المطران عطا الله حنا: أهل غزة يعيشون أوضاعًا كارثية
قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: إن أمنيتنا الوحيدة في هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها شعبنا هي أن تتوقف الحرب، وبعيدا عن أي مزايدات أو سجالات لا طعم لها ولا لون فإننا نطالب بإنهاء هذه الحرب اليوم اليوم وليس غدا.
وأضاف: أهل غزة يعيشون أوضاعًا مأساوية كارثية، ومع إطلالة كل يوم جديد يزداد عدد الشهداء وتزداد رقعة الدمار والمعاناة والآلام والأحزان والدماء. إن معاناة غزة يجب أن تتوقف، وهي معاناتنا جميعا ونزيفنا جميعا، وكذلك ما يحدث في الضفة الغربية وفي القدس، ولكننا اليوم نتحدث بنوع خاص عن غزة التي تُدمر عن بكرة أبيها في إطار حرب همجية غير مسبوقة تضاهي الحروب العالمية بهمجيتها ودمويتها وعنفها.
وتابع: نتمنى أن تنجح المبادرات والمحاولات الهادفة لوقف الحرب، وأمنية الذهاب إلى غزة هي أمنيتنا جميعا لكي نؤازر أهلنا هناك، ونكون إلى جانبهم في هذه الأوقات العصيبة.
كما أشار إلى أن المجاعة تعمقت والمنظومة الصحية دمرت بشكل كلي، وأكثر من ألف طفل ومريض توفوا بسبب عدم القدرة على تلقيهم العلاج، كما أن هناك ارتفاعا في حدة المجازر، وذلك لإجبار الناس على الرحيل في قطاع غزة. فبأي ذنب يُستهدف المدنيون وينكل بهم في غزة، وبأي ذنب يُعامل الأطفال بهذه القسوة وهم لا يجدون ماء أو غذاء، والكثيرون منهم لا يجدون حذاء. إن بشاعة ما يحدث في غزة لا يمكن أن نصفها بالكلمات، وما يحدث إنما هو وصمة عار في جبين الإنسانية، فأين هي المنظومة الأممية؟ وأين هم أولئك الذين يتشدقون بالدفاع عن حقوق الإنسان أمام هذا الكم الهائل من المظالم التي تمارس بحق شعبنا؟.
وتابع: ستبقى حرب غزة شاهدة على همجية وظلم هذا العالم وعدم انحيازه لقضايا العدالة والكرامة الإنسانية، وستبقى هذه الحرب شاهدة على حالة الترهل العربي، حيث إن العرب لم يتمكنوا من وقف هذه الحرب، ولم يتمكنوا من إغاثة أهلنا هناك بالطريقة المطلوبة، وتم ترك أهلنا في غزة لقمة سائغة لآلة الموت والدمار والتجويع والتعطيش.