رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير بريطانى: حرب السودان كارثية وتهدد بنشر الفوضى فى إفريقيا والشرق الأوسط

السودان
السودان

انتقدت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية تجاهل العالم لـ حرب السودان على الرغم من المخاطر الضخمة التي قد تنتج عنها فوضى لا يمكن السيطرة عليها في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.

وشددت المجلة في تقرير لها الجمعة بعنوان: "لماذا تشكل الحرب الكارثية في السودان مشكلة العالم"، على أن الحرب السودانية تهدد بأن تكون أكثر فتكًا من أي من الصراعين في غزة وأوكرانيا.

واعتبرت أن تقدير البعض أن 2.5 مليون مدني قد يموتون بحلول نهاية العام، هو تأكيد أن هذه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهي أيضًا قنبلة موقوتة جيوسياسية.

وذكرت أن حجم وموقع السودان يجعلانه محركًا للفوضى خارج حدوده، وسوف يؤدي العنف إلى زعزعة استقرار الجيران وإحداث تدفقات اللاجئين إلى أوروبا، فضلًا عن أنه يهدد قناة السويس، الشريان الرئيسي للتجارة العالمية؛ إذ يبلغ طول ساحل السودان على البحر الأحمر يبلغ نحو 800 كيلومتر.

وقالت المجلة البريطانية: إن ما يجعل السودان مختلفًا هو الدرجة التي ستنتشر بها الفوضى خارج أراضيها.

وأوضحت أن "السودان دولة هشة، حيث حدودها مسامية مع سبع دول هشة، تمثل 21% من مساحة اليابسة في إفريقيا وتضم 280 مليون نسمة، بما في ذلك تشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا. وتواجه هذه الدول تدفقات مزعزعة للاستقرار من اللاجئين والأسلحة والمرتزقة".

وأضافت: "وبعيدًا عن إفريقيا، نتوقع صدمة لاجئين جديدة في أوروبا، لتتبع تلك التي حدثت بعد الحروب في سوريا وليبيا، في وقت أصبحت فيه الهجرة قضية مثيرة للتوتر في فرنسا وألمانيا وأماكن أخرى. بالفعل 60% من الناس في المخيمات في كاليه، على الجانب الجنوبي من القنال الإنجليزي، هم من السودانيين".

وتابعت: "قد تصبح البلاد ملاذًا للإرهابيين، أو توفر موطئ قدم لأنظمة أخرى حريصة على زرع الفوضى"، مشيرة إلى طلب روسيا وإيران بقاعدة بحرية في البحر الأحمر مقابل تسليح القوات المسلحة السودانية. 

وأردفت: "وإذا سقط السودان في حالة من الفوضى الدائمة، أو أصبح دولة مارقة معادية للغرب، فقد يعرض ذلك للخطر تشغيل قناة السويس، التي تحمل عادة سُبع التجارة العالمية، وخاصة بين أوروبا وآسيا. ولكن على الرغم من كل هذا، فإن السودان يواجه بالفعل اضطرابات بسبب الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن، مما يضطر سفن الشحن إلى اتخاذ طرق التفافية طويلة ومكلفة حول إفريقيا".

 

العالم استجاب لحرب السودان بالإهمال والقدرية على الرغم من مخاطرها الضخمة

وذكرت أنه على الرغم من المخاطر الضخمة هذه، استجاب العالم لحرب السودان بالإهمال والقدرية، ما يظهر كيف أصبحت الفوضى طبيعية. وفي حين سعى الغرب إلى إنهاء أزمة دارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يتجاهل المسئولون الأمريكيون اليوم أنهم مشغولون للغاية بالتعامل مع الصين وغزة وأوكرانيا. 

ونوهت إلى أن الرأي العام الغربي هادئ؛ إذ لم يكن هناك الكثير من الأعلام السودانية ترفرف من معسكرات ما وصفته بـ"رابطة اللبلاب" هذا العام. 

وأردفت: "ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منقسم، وبيروقراطيته تتعثر والصين ليس لديها مصلحة كبيرة في حل الحروب البعيدة. وفقدت دول إفريقية أخرى شهيتها لانتقاد الفظائع. ولم تسفر محادثات وقف إطلاق النار الفاترة في جنيف عن أي شيء".

لهذا خلص تقرير ذي إيكونوميست المطول بالقول: "إن تجاهل العالم الخارجي للسودان، لأسباب أخلاقية ومصالح ذاتية، يعد خطأً فادحًا".