من روائع الادب العالمى
"رجال في الشمس" رواية غسان كنفاني عن الصرخة التي لم تخرج
رجال في الشمس، هي واحدة من روايات الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، والتي استغل فيها براعته الأدبية في السرد فجعل القارئ واحدا من أبطاله يألم كما يألمون ويخاف كما يخافون، بل يشعر بضيق النفس داخل خزان المياه كما يشعرون.
تفاصيل الرواية
تتميز رواية رجال فى الشمس بأنها رواية اليوم الواحد، كما أنها لا تعتمد على بطل واحد بل أربعة أبطال لكل واحد منهم قصة مختلفة، لكن يجمعهم شيئين أما الأول فهو أنهم فلسطينيين يقيمون في البصرة بالعراق والثاني هو هدفهم المشترك في الهروب إلى الكويت.
بطريقة الراوى العليم يستعرض لنا غسان كنفانى حياة الشخص الأول وهو أبو قيس الذى هجر من وطنه عام 1948 ثم ألقت به رياح الدنيا فى البصرة. كبرت سنه وليس لديه ما ينفق به على أسرته فقرر أن يذهب إلى الرجل السمين صاحب مكتب التهريب إلى الكويت.
ثم ينتقل بنا غسان كنفانى إلى أسعد الفلسطينى الذى فشل من قبل فى الوصول إلى الكويت وكاد أن يهلك فى الصحراء، وهو فلسطينى من الرملة توجه إلى الرجل السمين كى يتفاوض معه على دفع عشرة دنانير بدلا من خمسة عشر. ثم يخرج كما خرج قيس دون اتفاق.
ثم يعرج بنا غسان كنفانى إلى مروان الشاب الفلسطينى المهجر الذى ترك المخيم بعد أن امتنع أخوه زكريا عن إرسال الشهرية من الكويت له ولإخوته وأبويه، فقرر أبوه أن يفر من البيت والمسؤلية ثم تزوج من امرأة مبتورة الساق، فقط لأنها ستنفق عليه.. فقرر مروان الخروج إلى الأردن ومنها إلى العراق حتى يدخل الكويت بطريقه غير مشروعة. ليلتقى أخيه لعله يجد له عملا ينفق به على والدته وأشقائه الصغار.
الصفقة
يلتقى مروان برجل فلسطينى الأصل يدعى أبو الخيزران كان مقاوما للاحتلال الذى عاقبه بخلع ذكورته.. فترك فلسطين ثم توجه إلى الكويت وعمل سائقا لعربة مياة كبيرة لدى رجل كويتى.. التقى مروان بعد خروجه مطرودا من مكتب السائق البدين فعرض عليه أن ياخذه معه مقابل عشرة دنانير شريطة أن يجمع له شخوص ٱخرين فالتقى مروان بأبى القيس وأسعد وعرض عليهم الأمر فتم الاتفاق.. بأن يركبوا معه فى السيارة أحدهم بجواره واثنين فوق الخزان وحين يصلون إلى مكتب الحدود يدخلون الخزان. فقبلوا بالأمر رغم خوفهم من نفاذ الأكسجين وشدة الحرارة. تمكن أبو الخيزران من عبور أول مكتب تفتيش بعد سبعة دقائق قضاعا الثلاثة داخل الخزان وكادوا أن يهلكوا أما غرفة التفتيش الأخرى فتأخر فيها أبو الخيزران لما يقارب العشر دقائق وبعد مروره من مكتب التفتيش فتح فوهة الخزان فإذا بهم قد ماتوا.. فألقى بهم فى الصحراء ثم قال لماذا لم يطرقوا باب الخزان لماذا لم يصرخوا؟.
الهدف من الرواية
تعد العبارة الأخيرة التى قالها أبو الخيزران لماذا لم يدقوا باب الخزان ولماذا لم يصرخوا هى المورال من رواية رجال فى الشمس لغسان كنفانى وكانه أراد إن يقول من صرخ فى وجه الظلم نجا فالخوف لا ينجب إلا الموت.