خريطة تموضع جيش الاحتلال خلال اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
خلال تبادل أول دفعة من المحتجزين والأسرى بين حماس ودولة الاحتلال، الأحد، في إطار بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار المتعدد المراحل في غزة، هددت حكومة الاحتلال بالعودة إلى ضرب القطاع الفلسطيني حال توصلت لاستنتاجات أن المرحلة الثانية من المفاوضات غير فعالة.
بدأ وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، والذي يأتي على ثلاث مراحل، في الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي (9:15 بتوقيت جرينتش) بعد تأخير دام ما يقرب من ثلاث ساعات، لتسجل اللحظة أول محطة لوقف القتال في قطاع غزة منذ اتفاق نوفمبر2023 الذي سمح بعودة أكثر من 100 محتجز إلى تل أبيب من قبل حماس، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في دولة الاحتلال.
قال المتحدث باسم حكومة الاحتلال، ديفيد مينسر، قبل استلام دولة الاحتلال أول 3 محتجزين في غزة، إن "ترامب وبايدن أعطيا دعمًا كاملًا لحق إسرائيل في العودة إلى القتال إذا توصلت إلى استنتاج مفاده أن المرحلة الثانية من المفاوضات غير فعالة".
وقال "مينسر" مع ذلك، إن "إسرائيل تريد أن تدخل جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار التدريجي حيز التنفيذ"، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد أكثر من أسبوعين من المرحلة الأولى التي بدأت الآن.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في بيان منفصل أن دولة الاحتلال لن توقف الحرب حتى يعود الجميع إلى ديارهم.
وأضاف: "سنحرص على الحفاظ على المناطق العازلة والرد بقوة على أي انتهاك أو تهديد".
إذن ما هى خريطة تموضع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
في أول 42 يومًا من وقف إطلاق النار، تطلق حماس سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا: نساء، وكبار السن، وأولئك الذين تم تصنيفهم على أنهم حالات إنسانية خطيرة، وطفلين صغيرين جدًا من عائلة بيباس (رغم وجود مخاوف كبيرة من أنهم قد لا يكونوا على قيد الحياة).
في المقابل، ستطلق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك أكثر من 200 سجين محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل في سياق الإرهاب، ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن النسبة الدقيقة سوف تعتمد على هويات المفرج عنهم.
وفي المرحلة الأولى أيضًا، سوف تبدأ دولة الاحتلال الانسحاب من ما تسميه ممر نتساريم، الذي يقسم قطاع غزة، حسب هيئة البث الإسرائيلية.
كان الإسرائيليون يعتزمون أن تسمح لهم هذه السلسلة من المواقع العسكرية بالسيطرة على من يمكنه العودة إلى شمال غزة، ومنع هؤلاء النشطاء من حماس من العودة إلى شمال غزة، حيث كانوا يقومون بعمليات واسعة النطاق ومدمرة في الأسابيع الأخيرة.
وفي المرحلة الأولى، لن تنسحب دولة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من غزة. بل ستحافظ على منطقة عازلة أمنية داخل غزة على طول محيطها، حيث تشكل حاجزًا بينها وبين القرى الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم في السابع من أكتوبر.
إعادة انتشار وانسحاب للقوات الإسرائيلية في فيلادلفيا ومعبر رفح
من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية بعد ستة عشر يومًا من بدء الاتفاق وفي المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الذكور المتبقين والجنود الأسرى.وستبدأ دولة الاحتلال إعادة الانتشار على حدود غزة مع مصر، والتي تعرف في تل أبيب باسم ممر فيلادلفيا.
وتترك معبر رفح، مع اكتمال الإخلاء، نظريًا، في المرحلة الثانية من الاتفاق. ويُعد هذا أمر جدير بالملاحظة، حيث سبق لنتنياهو أن وصف هذا الوجود بأنه ضروري استراتيجيًا لأمن دولة الاحتلال.