رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحريديم V.S الأشكناز.. مَن يدمر إسرائيل؟

جريدة الدستور

يتكون المجتمع الإسرائيلى من عدة طوائف دينية، حيث تقوم فكرة الاحتلال على «القومية الدينية»، ومن ثم فإن الطوائف الموجودة فى الداخل تمثل جزءًا أساسيًا تقوم عليه الحياة السياسية. وتتصاعد الاختلافات بين الأحزاب الدينية اليهودية، وأحزاب اليسار فى الآونة الأخيرة، حتى بين الأحزاب الدينية فى تيار اليمين ذاته، ما ظهر فى الهجوم المتبادل بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وبن غفير وزير الأمن القومى الإسرائيلى.

وتستعرض «الدستور» أبرز الاختلافات بين طائفتى «اليهود الحريديم» و«يهود الأشكناز» اللتين تمثلان الجزء الأكبر فى الحياة السياسية الإسرائيلية خلال الأربع سنوات الأخيرة.

الحريديم

من أكثر الطوائف المتشددة داخل إسرائيل، ويطلق عليها «اليهود الحريديم»، ومعناها بالعربية «اليهود الأتقياء»، وتعتمد فى عقيدتها على التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.

وتدعو الطائفة إلى دمج قيم «الهالاخا» وهى الشريعة اليهودية، وهى مجمع القوانين والتقاليد والإرشادات الدينية التى يجب التمسك بها وفق الديانة.

وتعمل «الحريديم» على الانسحاب من الحياة العامة نظرًا لكونها أقلية، ولذلك تريد تطبيق تعليماتها فى الحياة السياسية من وجهة نظر الإرشادات الدينية، ومن ثم فرضها على الدولة.

ولعل أبرز القضايا التى تمثل خلافًا واسعًا بين الطائفة والحكومة الإسرائيلية هى أزمة التجنيد الإلزامى، حيث تريد الطائفة إلغاء التجنيد الإلزامى لليهود المتدينين؛ كونه يتعارض مع شريعتها، بينما تؤكد الحكومة أهميته. 

ورغم أن اليهود الحريديم يعدون أقلية دينية داخل إسرائيل، فإنهم يتمتعون بنفوذ واسع داخل الدولة، ولا سيما الحكومة الإسرائيلية، ولهم ثقل واضح فى عملية التصويت لمنح الثفة للحكومة داخل الكنيست الإسرائيلى. 

ووفق تقارير إسرائيلية، فإن تعداد سكان اليهود من طائفة الحريديم بلغ نحو مليون و٢٨٠ ألف نسمة عام ٢٠٢٢، وأصبحوا يشكلون حوالى ١٣.٣٪ من إجمالى السكان.

وتعاظمت القوة السياسية لأحزاب اليمين المتطرف منذ الانتخابات التى جرت فى إسرائيل عام ٢٠٢٢، خاصة أنها تتمتع بكتلة واضحة على الأرض.

ويعد اليهود الحريديم هم الأكثر تطرفًا تجاه كل ما هو فلسطينى، ويعارضون بشدة أى محاولة لقيام دولة فلسطينية تحت أى مسمى أو حدود، كما يشجعون على توسيع البناء الاستيطانى.

وترى تلك الطائفة أن المسجد الأقصى وحائط البراق هما مكانان دينيان يهوديان خالصان، ويجب أن يتمتع اليهود بحرية العبادة داخلهما.

الأشكناز

هى طائفة اليهود التى هاجرت من أوروبا والدول الغربية إلى إسرائيل، ووصل عددها نحو ٢.٨ مليون شخص، سواء من المهاجرين أو من لهم أصول غربية. وتميل تلك الطائفة إلى التصويت لصالح أحزاب تيار اليسار، ولها دور بارز فى مجالات الاقتصاد والإعلام والسياسة، وترتبط أكثر بالعلمانية والليبرالية الاجتماعية. 

ويعد اليهود الأشكناز أقل تدينًا من اليهود الحريديم، حيث يتم وصفهم بكونهم أكثر ليبرالية اجتماعيًا، فعلى سبيل المثال، فى الحياة السياسية، يرون أن تحسين العلاقات مع الشعوب العربية أمر ضرورى وليس سياسيًا فقط. وبدأ الثقل السياسى لليهود الأشكناز، أو بمعنى أدق «تيار اليسار» الممثل لهم، يتنامى خلال الأربع سنوات الماضية، وزاد بشكل واضح مع وصول يائير لابيد إلى رئاسة الحكومة عام ٢٠٢٢، حيث مثل قوة موازية بالتحالف مع بعض الأحزاب التى كانت تحسب على تيار اليمين. وتمثل تلك الطائفة أحزاب اليسار، وأحزاب «وسط- يسار»، التى تبدى بعض المرونة فى التعاطى مع مبدأ حل الدولتين، الذى بموجبه يجب قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام ١٩٦٧.

وتعارض أحزاب اليسار بشكل واضح معتقدات طائفة الحريديم، الممثلة فى أحزاب اليمين المتطرف داخل إسرائيل، حيث إن «تيار اليسار الإسرائيلى» يرفض استمرار الحرب على قطاع غزة المحاصر، ويرى ضرورة إنهائها فورًا.