جينات الفراعنة
لا أبالغ إذا قلت إن الأزمة الاقتصادية أثرت بالسلب على كل طبقات المجتمع المصري.. الطبقة الثرية والطبقو الفوق متوسطو تتباين آراؤهم وتقديراتهم لكفاءة الحكومة.. البعض يتفهم أسباب الأزمة جيدًا ويقدر ما تعانيه الحكومات المتعاقبة من ضغوطات صندوق النقد والبنك الدولى والحصار الاقتصادى المقنع من جهات مصر الأربع والتهديدات بالحرب شرقًا وغربًا وجنوبًا، لذلك يجد كل العذر للحاكم وحكوماته.
البعض الآخر يلقى اللوم على الحكومة ويرى أنها تتحمل مسئولية الأزمة الاقتصادية كاملة بسوء تنظيمها لأولويات المرحلة، ولا يقتنع بسهولة بأن بداية أى تقدم يحتاج لرفع كفاءة البنية التحتية، من طرق وكبارى وأنفاق حتى تتمكن الدولة من الاستثمار فى السياحة ولإيجاد وسيلة نقل مرورية محترمة للاستيراد والتصدير وكل مستلزمات الإنتاج ويؤمن بمقولة إن بناء البشر أهم من بناء الحجر دون أن يدرك أن تطوير البنية التحتية هو بداية بناء حياة كريمة البشر.
هذه الطبقة نست أو تناست مجهود الحكومة فى برنامج حياة كريمة وتحويل العشوائيات إلى مناطق حضارية، وعلاج أمراض متوطنة مثل التهاب الكبد الوبائى «VIRUS C»، وغيرها وإعطاء اهتمام خاص لصحة المرأة.
الغالبية العظمى الباقية تجدها بوضوح فى الطبقتين الوسطى والدنيا.. الوسطى يهددها شبح الفقر، والدنيا هبطت للحد الأدنى تحت خط الفقر..
الطبقتان تعانيان من الارتفاع الجنونى لأسعار كل الخدمات من وقود وكهرباء ومياه وغذاء وسكن والنقص الحاد فى الأدوية مع ارتفاع أسعار المتوفر منها..
رغم كل ما سبق تتوحد صفوف الطبقات الأربع لمواجهة المخاطر الخارجية التى بدأت تتضح معالمها بتمركز القوات الإسرائيلية عند محور فيلادلفيا ورفض نتنياهو الانسحاب منها وتطبيق اشتراطات معاهدة كامب ديفيد وملحقاتها بعد ذلك.. الحس الوطنى العالى يدرك المؤامرة التى تحاك شرقًا من إسرائيل للاستيلاء على أرض سيناء وتوطين الفلسطينيين فيها مرحليًا، وهنا تهون كل المصائب وتظهر بشراسة الجينات الفرعونية لتزود عن الأرض والعرض ويقف الشعب بطوائفه خلف قيادته السياسية متأهبًا للتضحية بحياته من أجل حماية كل حبة رمل فى أرضه من الأطماع الخارجية.