"الزراعة": خطة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعى
قال الدكتور عماد الدين يوسف، وكيل معهد بحوث أمراض النبات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الوزارة وضعت خطة لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاع الزراعي من خلال استراتيجية تشمل خمسة إجراءات، أهمها تكثيف الجهود لإنتاج أصناف لها القدرة على مواجهة الجفاف والملوحة، وتتحمل درجات الحرارة العالية، وفي نفس الوقت قادرة على مقاومة الأمراض والتوجيه بعمل دراسات استباقية لتقييم الأصناف الحالية للمحاصيل المختلفة تحت ظروف عدوى صناعية لأهم الأمراض وفي ظروف تحاكي ما هو متوقع من تغييرات مناخية.
مخاطر المبيدات
وأضاف يوسف، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه يجري التركيز في الدراسات على المكافحة البيولوجية للتقليل من مخاطر استخدام المبيدات التي لها تأثير مباشر على ظاهرة الاحتباس الحراري، والتركيز في الأبحاث على إيجاد عامل حيوي يمكنه التأقلم مع التغيرات المناخية والارتفاع المنتظر في درجات الحرارة، أيضًا التركيز على أهم النتائج البحثية في مجال المكافحة المتكاملة، بحيث يشمل البرنامج كل الأمراض التي قد تسبب مشاكل آنية ومستقبلية نتيجة التغيرات المناخية، كما يشمل الإجراءات التركيز على الرصد والكشف المستمر للأمراض الجديدة التي قد تظهر نتيجة التغيرات المناخية أو أي تمحور في شدة الأمراض المستوطنة نتيجة التغير المناخي.
وتابع أنه من الضروري وضع برامج المكافحة الملائمة لها، ومن أهم المحاور السعي لوضع التغيرات الناتجة عن المتغيرات المناخية في مجال أمراض النبات في صورة قاعدة بيانات يمكن الارتكاز عليها ومتابعتها أولًا بأول، من خلال خريطة مرضية لتوزيع الأمراض في مصر.
وأكد أن مصر تعد من أكثر البلدان عرضة للتغير المناخي على الرغم من أنها ليست مساهمًا كبيرًا في ظاهرة انبعاثات غاز الاحتباس الحراري العالمية المسئولة عن التغير المناخي، ومن المتوقع أن يكون لتغيير المناخ تأثير سلبي على القطاعات المختلفة، ومن أبرزها القطاع النباتي الزراعي بشكل عام، وأمراض النباتات ومكافحة الآفات بشكل خاص.
وأوضح وكيل معهد بحوث أمراض النبات أنه تعتبر ظاهرة الاحتباس الحراري هي المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة المناخية، وهي ناتج تزايد الانبعاثات الغازية والحرارية من الأرض نتيجة لتزايد النشاط الصناعي لاستخدامات الصناعية المتزايدة واحتراق الفحم واستخدام المواد البترولية قد تصل إلى 78% من غاز ثاني أكسيد الكربون.
واختتم يوسف بأن التغيرات المناخية من أكبر تأثيرات في قطاع أمراض النبات ومكافحة الآفات، وذلك لما لها من دور في توفير الظروف الملائمة لإحداث الإصابة وتكاثر المسبب المرضى كضلع أصيل من أضلاع المثلث المرضي، ومن هنا كان تأثير التيارات المناخية على الخريطة المصرية في مصر.