رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حب التدين والفخامة والبهجة.. لماذا بنى المصريين القدماء المعابد؟

المعابد المصرية
المعابد المصرية

حرص المصريون القدماء على بناء المعابد، على الرغم من اختلاف عمارتها وتطورها على مر الزمن، إلا أنه يبقى المعبد جزء أساسيًا في الثقافة المصرية القديمة.

اختلفت أسباب المصريون القدمان لبناء المعابد، منها ما كان للعبادة أو تخليدا لذكرى ملك أو شخصية كبيرة، وعليه تستعرض “السدتور” في تقريرها التالي، تلك الأسباب بالتفصيل.

لماذا بنى المصريين القدماء المعابد؟

تعود فكرة بناء المعابد لدى المصريين القدماء إلى إقامة الأعياد الإلهية وما يتبعها من مواكب وحفلات، وقد بناها المصريون بشكل مغاير على مر الزمن.

ووفقًا لكتاب موسوعة مصر القديمة، يلفت العالم الأثري سليم حسن إلى أنه أعظم تجديد حدث في عهد الأسرة الثامنة عشرة، موضحًا: إذ كانت في الواقع في عهد الدولة القديمة محاريب وحِسب يسكنها الإله، ويحفظ بجانبه فيها أدوات العبادة الخاصة به وكل ما كان يملك من ذخائر ثمينة، وكذلك كان معبد "الكرنك" في عهد الدولة الوسطى مبنًى صغيرًا مربع الشكل لا يزيد ضلعه عن أربعين مترًا. أما توسيعه وجعله مبنًى عظيم الحجم وإقامة بوابات أمامه فلم يبتدئ إلا في عهد الأسرة الثامنة عشرة.

وتحديدًا في حكم الفرعون "تحتمس الأول"، باستثناء بعض قطع ضخمة من الجرانيت في معبد "تل بسطة"، قد نُقش عليها اسم الفرعون "خوفو".

كما يشرح العالم الأثري سليم حسن، أن كلمة بوابة أو "برج" في اللغة المصرية القديمة هي "بخنت"، وهي مؤنث كلمة “بخن” أي "برج" أو "قصر"، واستُعيرت لباب المعبد، وهذه الكلمة نجدها في اللغة العبرية والعربية، وعلى ذلك فهي كلمة أجنبية نُقلت إلى المصرية، وكلتا الكلمتين لا وجود لهما في اللغة المصرية في العصور الأولى؛ وهذا دليل على أن هذا كان تجديدًا بدأ في عهد الأسرة الثامنة عشرة.

هل هناك وجه شبه ما بين المعبد المصري والمعبد الإغريقي؟     

يقارن سليم حسن في موسوعة مصر القديمة، بين المعبد المصري والمعبد الإغريقي، مشيرًا إلى أن الأثريين وجدوا بينهما "وجه قرابة"، خاصة الأهمية الكبيرة التي كانت للأعمدة في كل من البلدين.

يؤكد حسن: “نجد أن كلا المعبدين يتقابلان في نقطة واحدة، وهي أن مباني المعبد الإغريقي في مدة القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، وكذلك المعبد المصري في عهد الدولة الحديثة، والكاتدرائية في عهد القرون الوسطى؛ لم يكن كل منها إلا عنوانًا لعصر بعينه قد تمثل فيه حب التدين المتزايد المشفوع بالطموح لجعل هذا البناء المقدس على جانب عظيم من الفخامة والبهجة، وذلك بفضل مساعدة الإله وقوة بطشه وعظيم سلطانه، غير أن المعبد المصري في داخله كان يختلف اختلافًا بينًا عن المعبد الإغريقي”.