رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أصغر المجندين على الحدود".. كورسك تكسر قواعد التجنيد فى روسيا

كورسك
كورسك

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن خطة روسيا للاستعانة بالمجندين الجدد في الحرب مع أوكرانيا، لا سيما بعد تقدم الأخيرة في منطقة كورسك منذ أغسطس الماضي. 

وقالت الصحيفة في مستهل تقريرها عبر موقعها الإلكتروني، إنه على مدار أكثر من عقدين، اتبعت موسكو قواعد صارمة في عدم نشر المُجندين الجدد الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية على الخطوط الأمامية، إلا أن التوغل الأخير لأوكرانيا في منطقة كورسك جنوب غرب روسيا، قلب هذه القاعدة رأسًا على عقب.

المجندون الجدد على الحدود

وذكرت "نيويورك تايمز"، أنه عندما تدفقت القوات الأوكرانية إلى روسيا في السادس من أغسطس، فوجئت موسكو بوصول الحرب إلى المجندين الذين كانوا يشغلون مواقع حراسة خفيفة بالقرب من الحدود.

وأوضحت الصحيفة، أنه خلال الأيام الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعودة مئات الجنود الجدد الذين كانوا في وحدات عبرت الحدود.

وقال بوتين، في تصريحات تليفزيونية آنذاك: "إن الأفراد العسكريين المحترفين فقط هم من سيقومون بالمهام الموكلة إليهم"، ولكن عندما دخلت أوكرانيا إلى كورسك، لم يسحب الجيش الروسي المجندين، بل إن بعض الجنود الجدد من مناطق بعيدة أبلغوا عائلاتهم بأنهم سيُرسلون إلى كورسك كتعزيزات.

وأفادت "نيويورك تايمز"، بأنه يجب على الرجال الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا أداء عام واحد من الخدمة العسكرية الإلزامية، ولكن بموجب القانون، لا ينبغي نشرهم في القتال دون تدريب كافٍ، ولا يمكن إرسالهم خارج روسيا. 

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، أثار الخطر غير المتوقع للمجندين الجدد في كورسك، معركة ضارية على الإنترنت بين مؤيدي الحرب، الذين يتهمون الآباء بتدليل أبنائهم، والآباء المنزعجين من كسر تقليد قديم.

الاحتياطيات اللازمة في كورسك

وسارع الآباء إلى التعبير عن غضبهم، منتقدين ما قالوا إنه افتقار إلى التدريب المناسب، وضعف المعدات، والعدد القليل من أبناء النخبة الذين يؤدون الخدمة العسكرية.

يقول المحللون العسكريون إن روسيا ستحتاج إلى حوالي 30 ألفًا إلى 40 ألف رجل لإخراج الأوكرانيين من كورسك، وقالوا إن حقيقة تباطؤها في نشر قوة بهذا الحجم هي علامة على أنها تفتقر إلى الاحتياطيات اللازمة.

وأوضحت الرئاسة الروسية "الكرملين" إنه يتم تجنيد 30 ألف جندي شهريًا، وهو رقم من المرجح أن يكون مبالغًا فيه إلى حد كبير، كما قال المحللون.

وقالت "نيويورك تايمز" إنه بغض النظر عن أعداد المجندين، فإن الافتقار إلى الاحتياطيات اللازمة للانتشار في كورسك قد يشير إلى مقتل أو إصابة العديد من الجنود الروس إلى الحد الذي يجعل النظام غير مرن.

خطر غير متوقع

من جهته، قال المحلل العسكري الروسي "بافيل لوزين"، إن روسيا تواجه نقصًا في القوى؛ ولهذا السبب تحتاج روسيا إلى المجندين الجدد.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن السبب الآخر وراء عدم إرسال روسيا المزيد من الجنود ذوي الخبرة إلى كورسك ربما يكون هو تصميمها على الحفاظ على الزخم في شرق أوكرانيا، وبالنسبة للرئيس بوتين، فإن ضم الأراضي الرئيسية هناك قد يستحق المخاطرة باحتجاج الأسر على استخدام المجندين.

وأضافت "نيويورك تايمز"، أن استخدام المجندين الجدد في القتال بمثابة عقبة ثالثة في السياسة الروسية، ترتبط بمخاوف من أنه قد يؤدي إلى تأجيج حركة مناهضة للحرب على المستوى الوطني.

بدورها، قالت الخبيرة في قضايا الدفاع والأمن الروسية "دارا ماسيكوت"، إن قضية المجندين الجدد واحدة من الموضوعات الساخنة بالنسبة للرئيس الروسي شخصيًا بسبب الشيشان. 

وأشارت إلى أن بوتين، كان ثابتًا في تجنب استخدام المجندين، مضيفة أن نشر المجندين غير المدربين جيدًا يضيف مخاطر سياسية كبيرة مع مكاسب عسكرية محدودة.

غضب الأهالي

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن أعداد المجندين من كورسك غامضة إلى حدٍ كبير، ولم تفرج روسيا عن أي منهم، ومع ذلك، كان رد الفعل الأكثر شيوعًا هو أن الدولة الروسية لم تقدم تدريبًا كافيًا أو أسلحة أو طعامًا أو ملابس للجنود الجدد، وبالتالي لا ينبغي دفعهم إلى القتال. 

واستعرضت الصحيفة الأمريكية، مجموعة من ردود أفعال الأهالي على الأمر، حيث سخرت إحدى أمهات من فكرة تدريب المجندين الجدد قائلة: "ماذا يستطيعون أن يفعلوا أمام الجنود المحترفين؟.. لا شيء".

وكتبت امرأة أخرى: "قبل إرسال المجندين إلى القتال، علَّمهم كيفية استخدام الأسلحة وزودهم بوسائل الحرب الحديثة، لا ينبغي لهم الدفاع عن حدود الوطن بأيديهم فارغة".

وأشار بعض التعليقات إلى أن بعض الروس أيَّدوا هذا الموقف، حيث كتب أحد المدونين: "لا ينبغي للأمهات أن يجعلن من أبنائهن مرتدين التنورات".

وكتب أحد المدونين العسكريين: "دع الجندي يكون جنديًا"، بينما كتب آخر على تيليجرام: "المجند ليس طفلًا".