خالد منتصر.. الرجل الذى حاكم "سماسرة السماء" واستقبل شتائمهم بابتسامة
رغم أن تخصصه المهني طبيب جلدية وتناسلية؛ إلا أن ما رصده من خطورة التطرف وتكفير الناس وقتل المفكرين في المجتمع طوال فترة دراسته للطب وممارسته للعمل ميدانيًا.. تلك الخطورة التي لاحظ الدكتور خالد منتصر أنها طفت على الجلد للدرجة التي دفعت به أن يمسك بيده اليمني بالمشرط، وفى يده اليسرى قلمًا مسنونًا لمجابهة الطفح الجلدي الذي أصاب جلد المجتمع نتيجة تيارات إسلامية متطرفة يسكن تحت جلدها كراهية مستترة وفوقه سكاكين وأشلاء من يخالفونها الرأي أو يقطعون ظلالها باعتبارهم نواب الله على الأرض.
ومن هنا كانت البداية بمقالات صحفية تشتبك مع خطاب التطرف والمتطرفين من مدخل علمي في روز اليوسف منذ تسعينيات القرن الماضي، ومن ثم لقاءات تليفزيونية وإذاعية علي فيها صوت العقل ثم كتب وثق فيها جميعًا تصوراته لأدوار"سماسرة السماء".. وهو عنوان كتابه الصادر حديثًا عن دار ريشة للنشر، ويناقش فيه على نحو جمع بين المنهجين الفانتازي والعقلاني ظاهرة الألتراس الديني.. إنه الدكتور خالد منتصر الرجل الذي حكام "سماسرة السماء" واستقبل شتائمهم بابتسامة.. والذي التقينا به في حديث حول الكتاب، ورؤيته للعديد من الظواهر في مجتمعنا المصري؛ وكيف يرى مستقبل العلمانية في مصر؛ وهو ما أجاب عنه الدكتور خالد منتصر في نصر الحوار المقرر نشره في إصدار “حرف” يوم الأربعاء المقبل.
الحديث بدأ من حيث انتهى إليه الآخرون.. ففي عام 2007 طرح الدكتور رفعت السعيد في كتابه "أوهام الخلافة.. وفتاوى بير السلم"، أن المنابع الرئيسية للنقل الأعمى من كتب التراث ثتمقل في إعمال العقل وليس النقل وتفسير النص وفق أسباب النزول وتخليص الدين من محاولات استخدامه شعارًا أو أداة فى الصراع السياسي، وهو ما ينادي به في الدكتور خالد منتصر في كتابه الصادر حديثًا بعنوان "سماسرة السماء"، كما تحدث إلينا عن ظاهرة "الحمل المستكن" التي تظهر ثقافة العلماء أو مدعين المدنية ممن يكذكبون علمهم ومراجعهم حتي لا يحرجوا فقائهم والتي وردت في كتابه الجديد.
فى الوقت نفسه، أجاب منتصر عن تساؤل يتعلق بإعلان الدولة المصرية القضاء على الإرهاب عام 2023 بعد عشر سنوات من محاربته؛ إلا أنه مازال ينادي في مؤلفاته بفكرة أن خطورة المعركة مع الإخوان والتيار المتأسلم لم تكن دينية ولكنها مناورات سياسية، وغيرها من التساؤلات في نصر الحوار.