الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس بِرنَردُس الأبَّا ومعلِّم الكنيسة
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس بِرنَردُس، الأبَّا ومعلِّم الكنيسة، الذي ولد عام 1090 في جوار مدينة ديجون في فرنسا. انضم إلى الرهبان الكرتوزيين عام 1111 ثم انتخب رئيساً للرهبان في دير كليرفو، أحسن ادارة الدير بمثله وفضائله. تجول في أوروبا ليعيد السلام في الكنيسة بسبب الانشقاقات التي نشأت فيها. كتب الكثير في اللاهوت والنسك توفي عام 1153.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: في رسالتي عن الصوم، أردت أن أشدد على أهمية الحب الهائل الذي يكنّه الله لنا، حتى يتمكن المسيحيُّون من كل الكنائس، في فترة الصوم، أن يتوقفوا روحياً، مع مريم ويوحنا، التلميذ الحبيب، الى جانب ذلك الذي ضحى بحياته على الصليب من أجل خلاص البشرية . نعم، يا إخوتي وأخواتي، إن الصليب هو الإعلان المؤكد والمحتم للمحبة والرحمة الإلهية، حتى بالنسبة لنا رجال ونساء هذه الحقبة من التاريخ، الذين غالباً ما تلهّوا بالاهتمامات والأمور المادية والعابرة.
إنّ الله محبّة، ومحبّته سر فرحنا. ولكن لكي نغوص في سرّ المحبّة هذه، ما من دربٍ آخر سوى أن ننسى أنفسنا وأن نعطي ذاتنا كلياً على درب الصليب. "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني". لهذا السبب تحُثّنا ليتورجيّة الصوم بشكلٍ أساسي، وهي تدعونا الى التأمل والصلاة، الى أن نُقيّم التكفير والتضحية وأن نتخلى عن الخطيئة والشر وأن نهزم الأنانية واللامبالاة. فالصلاة والصوم والتكفير وأعمال الحسنة مع إخوتنا تصبح إذاً السبل الروحية التي علينا اجتيازها لكي تتم عودتنا الى الله، فنكون لبّينا النداءات المستمرّة للعودة الى الإيمان كما تتطلّب ليتورجية تبريك الرّماد.
يا إخوتي وأخواتي، فيلكن زمن الصوم الذي سنبدأ به تجربة تجدد بمحبّة الرّب يسوع المسيح الرّحوم الذي أهرق دمه على الصليب من أجلنا. فلنضع ذاتنا، بكل مرونة في مدرسته لكي نتعلم أن "نُشارك"، بدورنا، حبه لنا الى القريبين منّا، خاصةً الذين يتعذبون ويعيشون حياة بؤس. هذه هي مهمّة كل تلميذ من تلاميذ الرّب يسوع المسيح.