاحتلال للقول (اليوم) إنّ «القرار الذى اتخذ فى مجلس الوزراء حول البقاء فى محور فيلادلفيا استند إلى أنّ هناك وقتا، لكن إذا أردنا (رهائن) أحياء فليس لدينا الوقت».
.. وفى التحديات، الوضع فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، كما فى كل فلسطين المحتلة، وصل عمليًا، فى ظل الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، ليصبح شرارة اشتعال لن تتوقف، والواضح أن البوصلة تنجذب نحو: الجزءٌ الكبير من المجتمع الإسرائيلى الذى يحتل فلسطين المحتلة، وهو من يقود مع قياداته الأمنيّة، والكابنيت الصهيونى، الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ما جعل المؤسسات الإسرائيلية، تصل إلى خلاصةٍ متأخرة هى أنّ نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، التى استنزفت كلّ شىء داخل دولة الاحتلال، والتى تمتدُّ، وتكاد تنفجر فى الضفّة الغربيّة والشمال الفلسطينىّ المحتل، وأنّه لا يعبئ بالأسرى، بقدر ما يهمّه ما سيحصل له فى «اليوم التالى» للحرب، حسب تحليل الموقع الأردنى. 
وهذه الخلاصة المتأخرة ربما ستنتقل للإدارة الأمريكيّة، التى أصبحت تتبنى وجهة نظر نتنياهو تمامًا، ومن السّخرية أنّه يعرض عليها خرائط محور فيلادلفيا ونتساريم وتوافق كأنّه يتفاوض معها، فى سخرية شديدة علّق عليها الإعلام العبرىّ طويلًا.
هل ستُسفر هذه التطورات فى خلق تغيُّر أو إحداث «انقلاب» سياسىّ، من المبكّر جدًا (والمستبعد أيضًا) الحديث عن هذا، وليسَ من المنطق بمكان تهويل هذه التّحركات، إذْ لا يمكننا أنْ نغفل أنّ نسبة تتعدّى الـ 50 بالمئة من سكّان دولة الاحتلال يؤيدون حربًا فى الشمال، ويؤيّدون الحرب فى غزّة، بل وهناك جناح يمينىّ متطرّف جدًا يشكّل نسبة جيّدة، يرى أنّ ما يقوم به الجيش فى غزّة والضفة غير كافٍ. الداخل الإسرائيلىّ منقسم مضطرب- هذا ما تؤكده الوقائع والأحداث-.. صحيح، ولكن كيفَ سيؤثّر هذا على متّخذى القرار أو متّخذ القرار، باعتبار دولة الاحتلال وصلت لمرحلة الديكتاتوريّة، وكيف سينعكس فى شروط الصّفقة، ومن الذى عليه أنْ يضغط بشكل أكبر، فى ظلّ استمرار الإبادة بل وتوسعها، واستمرار إضاعة الوقت، المرتبط بعدم الرغبة بالتوصّل لأىّ اتفاق، والمرتبط بالانتخابات الأمريكيّة، والمرتبط أيضًا.. بالغباء الاستراتيجى لدولة الاحتلال.

* الإضراب مظاهرات الشوارع
.. تتباين أصول دعوة الهستدروت نحو اضراب يهز الاقتصاد الإسرائيلى، ولماذا اتخذ هذا القرار فى وسط تحديات الكابنيت الصهيونى بالدخول إلى الضفة والقدس والداخل المحتل، عدا الجبهات المفتوحة فى حرب قطاع غزة ورفح، وفى الجنوب اللبنانى، ومن الحوثيين فى اليمن، عدا الحشد الشعبى العراقى، وقد رصد الإعلام الصهيونى، عده تحركات تجتاح الشارع الإسرائيلى، وهى تدل على قوة الهستدروت، ومن هذه الأخبار، هناك قدرة على تحليل الأوضاع التى سيؤول إليها إضراب العمال:
*1.:
صحيفة «يديعوت أحرونوت» قالت: مئات المتظاهرين يغلقون مفترق كرميئيل عند الشارع 85 شمال فلسطين المحتلة، تضامنًا مع أهالى المحتجزين فى غزة.
*2.:
عشرات الآلاف من الصهاينة يتظاهرون أمام مقر وزارة الحرب «الكرياه» فى «تل أبيب» للمطالبة بالتوصل لصفقة تبادل أسرى بشكل عاجل. 

*3.:
يديعوت أحرونوت: أكثر من 100 ألف متظاهر فى تل أبيب وإغلاق مفارق طرق عدة فى أكثر من موقع،  مع نشر عشرات الصور والفيديوهات للمظاهرات الحاشدة والأكبر منذ بداية الحرب فى تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة حول الأسرى مع المقاومة.
*4.:

صحيفة معاريف الإسرائيلية: بلديات 4 مدن كبرى هى تل أبيب وغفعاتيم وهود هشارون وكفار سابا تعلن الانضمام للإضراب والاحتجاجات غدًا. 
*5.:
متظاهرون صهاينة يغلقون الطريق الرئيسى قرب بلدية بئر السبع؛ للمطالبة بعقد صفقة تبادل أسرى. 
*6.:

احتجاجات تنتشر فى أنحاء إسرائيل بعد استعادة 6 رهائن قتلى. 
عمليًا:
هذا الامتداد الكبير لقوة الهستدروت، يعلى من إدراك المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، إلى خطورة الصمت والسكوت المدرى، فقد بات من المهم استدراك التحولات القائمة داخل المجتمع الإسرائيلى، التى تريد إيقاف الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، ليس فقط حماية لدولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، بقدر ما هى دعوة لإخلاص من أكاذيب حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، بالتالى إنهاء السفاح نتنياهو، 
.. ومن خلال مراقبة الأوضاع السياسية والأمنية، هاجم الإسرائيليون رئيس الوزراء السفاح نتنياهو، واتهموه بإحباط الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن. وتعزز ذلك مع خروج المتظاهرين، من الهستدروت وأطياف المجتمع الإسرائيلى إلى الشوارع، منذ مساء اليوم الأحد، لتمتد هذه المظاهرات إلى ما لانهاية، مع ما أعلنته أكبر نقابة عمالية فى البلاد أنها ستضرب عن العمل يوم الاثنين، وهو الموعد الذى جعل حكومة السفاح، والكابنيت الصهيونى، وأقطاب من الأحزاب الكنيست، تتحرك، والدلائل أنهم يوجهون  غضبهم إلى تعنت وكذب السفاح نتنياهو، ليس بسبب مقتل الرهائن. فقط، بل إلى سلبية نتائج الحرب على نهاية دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، ويقول الجيش- فى تبريرات لم تقنع كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية- إن الرهائن قتلوا على يد حماس قبل وقت قصير من العثور عليهم.
ليس سرًا، أن القوى الفاعلة فى دولة الاحتلال ترى وتراقب فشل، أكاذيب السفاح فى تأمين اتفاق وقف إطلاق النار الذى كان من شأنه أن يمهد الطريق لإطلاق سراح الأسرى الرهائن، واشتراط وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.

*إضراب شامل.. سياسى قد يحقق نتيجة؟ 
الهستدروت أخذ القرار، لا تراجع (..) كما تجتمع البيانات التحليلات السياسية، سيبدأ صباح الاثنين، وهو انعكاس درامى للغضب المتزايد بين المدافعين عن الرهائن والمعارضة السياسية  فى داخل الاحتلال، وربما حسب معلومات خاصة لـ «الدستور»، هناك حركة تأييد اعتمد عليها الهستدروت جاءت داعمة للإضراب، مصدرها من التنظيمات والقوى الإسرائيلية اليهودية فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، ترنو عمليًا لمزيد من الضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية المتطرفة، التى ترى فى هذا الوقت ان السفاح، كشف كل الأوراق، وبات يهدد دولة إسرائيل.
.. ولعل بيان، مجموعة من الشارع الإسرائيلى، تمثل عائلات الرهائن، حدد الاتجاه بالقول: «لقد فشلت حكومة إسرائيل بقيادة نتنياهو لمدة 11 شهرًا فى القيام بما هو متوقع من الحكومة - إعادة أبنائها وبناتها إلى الوطن، وخاطبت المجموعة:  السفاح نتنياهو: كفى من الأعذار. كفى من التضليل. كفى من التخلى».

ردود الفعل فى الشارع الإسرائيلى، ربما تتوسع، نحو الضغط، وهى تؤشر، وتسلط الأضواء  على الانقسامات المتباينة داخل إسرائيل بشأن الحرب، وهى انقسامات تتراوح بين اليمين المتطرف، وأحزاب الائتلاف الذى يقوده السفاح، عدا عن الاختلافات العسكرية والأمنية داخل حكومة وجيش الكابنيت، وهنا نستعيد أن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، بدأ يحتج على نهج نتنياهو فى التعامل مع مفاوضات وقف إطلاق النار. فقد رد على أنباء الرهائن القتلى بالدعوة إلى التراجع عن قرار مجلس الوزراء الأسبوع الماضى بإبقاء القوات الإسرائيلية فى ممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود بين غزة ومصر، الذى تصر حماس ومصر، على خروج الجيش الإسرائيلى من هذا الممر نهائيًا.

.. وفى الوقائع، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن  جالانت عارض بشدة فى اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع الماضى قرار إبقاء القوات الإسرائيلية فى ممر فيلادلفيا، ملمحًا إلى أن ذلك يرقى إلى التخلى عن الرهائن. وطالبت حماس بانسحاب إسرائيلى كامل من غزة، بما فى ذلك من الممر.

واتهم يائير لابيد، زعيم المعارضة، نتنياهو علنًا  بالتخلى عن الرهائن ودعا إلى المشاركة فى دعم إضراب العمال نقابتهم الهستدروت.
*
العالم، بالذات الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة، تراقب ما قد ينتج فى الشارع، من  ما دعا إليه «أرنون بار ديفيد»، رئيس الهستدروت، التى تعد فى الدولة الإسرائيلية، أكبر نقابة عمالية، وهى نظمت  أعضاءها إلى النزول إلى الشوارع مساء الأحد وصباح الاثنين، لمزيد من الضغط السياسى والاقتصادى والأمنى المفتوح.

«الهستدروت» توصلت، حسب بيان رئيسها إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا هنا فقط قد يصدم من يحتاج إلى الصدمة.

.. الإضراب، يواجه السفاح نتنياهو، الذى يكذب، ويضع اللوم والمسئولية باستمرار على حركة حماس فى عرقلة التقدم نحو التوصل إلى اتفاق، بل تمادى واتهم حماس بعدم التفاوض بجدية منذ ديسمبر، وقال إن تصرفات الحركة «تتطلب من إسرائيل أن تفعل كل شىء حتى لا تتمكن من ارتكاب هذه الفظائع مرة أخرى».
*كيف ترى الإدارة الأمريكية شكل إضراب الهستدروت؟.
تعيد الإدارة والبنتاجون والمخابرات الأمريكية النظر سياسيًا وأمنيًا، فى دعوة نقابة العمال الهستدروت، هى تراقب طبيعة الشارع الإسرائيلى، ومن الواضح أنها تريد فهم أثر ما سينتج من حراك الشارع الإسرائيلى، على رؤيتها الجيوسياسية فى المعركة المشتعلة فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، عدا عن التصعيد الإقليمى المنتظر. 
فى الأفق، تحاول الإدارة الأمريكية، أن تحدث تحولات معينة، إن لم: «تحصل تطورات مفاجئة وضغوط مستجدّة من قِبل الأمريكيين على حكومة  نتنياهو تفرض من دون أى مناورة، وقفًا لإطلاق النار فى قطاع غزّة والضفّة الغربية، ومن دون ذلك لا يُمكن توقّع أى حلّ للأزمات فى المنطقة»، حسب تحليل استراتيجى الباحثة اللبنانية إيناس كريمة التى، تجزم، «أن الأمريكيين لديهم مصلحة فعلية فى إيجاد حلّ سريع، لأن الإدارة الحالية التابعة للحزب الديمقراطى هدفها اليوم محدد ويتركّز حول عدم خسارة مؤيدى القضية الفلسطينية داخل الحزب وفى المجتمع الاميركى قُبيل الانتخابات الرئاسية الاميركية، لأنّ هذا الأمر ستكون له تأثيرات كبرى على نتائج الانتخابات فى ظلّ منافسة شديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين».
من هنا، المحتل مصادر لـ «الدستور» إن هناك تدخلات، قد تكون من منظمة الايباك اليهودية الأميركية، التى، يبدو أنها دخلت مع مصالحها السياسية والاقتصادية، فى معضلة الوضع فى دولة الاحـتلال الإسرائيلى العنصرية، من زاوية ضرورة إنهاء الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، لأن استمرار الحرب يعنى بالنسبة الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاع أسهم انفجار الوضع، فالمنطقة أمام أيام مصيرية وصعبة؛ فإمّا الوصول إلى تسوية خلال وقت قريب وإما أن ينشغل الأمريكيون عن الحرب الدائرة بالأوضاع الداخلية والاستحقاق الرئاسى، وأيضًا انشغال السفاح  نتنياهو  فى معالجة الوضع الداخلى الذى سينتج عن توسع إضراب الهستدروت، وفق طرق معالجة الكابنيت لمراحل الحرب، والواضح أن حكومة اليمين المتطرف، ستسحب دولة الاحتلال، بالتالى الشعب الفلسطينى المحصلة إلى دمار شامل داخل غزة ورفح والضفة الغربية والقدس. 
كل ذلك يؤشر بقوة إلى أن حكومة المتطرفين، قد تلجأ إلى مقاومة عمال إسرائيل نقابتهم بالقوة والعنف، ما سيزيد من مخاطر الحرب فى، وربما تنفتح آفاقًا جديدة فى رؤية المنطقة، لواقع الحرب.