طقس متطرف.. كيف تتعامل مصر مع التغيرات المناخية؟
خلال الفترة الأخيرة شهد الطقس تغيرات متطرفة ما أثر على أوجه الحياة على كوكب الأرض، نتيجة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية القاسية.
ومؤخرًا وجهت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة تداعيات تقلبات الطقس التي تتعرض لها عدة محافظات تزامنًا مع سقوط أمطار غزيرة تصل لدرجة سيول خاصة في محافظتي "أسوان والوادي الجديد".
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي مراكز الإغاثة التابعة للوزارة والتي يبلغ عددها 27 مركز إغاثة على مستوى الجمهورية بضرورة توافر مهمات الإغاثة، فضلا عن التواجد المستمر للجان الإغاثة بالمديريات والإدارات الاجتماعية لمواجهة أي حوادث طارئة بهذه المحافظات، بالإضافة إلى مد مراكز الإغاثة بالمعلومات اللازمة خاصة المعرضة لحدوث سيول.
الطقس أصبح متطرف في دول العالم
الدكتور عاطف محمد كامل، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو، قال إن التغيرات المناخية خطر داهم يهدد العالم، والزيادة الأخيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي للأرض أدت إلى حدوث تغير مناخي مفاجئ، ما أثر بشكل كبير على المناخ العالمي.
ويوضح أن التغيرات المناخية قد تكون تحولات طبيعية، تحدث على سبيل المثال: “من خلال التغيرات في الدورة الشمسية، ولكن منذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل: الفحم والنفط والغاز”.
وكشف كامل أن تغير المناخ يخلف بالفعل تأثيرات كبيرة على الحياة البرية وموائلها، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه التأثيرات بشكل كبير، وما لم نتحرك على الفور للحد من الانبعاثات ومساعدة الحياة البرية والنظم البيئية على التكيف مع الانحباس الحراري الذي بدأ بالفعل، فقد ينقرض ما يصل إلى 60 % من أنواع العالم، وتزيل النباتات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكن الحيوانات المرتبطة بها تساعد في الحفاظ على إنتاجية النباتات وتنوعها وقدرتها على الصمود من خلال التلقيح، وتشتت البذور، وأكل الأعشاب الانتقائي، ومكافحة الآفات، وتعزيز إمدادات المغذيات في التربة وتخزين الكربون العضوي.
ويذكر خبير الحياة البرية أن الطقس أصبح متطرف في مصر وعديد من دول العالم فقد أصبح الجفاف والفيضانات والأمطار الغزيرة أكثر شيوعًا مع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية، مما يؤدي إلى تغير سريع في المناخ، سيزيد الأمر سوءً في العقود المقبلة.
ونوه إلى دراسة جديدة عن تأثير تغير المناخ على الحياة البرية نشرها فريق بحثي دنماركي- نرويجي مشترك من جامعة جنوب الدنمارك، في العدد الأخير من دورية “إي لايف”، تكشف كيفية استجابة النظم البيئية للكوكب لتغير المناخ، ويتوقع باحثو الدراسة أن قدرة الأنواع الحيوانية المختلفة على التكيف مع تغير المناخ مرتبطة باستراتيجية حياتهم، والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بالتغيرات البيئية خلال الطقس المتطرف.
على سبيل المثال، مع تغير ملاءمة الموائل بسبب تغير المناخ، قد تضطر بعض الأنواع إلى الانتقال إلى مناطق جديدة حيث تصبح المناطق القديمة غير صالحة للسكن.
سلات غذائية وحقائب نظافة شخصية.. أبرز محتويات القوافل الإغاثية
ويذكر أنه دفعت غرفة العمليات المركزية بالهلال الأحمر المصري فور تلقي خبر حدوث أمطار غزيرة بقرية الأربعين بالوادي الجديد، ووفق التقييم الأولي للأضرار الناجمة، بقافلة إغاثية مكونة من 7 سيارات نقل بمصاحبة متطوعيها شملت “سلات غذائية، بطاطين، حصر، مراتب، ملايات، حقائب نظافة شخصية”، وما زالت فرق الهلال الأحمر المصري المختلفة تواصل جهودها لدعم الأسر المتضررة بالقرية ومحاولة تخفيف معاناتها.
كما تقوم وزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية للهلال الأحمر المصري وأفرعه على مستوى الجمهورية للتجهيز وتنفيذ الاستجابة السريعة وقت الأزمة وتقديم كافة سبل الدعم، حيث تم رفع درجة الاستعداد لفرق الإنقاذ الخاصة بالسيول بالمعدات الخاصة بالتعامل في حالات الأمطار والسيول، وكذلك سيارات التدخل الطبي والدفع الرباعي المجهزة للتعامل في المناطق الوعرة.