السودان: المجاعة وسوء التغذية تفتك بحياة 14 طفلا بمراكز إيواء ومستشفيات جنوب كردفان
ارتفعت معدلات الإصابة والوفيات بين الأطفال بمراكز سوء التغذية بمدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان السودانية، بشكل سريع نتيجة نقص المكملات الغذائية الممثلة في الألبان والوجبات العلاجية، على ما أعلن مدير طبي في المدينة، اليوم الأربعاء.
وقال الدكتور عمران تية، المدير الطبي لمستشفى "الأم بخيتة" لصحيفة "سودان تربيون"، إن عدد وفيات الأطفال في عدد من مراكز الإيواء والمستشفيات؛ نتيجة سوء التغذية، ارتفع إلى 14 طفلًا.
وأضاف: "أن أكثر من 400 طفل في الدلنج يعانون من سوء التغذية الحاد، وما يزيد عن 1000 آخرين يعانون من سوء التغذية المتوسط "، مشيرًا إلى الوضع الغذائي المتردي الذي تعيشه المدينة المحاصرة.
وأوضح أن أبسط مقومات التغذية للأطفال غير متاحة، إما بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية أو عدم القدرة على الشراء نتيجة للفقر الذي تفشى بسبب فقدان مصادر الدخل، لافتا إلى الأوضاع الصحية المقلقة لكبار السن والحوامل والمرضعات.
وكانت جمعية تطوعية أعلنت في وقت سابق من هذا الأسبوع وفاة 6 أطفال في مركز إيواء "مدرسة عمر بن الخطاب"، قبل أن يرتفع العدد إلى 14 طفلًا في عموم المدينة.
ارتفاع معدلات الوفيات نتيجة سوء التغذية في جنوب كردفان
كشفت حملة رعاية أطفال سوء التغذية في الدلنج، في بيان لها الأربعاء، عن ارتفاع معدلات الوفيات إلى حالتي وفاة في اليوم الواحد، نسبة لانهيار النظام الغذائي بالمراكز.
وأوضحت الحملة أن المراكز استقبلت أكثر من 60 حالة سوء تغذية حادة، خلال اليومين الماضيين، مبينًا أن الحالات الحادة أصبحت لا تستجيب للوجبات الغذائية العادية، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لتوفير المكملات الغذائية، وهذه العناصر غير موجودة في مدينة الدلنج.
وتتزايد التقارير الدولية التي تحذر من تفشي المجاعة في السودان في أعقاب عمليات النهب الواسعة وتعطل المواسم الزراعية بسبب تمدد رقعة الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 شهرًا وانعدام التمويل في المناطق الآمنة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" إن 25 مليون سوداني يواجهون الجوع الحاد بعد مرور 500 يوم على بدء الحرب.
وتشهد مناطق جنوب كردفان أوضاعًا معيشية قاسية، حيث أعلنت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو المجاعة في مناطق سيطرتها بجنوب كردفان والنيل الأزرق.