والدها جنرال بالجيش الروسى وشقيقها رائد فضاء.. من هى زوجة سميح القاسم؟
في لقاء له مع مجلة "الكرمل" الفلسطينية، التي أسسها محمود درويش في بيروت، وعمل رئيسا لتحريرها، كشف صديقه الشاعر سميح القاسم، الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 2014، عن خبايا وأسرار حياته الشخصية، ومن بينها حديثه عن حبيبته الروسية "تنيوشكا"، فماذا قال عنها؟
زعيم الحزب الشيوعى يتدخل لحل الأزمة
يقول "القاسم": "تتيانا" كانت إنسانة جميلة جدا وصافية ونقية وروسية أصيلة، ثقافتها عالية، أبوها جنرال كبير وكان قائد الجيش السوفيتي داخل براغ. أخوها رائد فضاء. جرب السوفيت إبعادي عنها باعتبار العلاقة خطرا أمنيا، وتحدث معي أشخاص من قيادة الحزب من عندنا. قلت لهم أترك موسكو غدا، أنا لن أنتقل من عنصرية إلى عنصرية، ولست قادما من قيود إلى قيود. أنا قادم إلى الاتحاد السوفيتي، وإذا كان أبوها جنرالا وابنته أحبتني فلا أسمح لأحد بالتدخل. أنا لا أريد أباها ولا أمها ولا جيشها.
ويمضي سميح القاسم في حديثه عن عشيقته الروسية موضحًا: وصل الموضوع إلى المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي. وتدخل "فؤاد نصار"، زعيم الحزب الشيوعي في الأردن، ولكنه تدخل لصالحي، قال لي: لا تستمع لأحد، وابق هنا في معهد الفلسفة والاقتصاد السياسي. ثم اعتذر السوفيت وقالوا إن هناك قانونا بما يخص الجنرالات، وحتى لو كنت روسيا أو سوفيتيا فسنحذر منك. وبعدها تزوجت تتيانا في إيطاليا فعلا كما كتبت، وسكرت أنا ليلتها.
ما العلاقة التى ربطت بين القاسم وجورباتشوف؟
وحول استقالته من جريدة "الاتحاد"، التي كان يرأس تحريرها، وإذا ما شعر بالقلق على مستقبل أسرته وأولاده لانقطاع مصدر عيشهم، قال سميح القاسم: لا، الصحيح أنني لم أستقل. كانت تلك حادثة وتصرف سيئ من بعض القياديين في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، ليس جميعهم طبعا. كتبت أنه عندما عرض عليّ توفيق وجورج طوبي أن أشتغل في صحافة الحزب قلت لهما إنني لست حزبيا، قالا أنت ستكون أول لا حزبي يستغل في صحافتنا وليس شرطا أن تكون حزبيا. وعندما وقعت الخلافات بعد مؤتمر جورباتشوف في موسكو، دعا قرابة 800 شخص من العالم، وبالصدفة وصلتني دعوة شخصية باسمي الشخصي موقّعة من جورباتشوف. وكان محمود درويش في المؤتمر أيضا، دعا فنانين وكتابا وسياسيين ورجال دين لمؤتمر من أسبوع؛ للتشاور في مصير الاتحاد السوفيتي. وعندما تساءلوا في الحزب: لماذا هو؟ قلت لهم هذه دعوة شخصية لي كشاعر، ناقشوا جورباتشوف أنا لا علاقة لي بالموضوع. بعدما عدت رفضوا أن أكتب عن مشاركتي وأن أكتب عن قضية البروستريكا. قلت لهم: العالم يتغير، يوجد زلزال، يجب أن نعطي إجابات للناس والشارع وجمهورنا. قسم أيدني وقسم عارضني. سألتهم: ماذا تريدون مني؟ قالوا: نريدك أن تمشي كما نريد نحن، فقلت لهم: لا، أنا أمشي كما أريد أنا. واستقلت.
سميح القاسم: القصيدة لدىّ أهم من الوطن
ويضيف سميح القاسم: بعد الاستقالة أوقفوا عملي في "الجديد"، قلت لهم: يا رفاق ما الذي تفعلونه أنا لا أملك مصدر دخل غير عملي؟ لدي أطفال في البيت، كيف تفعلون ذلك؟، قالوا: هكذا القرار. وفعلا كنت أحيانا أستيقظ في الليل عرقانا، كيف سأطعم الأولاد؟ كانت لدي سيارة فبعتها، واشتريت سيارة أخرى بنصف سعرها كي أصرف على الأولاد. وبدأت العمل في الترجمات، فترجمت كتب جغرافيا وغيرها، وعملت في مجلات بسيطة.
ويشدد القاسم علي: أنا أقول دائما إن المبادئ ليست ربطات عنق وقمصانا نبدلها على راحتنا. إما أن يكون مبدأ وإما ألا يكون. حتى لو أساء لي فلان أو علان من المكتب السياسي، فإن هذا لا يغير موقفي من تاريخ الحزب بخيره وبشره، بسلبه وإيجابه، لا أتبرأ من هذا التاريخ ولا أخون ذاكرتي ولا أخون العشرة بالتعبير البسيط. أنا قلتها وأكررها، رغم أن زوجتي وأولادي لم يعجبهم هذا الحديث من قبل، ولكن أهم شىء في الدنيا لدي قصيدتي، أهم من صحتي ومن أسرتي ومن الوطن، قصيدتي عندي أهم من الوطن.