إيمان خطاب: قناعات نجيب محفوظ كانت مصدرا لصورة المرأة السلبية في كتاباته
قالت الكاتبة والناقدة التشكيلية إيمان خطاب، إن نجيب محفوظ يعد من الجيل الثاني للرواية العربية، حيث ظهرت الرواية كقالب أدبي فى مصر، في القرن الثامن عشر عن طريق ترجمات الأدب الاوروبي ثم تطورت تدريجيًا قبل أن تتضح ملامح الرواية العربية مع بدايات القرن العشرين.
وحلت الجمعة، الذكرى الـ 18 على رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، في 30 أغسطس عام 2006.
وتابعت “خطاب” غي تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن رواية ( زينب ) لمحمد حسنين هيكل، كانت أول رواية عربية مسجلة في تاريخ الأدب المصري، وتبعه العديد من الكتاب المصريين التنويريين في كتابة روايات تصور شخصيات في المجتمع المصري، ولكن بشكل يتحاشى تجسيد المرأة المصرية التقليدية، فكانت غالبا بطلات الروايات من أصول أجنبية أو من طبقات بعيدة عن الواقع المصري الشعبي.
وأكدت “خطاب” أن المرأة عند نجيب محفوظ كانت دائمًا، مقترنة بمصر بشكل ما، وجاء ذلك عبر رسم شخصيات نسائية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة أو الشعبية مثل (أمينة) (ومريم ) في الثلاثية و(نفيسة) في بداية ونهاية و(نور) في اللص والكلاب، أو عن طريق الرمز، كما فى رواية (ميرامار) حيث كامت (زهرة ) بنت ريفية بريئة ولكنها انتقلت لحياة المدينة وعملت فى بانسيون لأمرة أجنبية، حيث استعرض “محفوظ” من خلال تلك الشخصية، كل ما مر على مصر من أحداث سياسية وتغيرات اجتماعية هامة.
وتابعت: مر “محفوظ” كما نعلم بعده مراحل في الكتابة، بداية من المرحلة التاريخية إلى الواقعية الوصفية بعد ثورة ١٩١٩ ثم الواقعية الرمزية بعد ثورة ١٩٥٢ ثم العبثية بعد صدمة الهزيمة في ٦٧ حتى وصل إلى الرمزية بل والتجريدية فى أعماله الأخيرة التي تأثرت كثيرا بحادث الأعتداء الشهير عليه.
وأشارت “خطاب” إلى أن كل هذه المراحل كانت المرأة حاضرة فيها بقوة بحكم وجودها في المجتمع، ولكن من الواضح أن الشخصيات النسائية عند محفوظ، دائما ما اتصفت بالضعف وقلة الحيلة.
وتابعت: تطور شخصية المرأة عند ناتج عن تصاعد الأحداث وتفاعل الشخصيات المحورية من حولها، وهى نظرة ذكورية واضحة حتى ولو كانت متعاطفة مع هذا الكائن الضعيف المغلوب على أمره.
وأوضحت “خطاب” أن الفكر الذكوري لا يقتصر على الرجال فقط، بل هو نمط فى التفكير، فهو بحكم انه مثقف وروائي يميل إلى الخروج عن المألوف وتجذبه الشخصيات المارقة والمتجاوزة لقواعد المجتمع وشروطه.. و لكنه بحكم انه رجل شرقي من حي شعبي..فأنه لا يفضل مثلا أختلاط الجنسين فى العمل أو الدراسة!.
عمل المرأة من وجهة نظر نجيب محفوظ
وافصح “محفوظ” عن رأيه في مقال نشر بمجلة (السياسية الأسبوعية ) عام 1930 وهو شابا فى التاسع عشر من عمره، يذكر فيه أهمية تعليم المرأة، بينما ينتقد خروجها للعمل لأن عملها فى الدواوين الحكومية مفسدة للمجتمع ويؤدي إلى الانحلال الأخلاقي وكذلك يزيد من مشكلة البطالة عند الشباب، كما يؤدي إلى التفكك الأسري.
واختتمت “خطاب”: إذا كان نجيب محفوظ يعيب على المجتمع أستغلال ضعف المرأة وحاجتها إلى الأمان والحب.. فهو بنفسه شارك في هذا الاستغلال ولكن بشكل أدبي، فقد حملها مشاكل المجتمع في بعض رواياته واتخذها كرمز أحيانا أخرى، لكنه أبدا لم يتبن مشكلاتها الحقيقية والتحديات التي كانت تجابهها في هذة الفترات الزمنية المتعاقبة