حكمة القوة.. مصر تواصل جهودها لتهدئة الصراعات في إقليم ملتهب
تسعى عدة أطراف من المنطقة لتوسيع دائرة الصراع الإقليمي، هروبا من أزماتها الداخلية، ولتضليل الرأي العام الداخلي بأهمية الحرب للبقاء في السلطة حينا، ولشهوة القتل والتدمير أحيانا أخرى، وفتح جبهات أخرى للتغطية على خسائرها في غزة.. على رأس هذه الأطراف يبرز رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو.
وتبقى مبادئ الحق في تقرير المصير وإقرار مبادئ السلام، وفق معايير تطبق على الجميع، السبيل الوحيد للتهدئة في الإقليم المشتعل، وعلى رأس من يؤمنون بهذه الطرق التي تحقن الدماء وتوقف نزيف الشعوب، تبرز مصر التي تملك القوة الغاشمة والحكمة الكبيرة، والتي لا تريد توسع دائرة الصراع وتحويلها إلى حرب إقليمية تمتد تأثيراتها إلى بقية مناطق العالم.
وترتكز رؤية مصر في التعامل مع أزمات الإقليم على عدد من المحددات الثابتة، وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة الدولة العربية الوطنية، ودعم تماسك الجيوش العربية كركائز الحفاظ على وحدة الدولة وسلامتها، ومكافحة الإرهاب، والاتجاه نحو التهدئة مع دول الإقليم غير العربية.
دعم غزة
وترفض مصر منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، واستطاعت الدولة إدخال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، واحتضنت مؤتمرا للسلام حضرته دول ومؤسسات دولية فاعلة، وترى مصر التي ترعى مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة، أن إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لتنعم المنطقة بالسلام.
مساندة سوريا
وفي سوريا، تسعى مصر للتوصل إلى حل سياسي يضمن بقاء الدولة السورية موحدة، بعد تحول الاحتجاجات الشعبية إلى حرب بالوكالة لصالح بعض القوى الدولية والإقليمية، أدت لإزهاق حياة المدنيين، وشردت الشعب السوري.
وأثمرت الجهود المصرية عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية التي شكلت تجسيدا للرؤية المصرية التي ارتأت ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة السورية، بعد أن وجدت التيارات الإرهابية والمتطرفة ملاذها الآمن بعد اندلاع الأزمة السورية وتحول نتائجها إلى ما يشبه الحرب الأهلية بين مكونات المجتمع.
ليبيا.. أخوة وشراكة
وفي ليبيا، تؤكد مصر في كل محفل على احترام الوحدة والسيادة الليبية وسلامة أراضيها، وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية والحفاظ على استقلالها السياسي، فضلا عن رعاية واحتضان عديد اللقاءات بين الفرقاء السياسيين والمتنافسين في ليبيا.
استعادة العراق
وسعت القاهرة لدعم العراق عبر تدشين الآلية الثلاثية التي تضم مصر والعراق والأردن منذ مارس 2019، وهي آلية تبادلت الاجتماعات على مستوى القادة والوزراء ونجحت فى وضع ركائز للتعاون الثلاثي جعل البعض يعتبرونه قاطرة للتكامل العربي. وخطوة في إعادة انفتاح بغداد على محيطه العربي من جديد.
حقن دماء السودانيين
وفي قضية السودان، تنوعت الوساطة المصرية لتسوية الأزمة التي اندلعت منذ 15 أبريل 2023 على خلفية الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
ولم تتوقف الفعاليات والمؤتمرات التي تستضيفها القاهرة بين حين وآخر لجمع الفرقاء السودانيين على كلمة سواء، هي وقف الحرب وإعادة بناء مؤسسات الدولة.