رئيس فاكسيرا لـ«الدستور»: المصانع تعمل بلا توقف لتوفير أكبر كمية من الإنسولين فى أقرب وقت
أكد الدكتور شريف الفيل، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، أن مخزون اللقاحات والأمصال فى مصر يكفى بين ٦ أشهر وعام من الاستهلاك، موضحًا أن هناك خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللقاحات والأمصال فى ٢٠٣٠، فى إطار علاقة تكاملية بين الشركة والقطاع الخاص، وتعاون مع عدد من الشركات العالمية لنقل وتوطين تكنولوجيا التصنيع.
وأوضح رئيس «فاكسيرا»، خلال حديثه مع «الدستور»، أن الشركة توفر حاليًا ٣ ملايين «فيال» تام الصنع، أو عبوة، من الإنسولين سنويًا، وتعمل حاليًا بطاقة ٣ ورديات يوميًا لتوفير الاحتياجات المحلية، بعد حل مشكلات التصنيع التى واجهتها فى الفترة الأخيرة، منوهًا إلى قرب افتتاح مصنع جديد لإنتاج الإنسولين بطاقة ١٠ ملايين فيال عبوة، سنويًا، على أن يبدأ التصنيع فى الربع الأول من العام المقبل.
وأشار إلى أن الشركة تعمل على تطبيق معايير التصنيع الجيد، لإعادة تصنيع الأمصال المتوقفة وإنتاج أمصال جديدة، مع إعادة تأهيل خط إنتاج لقاح كورونا، بعد تراجع الاحتياج إليه، منوهًا إلى قرب التعاقد مع شركة «بيلتهوفن» الهولندية لتصنيع لقاح شلل الأطفال عن طريق الحقن، وأيضًا قرب تشغيل مصنع إنتاج لقاحات إنفلونزا الطيور تجريبيًا فى أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى تشغيل مصنع «السرنجات ذاتية التلف» فى يوليو المقبل، لتقليل الفاتورة الاستيرادية بنسبة تصل إلى ٨٠٪.
■ بداية.. ما أهمية الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» وما مجالات عملها؟
- «فاكسيرا» هى ذراع الدولة لحماية الشعب المصرى من الأمراض، والمسئولة عن توفير حزمة التطعيمات المهمة لصحة المواطنين، ويندرج تحتها ٣ شركات، وكل شركة لها دور مجتمعى تقدمه للمواطنين.
وتضم «فاكسيرا» كلًا من: الشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات والأدوية، وهى المسئولة عن توفير الأمصال واللقاحات البشرية، والشركة المصرية للأدوية واللقاحات البيطرية، التى توفر الأمصال واللقاحات البيطرية، وشركة خدمات نقل الدم، وتوفر احتياجات المواطنين من أكياس الدم والبلازما، بالإضافة إلى مجموعة متخصصة من العيادات، أبرزها عيادة السكر والحساسية، ومركز للغسيل الكلوى، الذى تم ربطه إلكترونيًا بمنظومة وزارة الصحة لخدمة المرضى ومنظومة العلاج على نفقة الدولة، ولدينا ٥ مصانع، نسعى لأن تتواكب مع قواعد التصنيع الجيد، لتصنيع منتج عالى الجودة وقادر على المنافسة والتصدير للدول الإفريقية والعربية.
ونحن نحظى بدعم كبير من جانب وزارة الصحة والسكان، ويتم الاعتماد على منتجات ومستحضرات شركة «فاكسيرا» لتغطية برنامج التطعيم الوطنى، كما نتمتع بدعم الهيئة العامة للشراء الموحد، لاعتمادها على الشركة فى توفير اللقاحات والأمصال المطلوب توفيرها بكل المحافظات، بالإضافة إلى دعم خاص من الدولة لتوفير كل المتطلبات التى تحتاجها «فاكسيرا» لاستمرار الإنتاج.
كما أن العلاقة بين «فاكسيرا» وشركات القطاع الخاص تكاملية وليست تنافسية، وهدفها تقديم خدمة متميزة للمواطن المصرى.
■ هل هناك خطة لتوطين تكنولوجيا تصنيع الأدوية واللقاحات؟
- هناك بالفعل منتجات مصرية خالصة تنتجها «فاكسيرا»، منها أمصال: العقرب والثعبان، التى يتم تصنيعها من خلال مزرعة «فاكسيرا» بحلوان، والمتخصصة فى استخراج السم لتصنيع المصل المناسب فى حال اللدغ، للوقاية من أى أخطار. وبالتوازى مع ذلك، تعقد «فاكسيرا» شراكات دولية عالمية لنقل تكنولوجيا التصنيع مع العديد من الشركات، من أهمها معهد «سيرم» الهندى، وهو إحدى أكبر المنظمات على مستوى العالم لتوفير اللقاحات والأمصال، ونحن حاليًا بصدد توقيع عقد مع شركة «بيلتهوفن» الهولندية، لتصنيع لقاح شلل الأطفال عن طريق الحقن بشكل كامل فى مصر.
كما أن لدينا الكثير من العقود مع الشركات الأجنبية لنقل تكنولوجيا التصنيع، إلا أنها تمر بمراحل كثيرة، تبدأ بالتأهيل، حيث يتم تأهيل المصنع ليكون قادرًا على إنتاج المستحضرات، وتأهيل العاملين فى المصانع على إنتاج هذه المستحضرات، وصولًا للمرحلة الأخيرة الخاصة بنقل تكنولوجيا التصنيع. وبالتوازى مع ذلك، نقوم بالعديد من الأبحاث لتطوير خطوط الإنتاج للأصناف التى كانت تصنعها «فاكسيرا» فى وقت سابق وتوقفت عن إنتاجها، نظرًا لتطور العملية التصنيعية للأمصال.
ونعمل حاليًا على مواكبة الاتجاه العالمى فيما يتعلق بالتصنيع الجيد «GMP»، مع العمل على تطبيق معايير التصنيع الجيد بمصانع الشركة بأكتوبر، لإعادة تصنيع الأمصال المتوقفة وتصنيع أمصال جديدة داخل مصر بشكل كامل.
■ متى يتحقق الاكتفاء الذاتى من اللقاحات والأمصال؟
- لدينا مخزون من كل اللقاحات والأمصال يكفى لمدة ٦ أشهر على الأقل، وبعضها يصل الاكتفاء فيه لنحو عام، كما أن «فاكسيرا» تتعامل وفقًا لاحتياجات ومتطلبات الهيئة العامة للشراء الموحد، التى تحدد تاريخ توريد اللقاحات فى بداية التعاقد، لتأمين احتياج البلاد منها لفترة طويلة.
والدولة تتجه لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللقاحات والأمصال، ليس من خلال «فاكسيرا» وحدها، بل إن القطاع الخاص أصبح يتجه لتصنيع اللقاحات والأمصال، وعليه سيكون هناك تكامل بين القطاع العام، ممثلًا فى «فاكسيرا»، والمصانع الناشئة فى القطاع الخاص، لتغطية احتياج مصر من الأمصال واللقاحات، وتصدير الفائض للخارج، ونؤكد أنه بحلول ٢٠٣٠ سنكون بالفعل قد حققنا الاكتفاء الذاتى.
■ ماذا عن الإنتاج للتصدير؟
- وفقًا لتوصيات الاتحاد الإفريقى، يجب أن تنتج إفريقيا ٦٠٪ من احتياجها من اللقاحات والأمصال بحلول عام ٢٠٤٠، فى حين أن قارة إفريقيا بأكملها تنتج ١٪ من استهلاكها فقط، وبالتالى فهناك تشجيع كبير للمصنعين الأفارقة للعمل فى هذا المجال لتحقيق التوصيات.
ولـ«فاكسيرا» دور كبير فى خدمة القارة الإفريقية، مع اختلاف المتطلبات من اللقاحات والأمصال من دولة إلى أخرى، فمثلًا، مصل الثعبان الذى تنتجه مصر قد لا يصلح لعدد من الدول الإفريقية، نظرًا لاختلاف نوع الثعابين، ولذا حرصت الشركة على حصر أكثر ٣ ثعابين انتشارًا على مستوى القارة، وتم تجميعها معًا فى مصل واحد، كما أننا قادرون أيضًا على استخراج مصل من أى نوع ثعبان غير موجود بمصر، من خلال استخراج السم وإنتاج مصل مضاد له. وتنتج مصر مثلًا، مصلًا خاصًا بفلسطين، وهو مصل الحيات، الأكثر طلبًا هناك، لأن إنتاج اللقاحات والأمصال مرتبط بالوضع الوبائى لكل دولة، بدليل أن هناك عدة دول إفريقية ينتشر بها مرض الإيبولا، فى حين أن المرض لا يوجد فى مصر، وعليه يتم حاليًا التعاون مع شركات عالمية لنقل تكنولوجيا التصنيع فى بعض هذه الأمصال لخدمة المجتمع المصرى والإفريقى.
■ ما خطة الشركة لتغطية احتياج مصر من الإنسولين؟
- هناك بعض العقبات التى واجهت تصنيع الإنسولين خلال الفترة الماضية، وتم حلها بشكل كامل، وحاليًا نعمل بطاقة ٣ ورديات يومية ودون توقف؛ لتوفير كميات كبيرة من الإنسولين خلال الفترة القريبة، خاصة أن مصنع «فاكسيرا» قادر على توفير ٣ ملايين «فيال تام الصنع» من الإنسولين سنويًا.
ونعكف حاليًا على تشغيل مصنع جديد بمنطقة السادس من أكتوبر، وسيكون قادرًا على توفير ١٠ ملايين «فيال تام الصنع» من الإنسولين سنويًا، ومن المتوقع أن يبدأ التصنيع خلال الربع الأول من العام المقبل ٢٠٢٥، الأمر الذى سيؤدى إلى تحقيق وفرة فى الإنسولين.
■ ماذا عن مصنع السرنجات ذاتية التلف؟
- وقعنا بروتوكول تعاون مع إحدى الشركات الإماراتية، وتم إنشاء شركة جديدة تحت اسم «سكوب فاك»، والمنوط بها تصنيع السرنجات ذاتية التلف، وسيتم البدء فى تجهيز المصنع مطلع سبتمبر المقبل.
وبالتوازى، قامت «سكوب فاك» بالاتفاق مع إحدى الشّركات الأجنبية المتخصصة فى إنتاج تلك السرنجات، لبناء خط الإنتاج، الذى سيكون جاهزًا بنهاية العام الجارى، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تركيب خط الإنتاج خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٥، على أن يتم البدء فى الإنتاج يوليو المقبل.
وسيعمل مصنع السرنجات ذاتية التلف بطاقة إنتاجية ٢٤٠ مليون سرنجة سنويًا، ويبلغ استهلاك مصر نحو ١٠٠ مليون سرنجة، ونستهدف طرح ١٤٠ مليون سرنجة للتصدير، ونسعى حاليًا لفتح أسواق جديدة لها، وإبرام الشراكات داخل مصر وخارجها لتسويق السرنجات ذاتية التلف، كما أن التعاون داخل مصر لن يكون مُقتصرًا على القطاع الحكومى فقط، وإنما سيشمل القطاع الخاص أيضًا، كما سيتم طرح السرنجات للبيع فى الصيدليات، وبالتوازى مع ذلك سنستهدف التصدير للأسواق الإفريقية. وبشكل عام، سيقلل المصنع من الفاتورة الاستيرادية على الدولة بنسبة تتراوح بين ٥٠٪ و٨٠٪، لأنه سيوفر احتياج مصر من السرنجات ذاتية التلف، وتمتاز تلك السرنجات بالاستخدام لمرة واحدة فقط، الأمر الذى يتوافق مع إجراءات مكافحة العدوى، والسرنجات المنتجة يمكن استخدامها فى الأمصال واللقاحات بشكل خاص.
■ إلى أين وصل مشروع إنشاء أول مصنع لإنتاج لقاحات إنفلونزا الطيور؟
- لقاح إنفلونزا الطيور هو لقاحٌ بيطرى، يستهدف الحفاظ على الثروة الداجنة فى مصر، وسيغطى احتياج مصر من التطعيم ضد هذا المرض، ويحقق الاكتفاء الذاتى من اللقاح، مع تصدير الفائض خارج مصر.
نحن فى المرحلة النهائية قبل تشغيل المصنع المخصص لإنتاجه بمدينة السادس من أكتوبر رسميًا، وقد حصلنا بالفعل على تصريح بتصنيع أول ٣ تشغيلات تجريبية، ثم سيتم إخضاعها لدراسة الثبات، للحصول على الترخيص النهائى.
ومن المتوقع تشغيل المصنع تجريبيًا خلال شهر أكتوبر المقبل، على أن يتم تشغيله رسميًا بعد الحصول على الترخيص النهائى مطلع ٢٠٢٥، وأؤكد أن تصنيع اللقاح سيكون مصريًا ١٠٠٪، من أول مرحلة إلى آخرها، وستكون الوردية الواحدة بالمصنع قادرة على إنتاج ٣٠٠ مليون جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور سنويًا، ويمكن زيادة الإنتاج بزيادة عدد الورديات.
■ متى سيبدأ إنشاء أول مصنع لتحقيق الاكتفاء الذاتى من حقن الـ«PCG» الخاصة بعلاج سرطان المثانة؟
- تنفرد «فاكسيرا» بأنها الشركة الوحيدة فى مصر التى تنتج حقن الـ«PCG»، المستخدمة فى علاج سرطان المثانة، كما أن مصر من الدول القليلة التى تنتج هذا اللقاح، ويتم تصنيعه بشكل كامل بنسبة ١٠٠٪.
وحاليًا يتم تحضير مُناقصة لنقل المصنع المخصص لذلك إلى مصنع آخر، سيكون قادرًا على إنتاج كميات أكبر، لأن الإنتاج الحالى يغطى جزءًا صغيرًا من الاحتياج المحلى، ومن المتوقع أن يتم البدء فى إنشاء المصنع الجديد خلال النصف الأخير من العام الجارى، وسيستغرق بناؤه ١٦ شهرًا، وسنشهد بدء الإنتاج منتصف عام ٢٠٢٦. وأؤكد أنه لن يتم إيقاف المصنع الحالى عن الإنتاج، وإنما ستتم زيادة الإنتاج، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمصنع الحالى نحو ٤٠ ألف حقنة سنويًا، بينما المصنع الجديد سيكون قادرًا على إنتاج ٢٥٠ ألف حقنة سنويًا، فى حين أن احتياج مصر يبلغ ٥٢ ألف حقنة سنويًا، وبالتالى سنكون قادرين على تغطية الاحتياج المحلى والتصدير للخارج.
■ ما الذى حدث لخط إنتاج لقاح «كورونا» المصرى؟
- احتياج العالم للقاح فيروس كورونا انخفض بشكلٍ كبير عن فترة ذروة الجائحة وانتشار الفيروس، ولأن تصنيع اللقاح مرتبط بالاحتياج الفعلى للمواطنين، فمن غير المقبول إنتاج لقاحات غير مستخدمة.
وشركة «فاكسيرا» استطاعت بالفعل خلال جائحة كورونا، وبالتعاون مع شركة سينوفاك الصينية، إنتاج ٤٥ مليون جرعة من اللقاح فى ظل احتياج دول العالم وقتها جرعة واحدة من اللقاح، وحاليًا سيتم استغلال خط إنتاج «كورونا» فى خطة الشركة المقبلة لتصنيع لقاحات جديدة.
■ ما أهم اللقاحات الموسمية التى توفرها «فاكسيرا»؟
- لدينا لقاحات متوافرة بشكل موسمى، فمثلًا خلال فصل الشتاء توفر «فاكسيرا» لقاح الإنفلونزا الموسمية، الذى يتم تحديثه سنويًا من جانب منظمة الصحة العالمية، وذلك فى شهر فبراير من كل عام، مع تحديد نوع السلالة المنتشرة، ويتم تعميم تلك التوصيات على كل دول العالم، من بينها مصر، على أن يبدأ تطعيم المواطنين فى منتصف شهر سبتمبر.
كما توفر «فاكسيرا» تطعيم الالتهاب السحائى، بالإضافة إلى الإنفلونزا الموسمية للمواطنين قبل أداء فريضة الحج ورحلات العمرة للحفاظ على صحة المواطنين، والحفاظ على مصر خالية من انتشار الأمراض، وتوفر أيضًا تطعيمات الأطفال الإضافية، مثل المكورات الرئوية والروتا والجديرى المائى، وغيرها.
ما دور «فاكسيرا» فى توفير أكياس الدم؟
- لشركة «فاكسيرا» بنك الدم الخاص بها، وهو قادر على توفير أكياس الدم من الفصائل المختلفة، بالإضافة إلى مكونات الدم، مثل البلازما والصفائح الدموية، وفقًا لشروط محددة، منها وجود تقرير مختوم من المستشفى عن حالة المريض وعدد أكياس الدم المطلوب توفيرها.
ونحن نسعى لأن تكون «فاكسيرا» مركزًا لتجميع الدم ضمن المشروع القومى للاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما، وبالتعاون مع إحدى الشركات الإسبانية.