سعيد شيمى: على عبدالخالق لم يقبل اعتذارى عن التصوير
تحدث مدير التصوير الشهير سعيد شيمي عن المخرج الكبير علي عبد الخالق وذلك في كتابه، "حكايات مصور سينما: الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام"، والصادر عن دار الهالة للنشر والتوزيع، وذكر كثيرا من المواقف معه.
ويقول سعيد شيمي: "تعرفتُ على المخرج الشاب علي عبد الخالق من الصديق المشترك سامي السلاموني في أحد اللقاءات في قهوة (إيزافيتش) بميدان التحرير في سبعينيات القرن الماضي، وأنا من سعيت أن يكون علي عبد الخالق صديقًا لي؛ وبالذات من بعد فيلمه الرائع الأول (أغنية على الممر)، في الحقيقة أنا يؤثر فيَّ الفنان الذي يضع وطنَه وأهلَه نُصبَ عينيه في أعماله الفنية".
على عبدالخالق
ويضيف: "صورتُ مع علي عبد الخالق سبعة أفلامٍ روائية طويلة، وبعض الأفلام التسجيلية القصيرة حتى وقتها، ثم تعاقدتُ على تصوير فيلم (العار)، وفعلًا صورتُ يومًا منفرِدًا كان لحادث سيارةٍ في طريق الإسكندرية الزراعي حدث بالفعل، وطلب مني علي عبد الخالق أن نصوِّرَ الحادث على أنه حادث الأب الذي يُتَوفَّى في حادثٍ بالفيلم، وبالفعل تم ذلك.
ويواصل:" وفجأةً ودون مقدماتٍ مرِضَت زوجتي (أبية فريد الزغبي) -زوجتي في الحياة- وانتقلت إلى المستشفى، وخلال سبعة عشر يومًا انتقلَتْ إلى خالقها، وكانتْ صدمةً قوية بالنسبة إليَّ وأنا أرى الحياة تنتهي هكذا سريعًا؛ وخاصةً أن ابننا شريف كانت المسئولةَ عنه تمامًا، تذاكر له وترعاه، وأنا في العمل مشغولٌ باستمرارٍ، ولهذا قررتُ أن أتفرَّغَ لترتيب حياتي، والأهم من ذلك ترتيبُ ظروفِ شريف؛ الذي لا شكَّ سيكون كلُّ شيءٍ مختلفًا بالنسبة إليه.
سعيد شيمى
ويكمل: "ولهذا اعتذرت عن تكملة تصوير فيلم (العار) لظروفي، وكان همي أن أُبَلِّغَ ابني بوفاة أمِّهِ، فهو عند صديقي الفنان رضا جبران مع أولاده في نفس المدرسة كلَّ مدة السبعة عشر يومًا، ثم كيف سيستمرُّ في الدراسة بالفرنسية؛ فهو في مدرسة ليسيه الهرم وأنا لا أعلم أيَّ شيءٍ عن دروسه، وكذلك هو في السنة الخامسة؛ التي هي شهادة انتهاء الدراسة الابتدائية للانتقال إلى المرحلة الإعدادية.
ويستطرد: "ومرت عدة أيامٍ وأنا في حزنٍ، وانشغال بترتيب أوضاعي المعيشية، والتفكير بأن يعيش ابني مؤقَّتًا عند أختي الصغيرة سامية؛ فهو صديقٌ لابنها توفيق وفي نفس سنِّهِ، وانتقل معه إلى الليسيه في مصر الجديدة؛ حيث تعيش أختي، ولا مفرَّ من الاستعانة بالمدرسين والمدرسات لتكملة دراسته حتى ينجح.
ويواصل: "ومع كل هذه الأيام العصيبة جاء إليَّ علي عبد الخالق والمؤلف ومنتج فيلم (العار) محمود أبو زيد لزيارتي؛ حيث أقمت مؤقَّتًا عند أمي... وفي اللقاء فاتحني علي عبد الخالق بأنني من سيصور الفيلم، ولا اعتذارَ كما قلت لهم، وكلما قلت له من مصاعبِ الوقت الذي أمر به في حياتي يزداد إصرارُه أنني من سيُصور الفيلم الذي بدأته بالفعل. ويقول لي - بلهجةٍ كلُّها جدية- الصديق الأصيل المخلص المخرج علي عبد الخالق: «إن لم تصوِّرِ الفيلمَ فلن يظهرَ إلى النور، ولذلك فأنت من سيصور فيلم (العار) وقد كان.
فيلم العار
ويتابع: "صوَّرتُ فيلم (العار) الذي أخرجني من كبوَتي النفسية، وظروفي التي تلخبطت فجأةً، وكان هذا هدف صديقي العزيز علي عبد الخالق... إنك تعرف الصديق وقت الشدة فعلًا، والمخرج الفذ الفنان علي عبد الخالق من أهم المخرجين الذي عملت معهم؛ فقد صوَّرتُ له 19 فيلما روائيًّا، وبعض الأفلام القصيرة، وهو فنانٌ صادقٌ وطني موهوب؛ يصنع سينما جميلة لها جماهير كثيرة، حاصل على جوائز وتكريمات عديدة.