"نيويورك تايمز": ضمان تطعيم جميع أطفال غزة ضد شلل الأطفال "مهمة مستحيلة"
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحملة واسعة النطاق لتطعيم مئات الآلاف من الأطفال ضد شلل الأطفال في قطاع غزة ستكون صعبة التنفيذ ومن المستحيل أن تحقق هدفها المنشود بتطعيم 640 ألف طفل، وسط ما تعانيه الأسر من تحديات متعددة محفوفة بالمخاطر.
وبدأ العاملون الصحيون، اليوم الأحد، حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة بهدف منع تفشي المرض سريع الانتشار، وهو تحدٍ هائل في جيب محاصر مزقته 10 أشهر من الحرب، ويعتمد على التزامات مقاتلي الحرب، إسرائيل وحماس، بـ"الهدنة الإنسانية" المتعهد بها.
وتحركت إسرائيل، التي تواجه ضغوطًا دولية لمنع تفشي المرض المنهك على نطاق أوسع، بسرعة نسبية للسماح لوكالات الأمم المتحدة، بدعم من مسئولي الصحة المحليين، بمعالجة الأزمة في غزة، حيث شنت حربًا دموية على القطاع منذ 7 أكتوبر.
وقالت "نيويورك تايمز" في تقرير لها، بعنوان "في سباق ضد شلل الأطفال.. غزة تبدأ حملة التطعيم": لقد وافقت كل من حماس وإسرائيل على فترات توقف القتال للسماح بإجراء التطعيمات، لكن الحملة ستكون "صعبة التنفيذ".
وأضافت: "مع تدمير معظم البنية الأساسية في غزة، وفرار نحو 90% من سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة مرارًا وتكرارًا من القصف الإسرائيلي، فقد يكون من المستحيل ضمان تطعيم جميع أطفال القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 640 ألف طفل تحت سن العاشرة".
ونقلت عن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في منشور على منصة "إكس": "هذا سباق مع الزمن".
عائلات غزة لا تثق فى أن وقف القتال سوف يصمد
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بالنسبة للأسر التي تسعى إلى تطعيم أطفالها، فإن "التحديات متعددة ومحفوفة بالمخاطر؛ إذ ليس عليهم فقط أن يثقوا في أن وقف القتال سوف يصمد، بل سيتعين على العديد منهم العثور على وسائل النقل، والتنقل عبر الطرق المسدودة والمكسورة، وتعريض أنفسهم للخطر وانعدام القانون على نطاق واسع للوصول إلى مواقع التطعيم".
ولفتت إلى أن الأشخاص البالغ عددهم 2100 شخص المدربون على إجراء حملة التطعيم، سيواجهون مخاطر أيضًا، بما في ذلك القلق بشأن تاريخ من الاعتداءات المميتة على عمال الإغاثة منذ بدء الحرب.
وقالت "نيويورك تايمز": "سوف يكون تطعيم 640 ألف طفل في غزة جهدًا شاقًا بالنسبة للعاملين في مجال الصحة".
وفي مؤتمر صحفي في مستشفى ناصر، يوم السبت، حاول الدكتور بسام أبوحمد، أحد أعضاء لجنة حملة شلل الأطفال في غزة، تشجيع الأسر على تطعيم أطفالها.
وأقر بالمخاوف المحتملة التي قد تنتاب بعض الآباء، وقال: "إن اللقاح آمن ونادرًا ما يكون له أي آثار جانبية"، وحث الأمهات على "إقناع بعضهن البعض" بتطعيم أطفالهن.
وقال الدكتور أبوحمد: "الشيء المذهل هنا هو المثابرة والتصميم من قبل السكان المحليين للحصول على اللقاحات، على الرغم من الوضع المروع والقاسي الذي نمر به جميعًا".
فيروس شلل الأطفال مرض خطير ويؤدى للوفاة لغير المطعمين
وفيروس شلل الأطفال شديد العدوى، يمكن أن يسبب الشلل والوفاة لدى غير المطعمين. وقد تم القضاء على شلل الأطفال إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم من خلال عقود من الحملات الصحية العامة، ويمكن أن يزدهر في ظروف غير صحية وفي الأماكن التي لا تكون فيها معدلات التطعيم مرتفعة بما فيه الكفاية. وقد انخفضت هذه المعدلات في غزة، والتي قال مسئولو الصحة إنها كانت حوالي 99 في المائة حتى عام 2022، بشكل كبير بين الأطفال بسبب الحرب.
وسيتم إجراء حملة التطعيم من خلال فترات توقف متقطعة للقتال في مناطق مختلفة من قطاع غزة مصممة للسماح للعاملين في مجال الإغاثة بمحاولة تطعيم الأطفال في حوالي 700 منشأة طبية وعيادة متنقلة وملاجئ.
وفي سياق متصل، قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيان يوم السبت، إن إسرائيل ستسمح "بممر إنساني" لسفر العاملين في التطعيم، وستنشئ "مناطق آمنة مخصصة" لهم لإدارة اللقاحات خلال ساعات معينة.
وأضاف أن "إسرائيل تنظر بأهمية إلى منع تفشي شلل الأطفال في قطاع غزة، بما في ذلك لغرض منع انتشار الأمراض في المنطقة".
ومن المتوقع أن تستمر الحملة لمدة ثلاثة أيام، مع كل توقف إنساني من الصباح الباكر حتى منتصف بعد الظهر. وسيكون هناك خيار لتمديد حملة التطعيم إذا لزم الأمر، وبعد ذلك سيحول مسئولو الصحة المحليون تركيزهم إلى جنوب غزة. وسيتم علاج المنطقة الشمالية من الجيب آخرًا، وفقًا للجدول الزمني المتدرج الذي أعلنه مسئولو الصحة العالمية، يوم الخميس.