سامى سليمان يروى مواقف جمعته بالراحل نصر حامد أبوزيد
روى الدكتور سامي سليمان، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، العلاقة التي كانت تجمعه بالكاتب والمفكر نصر حامد أبو زيد، حيث وصف نفسه بأنه كان محظوظًا لقربه منه في بعض الفترات، مثل تلك الفترة التي تقدم فيها للترقية بجامعة القاهرة.
وذكر “سليمان”، ما كان يعلمه نصر حامد أبوزيد، للطلبة في قسم اللغة العربية، من البحث والتحليل، وذلك خلال احتفالية بمركز اللغة والثقافة العربية، بجامعة القاهرة، قائلًا: درَس لنا نصر حامد أبو زيد موضوعات متعددة من كتاب "دلائل الإعجاز" وكان يطرح النقاش دائمًا في المحاضرات حول ما كتبه الكاتب.
وفي إحدى المرات سأل الطالب سامي سليمان، في ذلك الوقت، أستاذه نصر حامد أبو زيد، حول الأفكار التي قدمها الفارابي في أعماله عن اللغة العربية، ونصحه نصر حامد أبو زيد بأن يقرأ ويفهم أكثر، وألا يتبني رأي واحدًا في هذه المرحلة.
وأضاف سليمان: سافر نصر حامد أبو زيد إلى اليابان للتدريس بإحدى الجامعات، وبدأت تظهر له عدة مؤلفات، ثم شاء الحظ السعيد، أنه جاء وقت ترقي نصر أبو زيد لدرجة أستاذ مساعد، وشاء قدري أنه طُلب مني أن أساعده لتقديم ملف لترقيته حول أعماله للجنة الترقيات بالجامعة.
وحينها قرأ سليمان جميع أعمال نصر حامد أبو زيد، قائلًا: كنت أتوقف كثيرا عند القضايا التي كان يطرحها، مثل الحرية، العدالة، الحقيقة وغيرها، وقد تأثر أبو زيد في كتاباته بعلوم الفلسفة والثقافة الأوروبية والتراث العربي.
وتابع: وكانت لجنة الترقيات وقتها برئاسة شوقي ضيف، وقدم نصر أبو زيد للترقية، مجمل أعماله حول علوم القرآن الكريم ودراسة النص القرآني، إلى الدكتور علي مكي، وعبد الصبور شاهين، وغيرهما، ولكن رفضت اللجنة ترقيته، وخرجت المشكلة، في سياق سياسي واجتماعي.
ووصف سليمان أن اللجنة لم تكن تريد مواجهة أفكار شخص مجدد، مشيرًا إلى أن ما حدث كان في سياق التسعينيات حيث ظهور بعض الحركات الإرهابية، التي كانت تدعو إلى أن "بعض الأفكار لا تتجدد".
ولفت إلى أنه لديه كل ما كتب حول أعمال نصر حامد أبو زيد والكتابات التي كانت تهاجمه، وأثيرت المشكلة على نطاق واسع حينها، وتعرض لتهديدات كبيرة وصلت إلى أنه كان يرافقه دائمًا حارس لحراسته.
ووقتها خرج نصر أبو زيد للعمل بإحدى الجامعات بهولندا، بعد الكثير من القضايا واللغط الذي أثير حوله، من دعوى تتهه بالردة وأخرى تريد التفريق بينه وبين زوجته.