النوايا حول وقف إطلاق النار
المباحثات القائمة الآن بهدف العمل على وقف إطلاق النار فى غزة؛ أطرافها أمريكا ومصر وقطر.. لو فكرنا جيدًا لماذا هذه الأطراف الثلاثة فقط لرأينا أن أمريكا هى الراعى الأول لإسرائيل والمتعهدة بأمنه وسلامته والممولة لأسلحته وذخيرته التى لا تنضب.
والطرف الثانى هو مصر لكونها أهم وأكبر وأقوى دولة عربية ولها باع طويل فى الحرب مع الكيان الصهيونى.. والطرف الثالث قطر وهى من تؤوى وتمول وتحمى قادة حماس «الذراع العسكرية للإخوان المسلمين».
الطرف الأول «الولايات المتحدة الأمريكية» تتظاهر بحسن النوايا والحرص على إعادة الأسرى إلى ذويهم وإنقاذ حياة الفلسطينيين الأبرياء فى غزة، بينما مصانع السلاح والذخيرة لديها تعمل ليل نهار لتأجيج نيران المعركة وتعلن دائمًا حرصها على أمن وسلامة إسرائيل.
الطرف الثانى «مصر» تسعى جاهدة لوقف إطلاق النار حرصا على حياة الأشقاء الفلسطينيين ولإعادة أهل غزة لمدينتهم المدمرة وإعادة تعميرها، وفى الوقت نفسه تحرص على حماية أرض سيناء من أطماع الأطراف المتحاربة، وتلزم إسرائيل بإخلاء ممر فيلادلفيا تمامًا من أى جندى إسرائيلى وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد وملاحقها، حتى تعيد الأمن للملاحة فى قناة السويس التى يهددها الحوثيون عملاء إيران.
الطرف الثالث «قطر» يهمها إنهاء الحرب الدائرة فورًا لأنها تعلم أن أهم أهداف إسرائيل هو القضاء تمامًا على حركة حماس التى صنعتها إسرائيل وكانت تمولها عن طريق قطر.. وما خفى كان أعظم.
ولو اعتبرنا أن الأطراف الثلاثة تعمل بجدية على وقف إطلاق النار.. فإن هناك أطرافًا أخرى لا تتمنى ذلك:
الطرف الأول «بنيامين نتنياهو» رئيس وزراء إسرائيل.. فهو من صرح بأن هدف العملية العسكرية تحرير الأسرى والقضاء التام على حركة حماس.. وهو ما لم يتحقق حتى الآن.. كما أن نهاية الحرب ستعلن عن بداية محاكمته بتهم الفساد والإهمال.. والمعارضة تتربص به انتظارًا لذلك.
الطرف الثانى «إيران» فهى تريد إنهاك إسرائيل قدر المستطاع حتى لا تهاجم مستقبلًا مفاعلاتها النووية، خاصه أنها قاربت على الانتهاء من تصنيع ٥ قنابل نووية على نهاية العام القادم ٢٠٢٥.. ويتبعها فى ذلك أذيالها حزب الله فى جنوب لبنان والحوثيون فى أحراش جبال اليمن.
الخاسر الأوحد هو الشعب الفلسطينى المطحون الذى خسر ٥٠ ألف قتيل و١٠٠ ألف جريح حتى الآن، ناهيك عن تشريد ٢ مليون مواطن والدمار شبه التام لغزة وخان يونس ورفح الفلسطينية.. ولا يزال يوميًا يتعرض لقصف وتدمير بلا هوادة من العدو الصهيونى.
ليس فى مقدورنا الآن سوى الدعاء بالتوفيق للمفاوضين للتوصل لحل سريع وعاجل ينتهى بوقف إطلاق النار والمذابح فى غزة والإفراج عن الأسرى وعودة النازحين لأراضيهم ثم البدء فى مفاوضات حل الدولتين.