ضغوط الجماعات الإرهابية على مصر
تحملت مصر الكثير من الضغوط من الجماعات الإرهابية فى الثمانينيات والتسعينيات، وبعد ثورة 2011، كما كانت هناك ضغوط خارجية عن طريق منظمات حقوق الإنسان التى تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيًا لصالح التنظيم الدولى للإخوان المسلمين.
حاول أعضاء التنظيمات المتطرفة إرهاب وتهديد أركان النظام المصرى عن طريق محاولات اغتيال رئيس الجمهورية فى أديس أبابا عام 1995. ومحاولات اغتيال الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء، وبعض وزراء الداخلية، ووزير الإعلام صفوت الشريف. بل واغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وغيرهم، وهو ما سنعرض له بالتفصيل. وهو ما يعطى دلالة على تردى الحالة الأمنية فى البلاد وقتها. وبدأت موجة من الاعتداءات استهدفت وزراء الداخلية الحاليين منهم والسابقين.
كما تمثل واقعة اغتيال اللواء رءوف خيرت رئيس قطاع مكافحة التطرف الدينى علامة بارزة فى عنف تلك الجماعات، واختراق رجال أمن الدولة، بما عكسته من دلالات بشأن قدرة جماعات التطرف على اختراق جهاز أمن الدولة واغتيال رموزه.
وسوف نتعرض بالتفصيل لتلك المحاولات حسب الترتيب الزمنى:
فى يوم الثلاثاء 6 مايو 1987 وفى تمام العاشرة مساء وبينما كان اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق عائدًا إلى منزله من منزل ابنته، وبعد نزوله من السيارة التى كان يقودها بنفسه أطلق مجهولون عليه النار، وعلى الفور ألقى الوزير بنفسه بين سيارتين واقفتين، أصيب الوزير فى ساقيه وفخذه. كما أصيب بواب العمارة فرج الله على، والطفل شيرين خورى، وفر الجناة فى سيارة كانت تنتظرهم.
وفى 31 يوليو 1987 أطلق مجهولون الرصاص على اللواء نبوى إسماعيل نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الأسبق أثناء تواجده فى شرفة منزله من الجانب الآخر للشارع الذى يسكن فيه، انتقلت أجهزة الأمن إلى منزل النبوى، ووجدت أن المقذوفات النارية التى عثر عليها تتطابق مع المقذوفات التى استخدمت فى محاولة اغتيال اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق ومكرم محمد أحمد.
وفى يوم 26 نوفمبر 1989 تعرض اللواء ذكى بدر وزير الداخلية لمحاولة اغتيال أثناء مرور موكبه بشارع صلاح سالم، لم تصب سيارة الوزير ولا أى سيارة مرافقة، وتبين أن الفاعلين حفروا حفرة بالطريق، وارتدوا ملابس عمال البلدية، وظلوا يرقبون مرور موكب الوزير أثناء ذهابه إلى اتحاد الشرطة الرياضى.
أما الحادث الأكثر بشاعة فقد كانت محاولة اغتيال اللواء عبدالحليم موسى، والتى أصابت الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وحراسه.
ففى 12 أكتوبر 1990 فى تمام الساعة العاشرة توجه 4 أشخاص يستقلون دراجتين بخاريتين بسلاحهم الآلى إلى شارع الكورنيش أمام فندق سميراميس بالقاهرة انتظارًا لمرور موكب اللواء محمد عبدالحليم موسى وزير الداخلية.
فى الوقت الذى كان فيه موكب الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب فى طريقه إلى المجلس. كان موكب رئيس مجلس الشعب مكونًا من سيارتين الأولى رقم 7212 ملاكى القاهرة مرسيدس ويستقلها الدكتور المحجوب وبجواره المقدم عمرو الشربينى حارسه الخاص ويجلسان متجاورين فى المقعد الخلفى. والثانية 167532 بيجو 505 ويستقلها أمينا الشرطة عبدالعال على رمضان وكمال عبدالمطلب، وسائق السيارة.
ترجل راكبو الموتوسيكلات، وأطلقوا النار على السيارتين، وقتلوا من بداخلهما. وبعد أن فرغوا من السيارتين اتجهوا إلى حراس فندق سميراميس وأطلقوا عليهم النار، وكان الحراس قد تبادلوا إطلاق الرصاص مع راكبى الدراجات النارية.
بعد أن فرغوا من عمليتهم ركبوا موتوسيكلاتهم وفروا هاربين متجهين ناحية فندق هيلتون رمسيس بشارع أمريكا اللاتينية وهم يطلقون الرصاص فى كل اتجاه. تصادف فى تلك اللحظة وجود العميد عادل سليم وكيل مباحث العاصمة والملازم أول حاتم حمدى لمعاينة جثة غريق أمام فندق هيلتون رمسيس على النيل. حاول الضابطان التصدى لأحد المسلحين وإمساكه، ولكنه عاجلهما بدفعة نيران أصابت العميد محمد سليم بإصابات خطيرة، وتمكن من الفرار جريًا على الأقدام داخل الفندق وتسلل منه إلى السوق التجارية ثم شارع الجلاء.
والغريب أن الشرطة فشلت فى التوصل الى الفاعلين. ففى يوم 29 يوليو 1993 أصدرت محكمة أمن الدولة العليا حكمها فى ببراءة جميع المتهمين فى قضية محاولة اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، وتلا رئيس المحكمة بيانًا فى الجلسة نوه فيه إلى عجز الشرطة عن الوصول إلى الجناة الحقيقيين.
وفى 18 أغسطس 1993 وقع حادث محاولة اغتيال اللواء حسن الألفى وزير الداخلية، وأسفر الحادث عن مصرع كل من نزيه نصحى راشد وضياء الدين محمود حافظ، وكلاهما من المشتركين فى عملية محاولة الاغتيال عن طريق وضع عبوة ناسفة فى دراجة بخارية وتفجيرها أثناء مرور موكب سيارات الوزير فى شارع ريحان على بُعد خطوات من وزارة الداخلية.
وفى 25 نوفمبر 1993 وفى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف وقعت محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء، أثناء مرور موكبه فى شارع الخليفة المأمون بالقرب من مدرسة المقريزى الابتدائية عندما انفجرت عبوة ناسفة لها قوة تدميرية كبيرة، ونجا الدكتور عاطف صدقى من المحاولة، وساعد على امتصاص قوة التدمير وجود 9 سيارات بجوار السيارة التى وضعت فيها العبوة الناسفة، وكان الفارق بين انفجار العبوة ومرور السيارة هو 38 ثانية فقط.
وفى 10 ديسمبر 1993 قبضت وزارة الداخلية على الجناة، وذلك إثر معلومات أدلى سيد أبويحيى صاحب معرض للسيارات كان من شأنها القبض على المتهمين بعدما قام بمطاردتهم بسيارته وتمكن من القبض على أحدهم، وأدلى الأخير باعترافات أدت الى القبض على شركائه.
ولكن رغم تلك المحاولات ظلت مصر صامدة وحققت الكثير فى مجال التنمية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.