رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دماء فى الشوارع.. حرب السودان تحصد أرواح النساء والأطفال

السودان
السودان

تتصاعد تهديدات قوات الدعم السريع لولايات شرق السودان التي يتخذ منها الجيش السوداني مقرًا في مدينة بورتسودان، مع اقتراب الدعم السريع إلى ولاية القضارف القريبة من حدود دولة إريتريا، وولاية سنار القريبة من حدود إثيوبيا وجنوب السودان.

وتلقى التطورات المتسارعة لهذا المشهد الميداني المعقد بظلالها على تهديد الأمن والاستقرار الإقليمي، في ظل تداخلات الحدود مع السودان، وارتدادات أزمات السودان على دول الجوار المباشر والتي ظهرت جليا في زيادة موجات اللاجئين.

وتزايدت التداخلات الخارجية في الصراع من أطراف دولية وإقليمية منها إيران التي تستخدم السودان كنقطة عبور وانطلاق لعملياتها ووكلائها في إفريقيا والشرق الأوسط، كما تريد روسيا توسيع نطاق نفوذها في البحر الأحمر من خلال السعي للحصول على موطئ قدم في شرق السودان، علاوة على توسيع أهداف المنظومة الدفاعية الروسية الجديدة. 

وتهدف الولايات المتحدة أيضا، إلى عرقلة التقارب السوداني الروسي، والتقارب السوداني- الإيراني.

ويظل إعلان جدة مايو "2023" هو المرجعية التي يستند إليها الطرفان المتصارعان، على الرغم من عدم التزامهما بما ورد فيه.

ومن المتوقع استمرار الصراع على المديين القريب والمتوسط مع استمرار الأوضاع الراهنة والتدخلات الخارجية.

آلاف الضحايا

كانت لجنة الإنقاذ الدولية وصفت ما يجري في السودان بالسقوط الحر، وحذرت من أن الأزمة الإنسانية في البلاد ستتفاقم أكثر ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حازمة لمعالجة الوضع الذي مزقته الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأشارت اللجنة، في تقرير لها، إلى أن تقديرات ضحايا الحرب في السودان تصل إلى 150 ألف شخص، أي أعلى بكثير من التقديرات المعلنة، والتي تتحدث عن 15 ألف قتيل.

وأضاف أن السودان يواجه بالفعل أزمتين مزدوجتين، تتمثلان في أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم، حيث فر 12 مليون شخص من بيوتهم منذ بدء الاشتباكات، منهم 10 ملايين داخل السودان ومليونان إلى بلدان مجاورة. 

كما أن 25 مليون شخص من سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين يواجه 18 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد في ظل نقص في الغذاء والمياه والدواء والوقود.