تفاصيل مثيرة فى تمزيق منجد المعادى إلى أشلاء
أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى التجمع الخامس، حيثيات حكمها بالإعدام شنقًا للمتهم بقتل "منجد المعادي"، بعد شكه في وجود علاقة آثمة بينه وبين زوجته.
وقالت "الحيثيات" المودعة، برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، وعضوية المستشارين كامل سمير كامل وسامح العنتبلي وشريف السعيد، وأمانة سر وائل فراج ومحمود الرشيدي، إنه استقر في يقين المحكمة وعقيدتها المستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة أن المتهم شك في وجود علاقة آثمة بين المجني عليه وزوجته، نظرًا لاحتدام الخلافات الأسرية بينهما، فنصَّب من نفسه حكمًا عن جهل وجهالة فتولدت لديه فكرة قتل المجني عليه خارقًا شرع الله.
وأضافت أن المتهم فكَّر ودبر وبيت النية حتى اختمرت الفكرة وتدبيرها في رأسه واشتد عوده وعقد العزم على تنفيذها، فأغواه شيطانه واتبع ظنه، حيث أعد لتحقيق جريمته محلًا لارتكابها باستئجاره شقة سكنية بمنطقة حدائق حلوان لإبعاده عن أعين أهليته وقطع صلتهم به، وأغواه شيطان مكره بأن اشترى هاتفا جوالا وتواصل به مع المجني عليه وادعى أنه يريد ترميم أثاث منزله، لكون المجني عليه يعمل "منجد إفرنجي" واستدرجه بتلك الحيلة الشيطانية؛ لمقابلته بذات الشارع الموجود به الشقة المستأجرة منه.
وذكرت الحيثيات أن المتهم جهز مجموعة من الحقائب البلاستيكية وأعد سلاحا أبيض، مطواة، ووضعها داخل الشقة، وفي اليوم المحدد توجه لذات الشارع وافتعل أنه تقابل معه مصادفة طالبًا منه الصعود بصحبته لاستضافته بالشقة المشار إليها، وعقب دخولهما من باب الشقة، وما إن ظفر به حتى بادر بأن كال له طعنة خسة وغدر استقرت برقبته هوى على أثرها أرضًا وسدد له عدة طعنات استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه، حتى فاضت روحه إلى بارئها.
وتابع: "استكمل الشيطان مكره وخسة عمله بأن أوعز له فى سبيل التخلص من جثمان المجنى عليه بفكرة تقطيعه إلى أجزاء وإلقائه فى أى من الأماكن المهجورة، فقام بتجريده من ملابسه وفصل أطرافه ثم رأسه ثم باقى جسده وكأنما يقطع ذبيحة تضحية لشيطان ظله وقام بوضع قطعياته بالحقائب البلاستيكية والأجولة المعدة سلفًا لإتمام جريمته باستخدام ذات السلاح الأبيض، وباستخدام قطعة خشبية مثبتة عليها مسامير حديدية فى تكسير عظامه على نحو ما ثبت من تقرير الصفة التشريحية أن جثة المجني عليه مقطعة إلى أجزاء منفصلة وموضوعة في أكياس بلاستيكية".
أسندت "الجنايات" أن التحريات السرية، التى دلت على ارتكاب المتهم الواقعة لوجود علاقة عاطفية وخطبة كانت تجمع بين المجنى عليه وزوجة المتهم قبل الزواج، ولشكه فى استمراريتها، فعقد العزم على التخلص منه، ففكّر وتدبر لجريمته، أقر بارتكابه الواقعة على نحو ما تقدم قاصدًا إزهاق روح المجنى عليه، وأرشد عن الشقة محل الواقعة، والذى تم ضبط فيها الهاتف الجوال والسلاح الأبيض والقطعة الخشبية المستخدمة في ارتكاب الواقعة.
وأرشد المتهم عن جثة المجني عليه وعن الشقة مسرح الجريمة وعن السلاح الأبيض والقطعة الخشبية سالفة الوصف المستخدمة فى ارتكاب الجريمة والهاتف الجوال الذى تواصل به مع المجنى عليه، وهو ما عززته تحريات المباحث وشهادة مجربها التى تطمئن المحكمة إليها وتكاملت حلقات الاتهام بالأدلة الفنية، كما أن المحكمة لا تعول على ما أثاره الدفاع الحاضر مع المتهم من أوجه دفاع موضوعية أخرى، قوامها إثارة الشك فيما اطمأنت إليه المحكمة من أدلة الثبوت وبقصد مناقضة الصورة التى ارتسمت للواقعة فى ذهن المحكمة، ولا يسعها سوى إطراحها اطمئنانًا منها إلى أدلة الثبوت على الصراط المتقدم.
وأشارت الحيثيات إلى توافر نية القتل العمد لدى المتهم لما كان من المستقر أن جناية القتل العمد تتميز قانونًا عن غيرها من جرائم التعدى على النفس بعنصر خاص هو أن يقصد الجانى من ارتكاب الفعل الجنائي إزهاق روح المجني عليه، وكان هذا العنصر ذا طابع خاص يختلف عن القصد العام الذي يتطلبه القانون في سائر تلك الجرائم، وهو بطبيعته أمر يبطنه الجاني ويضمره في نفسه لا يُدرك بالحس الظاهر، وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى، والأمارات والمظاهر الخارجية التي يأتيها الجاني تنم عما يضمره في صدره، واستخلاص هذه النية موكول إلى قاضي الموضوع في حدود سلطته التقديرية.
وتابعت: "وحيث إن المحكمة قد استقرَّ بعقيدتها من الصورة الصحيحة التى ارتسمت بوجدانها تحقق قصد القتل لدى المتهم، وأنه قد اتجهت إرادته ليس مجرد المساس بسلامة جسد المجنى عليه فحسب، بل إلى إزهاق روحه أخذًا من أدلة قولية وقرائن الحال المستقاة من ملابسات وماديات الواقعة، وتتمثل الأدلة القولية فيما جاء بإقرار المتهم ذاته، والذى جاء عن إرادة حرة واعية لم يدفع وكيله ما ينال من صدقها، وذلك بتحقيقات النيابة العامة من حيث أقر المتهم بالتحقيقات بعبارات صريحة من الوضوح ما ليس فيه لبت أو تأويل بأن إرادته اتجهت إلى قتل المجنى عليه وأنه قد تعمد توجيه ضربته الأولى إلى موضع قاتل بطبيعته برقبة المجني عليه، والذى هوى على إثرها أرضًا وسدد له عدة طعنات استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه، ولم يتركه إلا وهو صريع الأرض ودمه يرويها إلى أن أيقن وفاته حتى فاضت روحه إلى بارئها".
واتسم أسلوب تنفيذ جريمته وطريقته من حيث إعداده سلاحًا أبيض من شأنه القتل، وهو "مطواة" ومباغتته المجنى عليه بضربة في موضع قاتل في جسده، وهو "الرقبة" وقوة الضربة واستمر في تسديد عدة طعنات له استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه مما يجرم بتوافر قصد القتل لدى المتهم، وهو ما تخلص منه المحكمة إلى توافر ذلك القصد الخاص وتلك النية لدى المتهم.