بعد غزة والسودان.. 7 مناطق اشتعال "محتملة" جديدة في الشرق الأوسط
منذ قرابة عام، أطلقت نيران الحرب جولتها في الشرق الأوسط لا سيما عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في فطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، لتطلق عقال حروبٍ وصراعات لم تهدأ وتيرتها في المنطقة حتى اللحظة، فلم تعد الحرب مقتصرة على غزة أو حتى الصراع في السودان فحسب، إنما امتدت نيرانها لتشعل بؤرٍ جديدة في المنطقة من إيران، إلى اليمن، إلى سوريا والعراق، وآخرها الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
إيران
جاءت حرب غزة، لتُفجِّر معركة الظل بين إيران وإسرائيل، حيث ضرب كل منهما الآخر بشكلٍ مباشر في أبريل الماضي، مما أدى إلى مخاوف من أن الحرب في غزة قد تنتهي بإشعال حرب شاملة بين طهران وتل أبيب.
وخرج الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى العلن، بعد أن ضربت إسرائيل مجمعًا دبلوماسيًا إيرانيًا في سوريا، مما أسفر عن مقتل العديد من كبار القادة الإيرانيين.
من جهتها، ردَّت إيران بإطلاق واحدة من أكبر وابل الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة في التاريخ العسكري في أول ضربة مباشرة على إسرائيل من إيران، مما أثار شبح حرب شاملة.
وزاد الأمر اشتعالًا، بعد أن خاطرت إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية في يوليو الماضي، مما دفع إيران إلى الوعد بضربة مباشرة أخرى على إسرائيل.
لبنان
منذ السابع من أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله" اللبناني، في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنًا مع غزة، ومنذ ذلك الحين، تبادلت إسرائيل و"حزب الله" إطلاق الصواريخ والقذائف عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقالت إسرائيل إنها لن تتوقف عن استهداف "حزب الله"، حتى يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى الشمال بعد أن نزح منهم نحو ستين ألف شخص بسبب الحرب، فيما تعهَّد "حزب الله" بمواصلة إطلاق النار لحين إنهاء الحرب في غزة.
وحذَّرت الصحف الدولية، من استمرار المعركة في لبنان، الأمر الذي يزيد من احتمالات حدوث خطأ في التقدير من جانب أي من الطرفين، وهو ما قد يؤدي إلى خروج الصراع عن السيطرة وان تطال الحرب كامل لبنان وليس فقط الجنوب الذي يتمركز فيه حزب الله.
الضفة الغربية
منذ بدء الحرب على غزة، زادت إسرائيل من هجماتها على الفصائل الفلسطينية بالضفة الغربية، وشنَّ جيش الاحتلال عدة غارات على مدن الضفة، حيث غزت 3 مدن فلسطينية في وقتٍ واحد.
وفرض الجيش الإسرائيلي حصارًا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، وداهمت عشرات المنازل وأخضعت عددًا كبيرًا من المواطنين للتحقيق الميداني، فيما أعلنت عن استهداف 5 فلسطينيين من بينهم محمد جابر المُلقب بـ"أبو شجاع"، قائد كتيبة طولكرم التابعة لـ"سرايا القدس".
من جهتها، قالت "حماس" إن العملية العسكرية الموسعة للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية هي محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة في قطاع غزة.
كامل الأراضي المحتلة
من عزة إلى الضفة ولبنان، فتحت إسرائيل أبواب الحرب على مختلف الجبهات في واحدة من أكثر فترات الصراع تعقيدًا في تاريخ إسرائيل، زعمًا منها بالدفاع عن نفسها من أجل البقاء.
وأشعلت حرب غزة نيران الاحتجاجات في تل أبيب؛ للمطالبة بعقد صفقة لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.
وفي الداخل الإسرائيلي، يواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ضغوطًا هائلة من استقالات لمسؤولين إسرائيليين على خلفية جرائم الإبادة الجماعية في غزة، فضلًا عن تظاهرات أهالي المحتجزين للمطالبة بصفقة تبادل أو استقالة الحكومة ورحيل نتنياهو.
اليمن
واستمرارًا لتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، كثَّفت جماعة الحوثي في اليمن، من هجماتها للسفن بالبحر الأحمر لا سيما البريطانية والأمريكية، الأمر الذي يُشكِّل خطرًا داهمًا على حركة الملاحة الدولية، وربما يُنذر بكارثة بيئية في بعض الأحيان مثلما حدث مؤخرًا عند تفجير ناقلة النفط "سونيون" التي كانت تحمل 150 ألف طن من النفط الخام.
وأمام تكرار الهجمات بالبحر الأحمر، جددت المنظمة البحرية الدولية (IMO) التابعة للأمم المتحدة، دعوتها لجماعة الحوثيين بوقف هجماتها ضد ممرات الملاحة الدولية في المنطقة، محذرة من أن هذه الهجمات تُعرِّض حياة البحارة الأبرياء للخطر.
وامام هذه الهجمات حذرت دول المنطقة من جر الحوثيين لليمن إلى حرب دولية في ظل تعثر مفاوضات السلام ورفض جماعة الحوثي إنهاء الازمة المستمرة في البلاد منذ عام 2014.
سوريا والعراق
ومع اقتراب حرب غزة من إتمام عامٍ كامل، حذَّر مسؤولون وخبراء من أن استمرار الصراع سيوفر فرصة لإعادة بناء التنظيمات الإرهابية مجددًا وعلى رأسها "داعش"، الذي يحاول إعادة تشكيل نفسه في سوريا والعراق.
وفي يوليو الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أن تنظيم داعش ضاعف هجماته في العراق وسوريا منذ بداية العام الحالي.
وقالت القيادة في تقريرٍ لها آنذاك، إنه خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2024، تبنى تنظيم داعش 153 هجومًا في العراق وسوريا، مُحذِّرة من أن التنظيم يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته.
وأوضحت أنه بهذا المعدل، فإن "داعش" في طريقه للوصول إلى ضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023.