رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تواصل العدوان.. هل تتحول حرب غزة إلى صراع إقليمي أوسع؟

غزة
غزة

منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من عدوان إسرائيلي مستمر على قطاع غزة، باتت منطقة الشرق الأوسط فوق صفيح ساخن في ظل احتمالات انفلات التطورات بين الفنية والأخرى وتحولها إلى صراع إقليمي أوسع.

ورغم محورية حرب غزة اتصالا بأن أي صيغة تسوية مقترحة سوف تسعى لترسيخ معادلة سياسية وأمنية جديدة في الشرق الأوسط إلا أنه لا يمكن إغفال تأثير العديد من الأزمات والصراعات التي لا تزال مفتوحة دون حل نهائي مثل الأزمات في ليبيا وسوريا والسودان.

ولا تزال التهديدات الناشئة عن سلوكيات بعض القوى الإقليمية التي تسعى التحولات الراهنة التي يشهدها النظام الدولي والإقليمي مستمرة لضمان إعادة تموضعها وتوسيع هيمنتها ونفوذها الإقليمي، وعلى رأسها تركيا وإيران وإثيوبيا.

وينطوي هذا المشهد الإقليمي المعقد على تهديدات مركبة تفرض تحديات على الأمن القومي العربي بشكل عام، والأمن القومي المصري على وجه الخصوص، لا سيما أن الدولة المصرية يطوقها بؤر صراعية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

جنوب غزة

أنهى الجيش الإسرائيلي عمليات حدات الفرقة 98 شرق مدينة خان يونس بينما تستمر العمليات في مناطق متعددة على جبهة رفح، وتعمل إسرائيل على التمسك بالسيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وإنشاء "محور ديفيد" قرب الحدود المصرية لتغيير المشهد جنوب القطاع.

وسط غزة

وشرع الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات تمشيط في نطاق مخيم البريج. فيما تستمر عمليات الجيش الإسرائيلي في حي تل الهوا، وتنفذ وحدات اللواء الشمالي التابع لفرقة غزة عمليات محدودة داخل منطقة بيت لاهيا، شمال غزة.

وتنتشر القوات الإسرائيلية ضمن ثلاث اتجاهات أساسية، أولها جبهة رفح جنوبي القطاع، حيث تعمل وحدات الفرقة 162 وتتألف من اللواء المدرع 401 ولواء القوات الخاصة 89 ولواء المشاة الميكانيكي 84 ولواء المشاة 12 ولواء المشاة 933.

أما الجبهة الثانية فتتمثل في محور نتساريم، ويتمركز بداخله وحدات تابعة لفرقة الاحتياط 252 وتتضمن لواء مشاة ولواء مدرعات وفوج مدفعية، ويعمل حاليا في نطاق مخيم البريج ومنطقة الزهراء وسط القطاع، وحدات قتالية تتبع اللواء 679. والثانية شمال القطاع، حيث تعمل وحدات تابعة للواء الشمالي في فرقة غزة، في نطاق منطقة بيت حانون.

المحور الإيراني

يركز حزب الله اللبناني على شمال إسرائيل وبالأخص مستوطنات الجليل الأعلى والأسفل ووصل أقصى عمق للضربات التي ينفذها الحزب إلى حدود 30 كلم، حيث وصلت هذه الضربات إلى منطقة "مفرق جولاني" بين مدينتي الناصرة وطبريا.

أما الحوثيون فقد ركزوا على استهداف مدينة إيلات الساحلية، أقصى جنوبي إسرائيل، وطالت الضربة الإيرانية الوحيدة التي تمت على الأراضي الإسرائيلية، محيط قاعدة "نيفاتيم " الجوية في النقب.

سياسة الاغتيالات الإسرائيلية

واتجهت إسرائيل لتكثيف عمليات الاغتيالات ضد القيادات والكوادر السياسية والميدانية لحركة حماس وحزب الله لتحقيق عدة أهداف، أهمها الحد من قدرة حماس وحزب الله على مهاجمتها عن طريق إحداث ارتباك في صفوفها.

كما تهدف الاغتيالات إلى استرداد قدرة الردع الإسرائيلي وإظهار قدرتها التكتيكية على استهداف أي شخص في أي مكان. ويعكس الاتجاه للتوسع في الاغتيالات غياب استراتيجية سياسية واضحة لإسرائيل، وينذر بتصعيد المشهد العسكري في المنطقة.

اتجاهات مستقبلية

لا ترغب إسرائيل في التحرك في مسار حل أزمة غزة، بل على العكس تمامًا، فإنها تتحرك في مسار توسيع دائرة الصراع في المنطقة. وهناك انتقادات كبيرة للحكومة الإسرائيلية في الداخل، على الرغم من التقدم للقوات الإسرائيلية في غزة، وامتدت هذه الانتقادات الحادة للجيش الإسرائيلي خاصة من المتطرفين المحليين.

وعلى الرغم من تراجع الدعم الدولي التقليدي لإسرائيل بسبب إدارتها للحرب في غزة؛ فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل يحد من تأثير هذا الموقف الرافض للسياسات لإسرائيلية.

وتتراجع قدرة الولايات المتحدة في المرحلة الحالية - وربما رغبتها - للضغط على إسرائيل في المباحثات الخاصة بالهدنة أو تبادل الرهائن، بسبب الانتخابات الأمريكية القادمة وبالتأكيد يتراجع الحديث عن تسوية للحرب وتصورات اليوم التالي في غزة.

ومن المرجح أن تقوم إيران بتنسيق وابل من الهجمات المتزامنة من داخل أرضيها، وبمشاركة حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية والميليشيات الإيرانية بالعراق.