رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الابنة الروحية لـ"بيكار".. مثقفون وطلاب يقتفون أثر سمية رمضان

الدكتورة سمية رمضان
الدكتورة سمية رمضان

نعى الكثير من المثقفين والطلاب والمفكرين، رحيل الدكتورة سمية رمضان، رئيس قسم النقد الأدبي بالمعهد العالي للنقد الفني الأسبق (أكاديمية الفنون)، عن عمر يناهز 73 عامًا، بكلمات مؤثرة ودموع جياشة.

ونستعرض في التقرير التالي، كلمات رثاء أبرز المثقفين المصريين، وحكايات المقربين للراحلة الدكتورة سمية رمضان، التي لقبها الكثير منهم بـ"الابنة الروحية لـ بيكار".

لوحة أهدتها الدكتورة سمية رمضان إلى الكاتبة ريم بسيوني

حكاية كتاب ولوحة بين سمية رمضان وريم بسيوني

نعت الكاتبة ريم بسيوني، رحيل الدكتورة سمية أحمد، قائلة: "انتقلت سمية رمضان إلى مكانها الأجمل.. ولكنها تركت وراءها الكثير من الهدايا".

وتذكرت ريم بسيوني حكاية اللقاء الأول بينهما، وما أهدته الراحلة لها: "كان اللقاء بيننا قدر تلاقينا قبل أن نلتقي.. قرأت أوراق النرجس ولم تتركني منذ اللحظة الأولى.. وقرأت لي الدكتورة هناء في نفس الوقت دون أن نعرف بعضنا.. حتى التقينا.. وعرفنا اننا كنا نعرف بعضنا، ثم أهدتني كلمات ولوحة تعبر عن شعورها عندما قرأت سبيل الغارق.. وقبل كل شيء أهدتني وجودها وصداقتها.. لنا لقاء في مكان أجمل".

كما نعتها إحدى صديقاتها، نورا فؤاد، قائلة: "إلى الدكتورة سمية رمضان (ماميشا) زي ما كنت باناديها، صحيح كنا بعاد من كام سنة بس بينا سنين أكتر كلها محبة ودفا ومعرفة وإبداع، ضحكتك هتفضل عايشة بينا ولسه بحاول أتعلم آخد الأمور الصعبة بضحك زيك".

وأضافت: "لسه عندي في كراستي كلامك ده ليا (على قد الإيمان بتبقى القوة) وكنا دايمًا نفكر بعض بالجملة دي، شكرًا إنك هدتيني الدرويش الفضة الصغير اللي كنتي بتلبسيه طول الوقت وله مكانه غالية عندي أكتر وأكتر بمرور الوقت، بحبك أوي وعارفة إنك طايرة دلوقتي وبتضحكي وتعملي عرايس مع الملايكة زي ما كنتي بتحبي، إلى اللقاء".

فيما تذكرت الكاتبة إلهام الكردوسي، خفة روح الراحلة، في المحاضرات التي كانت تدرسها لطلابها بالمعهد، قائلة: "سمية رمضان.. السكرة، كنت بحبها وأتصور أن الدفعة كلها كانت بتحبها جدًا، كانت في المحاضرة تلامس طرف أنفي (مداعبة) لما تحب تنبهني عن نقطة معينة وهي بتشرح لنا الفرق بين المحاكاة عند أفلاطون والمحاكاة عند أرسطو.. كانت أنيقة الروح.. أنيقة على كافة المستويات".

من النور جاءت وإلى النور تمضي

فيما قالت عنها الكاتبة والمترجمة فاطمة ناعوت: "أولئك أصدقاؤنا الذين تُجالسُهم الدكتورة سُميّة رمضان اليومَ في فردوس الله الأعلى، فيا حظّها الجميل، ويا حظَّهم أن تنظمَّ إلى مجلسهم الغنيّ زهرةٌ مصريةٌ مشرقة مثل هذه السيدة التي اجتمع على حبّها الناسُ جميعُهم".

وأضافت: "حين اشتدَّ عليها المرضُ تمنيتُ لقاءها مع صديقتنا المشتركة الدكتورة سوسن حسني، لكن الجميلةَ قالت إنها تودُّ الاختلاءَ بنفسها، والتهيؤَ للقاء الله، كانت شديدة الفرح بالموعد الوشيك مع الرحمن الرحيم، ولا تريد أن تمسَّ ذاك التهيؤَ الروحيَّ بلقاء بشر، عاشت في هدوء ورحلت في هدوء، من النور جاءت وإلى النور تمضي، وداعًا حزينًا يا (سُميّة) السامية".

تركت أثرًا لا يُنسى في نفوس طلابها

من جانبها، كتبت عنها ندى، إحدى الطالبات التي كانت تشرف على بحثهن، قائلة: "نخرج من حزننا لحظة بحزن آخر عميق على فقدان أستاذة النقد الأدبي والكاتبة والمترجمة الجميلة الشفافة غزيرة العلم منفتحة العقل، والتي كنت محظوظة بأن انهلت من هذا العلم وتواصلت مع هذه الروح الطيبة المتواضعة في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، وكان حظي أوفر بنقاشات منفردة طويلة لإشرافها على بحث التخصص، مع السلامة دكتورة سمية تركتِ أثرًا لا يُنسى في نفوس طلابك".

ونعت الكاتبة أماني أمين، الراحلة سمية رمضان، قائلة: "طول عمرك ساندة ظهري وفخورة بي، طول عمرك دينامو ومحفز لناس كثيرة قوي اتغيرت حياتهم بمعرفتك، في أمان الله يا حبيبة قلبي أنت في مكان أفضل يليق بك".

وأرفقت "أمين"، صورة لهما تعود ليناير 2009 بالمجلس الأعلى للثقافة العيد العاشر لمنتدى الكتاب العربي.

مكتشفة المواهب 

ونعى الناقد والمخرج المسرحي، محمد النجار، رحيلها، قائلًا: اتعرفت عليها في 2010 في معهد النقد الفني، فهي إنسانة بقلب طفل نقي وعقل حكيم رزين ، لم ينقطع التواصل حتى بعد ما حصلت على دبلوم النقد في 2012.. غيرت كتير في تفكيري.. كانت دايمًا بتسمعني.. دايمًا بتنصحني.. كانت مؤمنة أني أستحق كتير وإن لسه النور هيظهر لي حتى لو الدنيا اشتد ظلامها.. واكتشفت فيا شاعر غنائي واكتشفت فيا قاص وأديب، أول ما قرأ لي مقال نقدي وشاورت لي على الطريق".

الابنة الروحية لـ بيكار

فيما نعتها صفحة الفنان الراحل حسين بيكار، على "فيسبوك"، قائلة: "ببالغ الأسى والحزن ننعى وفاة الابنة الروحية لبيكار وأحد أقرب الناس إلى قلبه  الدكتورة سمية رمضان أستاذة النقد الأدبي بأكاديمية الفنون والكاتبة والمترجمة، رحمها الله وألهم أسرتها وأصدقاءها وتلامذتها ومحبيها الصبر والسلوان.

وكان الفنان التشكيلي الراحل حسين بيكار، قد عكف على رسم عمل فني "بورتريه" للراحلة "سمية رمضان" وهي شابة عام 1990.

أبرز أعمالها الأدبية

ومن أبرز الأعمال الأدبية للكاتبة سمية رمضان، خشب ونحاس/ قصص عام 1995، منازل القمر- قصص عام 1999، طريق المستقبل: رؤية بنهاية- دراسة عام 2009، أوراق النرجس- رواية عام 2001.

وكانت الدكتور سمية رمضان، قد حازت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية لعام 2001، عن روايتها أوراق النرجس.