رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضحية الشهامة.. وضع حياته على المحك لإنقاذ امرأة وطفلها من بطش زوجها

محرر الدستور مع اسرة
محرر الدستور مع اسرة ضحية الشهامة

اشتهر "صبحي" البالغ من العمر 37 عامًا، بين جيرانه بحسن خلقه وتفانيه في العمل، وكان محبوبا من قبل الجميع لمساعداته المتكررة ولطفه مع كل من حوله، لكنه فقد حياته في حادث مأساوي هز أرجاء مدينة شبرا الخيمة بالقليوبية، جراء تعرضه للتعذيب على يد مسلحين، ليترك قصته محفورة في ذاكرة كل من عرفه.

تدخل بطولي

تروي زوجته بقلب كَسير تفاصيل ما حدث، قائلةً: “في يومٍ عادي من أيام العمل، كان العم صبحي يقف في ورشته بمدينة شبرا الخيمة بالقليوبية يصلح أحد التكاتك حين سمع صرخات استغاثة قادمة من الخارج، بدون تردد خرج ليتحقق من الأمر، فإذا به يجد سيدة تصرخ وتبكي بينما يحاول زوجها في نوبة غضب اختطاف ابنهما بالقوة، لم يفكر الرجل مرتين واندفع لمساعدة السيدة وإنقاذها من بطش زوجها”.

الانتقام الوحشي

توقفت الزوجة للحظات محاولة تجميع قواها، وتابعت: "تدخل صبحي بسرعة وشجاعة، وتمكن من تحرير السيدة وابنها من قبضة الزوج العنيف، في حين هرب الزوج متوعدًا بالانتقام، ولم يكن الرجل يعلم أن تصرفه البطولي ذلك اليوم سيؤدي إلى نهايته المأساوية.. بعد مرور ساعتين فقط على الحادثة، عاد الزوج الغاضب مصطحبًا معه أكثر من 20 شخصًا، مسلحين بالعصي والأسلحة البيضاء، واقتحموا ورشة العم صبحي وهاجموه بوحشية لا توصف، ورغم محاولاته للدفاع عن نفسه، لم يتمكن من صدهم، واستمر الهجوم الوحشي حتى فقد العم صبحي حياته".

داعم للجميع في محنته

"صبحي كان أكثر من مجرد ميكانيكي يعمل بجد في ورشته؛ فقد كان رمزًا للشهامة والرجولة، حيث عُرف بطيبته وكرمه بين الناس، فكسب احترام ومحبة أهل الحي، فهو لم يتردد يومًا في مساعدة الآخرين، ومن أعماله الطيبة مشاركته الفعالة في بناء المسجد القريب من منزله؛ حيث كان يعمل دون كلل في تنظيم الجهود وتقديم العون المالي والمعنوي، واضعًا نصب عينيه أن يكون مكانًا يجمع الجميع على الخير والمحبة" - كما تقول زوجة ضحية الشهامة.

مطالبة أسرته بتحقيق العدالة

تعيش أسرة شهيد الشهامة الآن حالة من الحزن والأسى بعد الحادث المروع الذي راح ضحيته؛ حيث فقدت العمود الفقري للعائلة، والذي كان الداعم والمساند لهم في كل الظروف، مطالبةً بتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة الذين تسببوا في مقتله؛ لينالوا عقابهم الرادع، كي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على الآخرين.