كيف ستؤثر أمطار السودان وأسوان على مياه النيل؟
سيول شديدة وفيضانات شهدتها مؤخرًا كل من مدينة أسوان والسودان الشقيق، وهو الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا حول آثار هذه السيول المختلفة على مياه نهر النيل، وعلى السد العالي، وكذلك على السودان خاصة بعد تسببها في انهيار آلاف المنازل وقتل وإصابة العشرات به حتى الآن.
إذ امتدت تلك الأمطار شمالًا نحو جنوب مصر خاصة حوض وادي العلاقي وبحيرة السد العالي وأبو سمبل مسببة حدوث فيضانات وسيول في مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل على بعد 500 كم جنوب أسوان.
وزير الري الأسبق: خير لمصر والضرر على السودان الشقيق
"الدستور" تواصلت مع الدكتور حسام الدين محمد مراد مغازي وزير الري المصري الأسبق الذي أوضح أن السنة المائية تبدأ من يوم واحد من شهر أغسطس حتى يوم 31 يوليو، لافتًا إلى أنه هذا العام قد تزامن موعد هذه السنة في مصر مع سقوط أمطار على الهضبة الأثيوبية، وتابع أن سقوط الأمطار والسيول على الهضبة الأثيوبية أمر معتاد، وليس بجديد إذ أن هذه المنطقة معروفة بغزارة الأمطار.
ولفت حسام إلى أن سقوط الأمطار على مصر في هذا التوقيت وبهذه الكمية هو بشارة خير وبركة لهذا العام، مؤكدًا على أن الوجهة الرئيسية لأمطار الوجه القبلي هو نهر النيل مباشرة وتعتبر مصدرًا إضافيًا لمياهه.
وتابع أن هذه الأمطار ستتسبب في بعض العكارة البسيطة في مياه النيل ناتجة عن الرمال المحملة بها والمنسدلة من هضاب السودان، ولافتًا إلى أن هذه العكارة من شأنها أن تنتهي بوصول المياه إلى القاهرة نظرًا لبعد المسافة.
وأضاف أن ارتفاع منسوب مياه النيل نتيجة هذه الأمطار يتسبب في مصر في تنشيط دورة الطبيعة حيث يحمل الغذاء إلى الأسماك الموجودة بمياه النيل إذ تكون تلك المياه محملة ببقايا النباتات الهامة في تغذية الأسماك، ومن ثم تنمية الثروة السمكية في مياه النيل.
أما عن أثر هذه السيول والأمطار على السد العالي أكد وزير الري المصري الأسبق أن بحيرة ناصر يمكنها استيعاب وتخزين كميات ضخمة من الأمطار تصل إلى 164 مليار متر مكعب من المياه، كما تستطيع استيعاب الفيضان بالكامل لمدة سنتين، مؤكدًا على أن الدولة تعمل باستمرار على جعلها جاهزة لاستقبال تلك الكمية، لذا لاخطر على الإطلاق على السد العالي.
وتحدث المغازي عن أثر سيول السودان الشقيق على أرضه وأهله موضحًا أن الأمر يختلف هنا عن تأثير الأمطار على مصر إذ أن هناك الأرض منبسطة مما يجعل غزارة تلك الأمطار على النيل تتسبب في فيضانه، وينتج عنه بذلك غرق المنطقة وانهيار أعداد كبيرة من المنازل، وبالتالي وقوع الضحايا.
جديرًا بالذكر أنه كان قد تلقى الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والري، تقريرًا من المهندس أبو بكر الروبي، رئيس الإدارة المركزية لصيانة المجاري المائية، يستعرض فيه موقف السيول الناتجة عن العاصفة المطرية بمحافظة أسوان.
كما أشار التقرير إلى الفاعلية التي كانت عليها أعمال تطهير مخرات السيول المنفذة سابقًا فى محافظة أسوان، وهي مخرات سيل الكسارة وأبو صيرة والأعقاب، لافتًا إلى أنها أسهمت في استقبال مخرات السيول للمياه الناتجة عن الموجة المطرية وإمرار هذه المياه بسلام عبر مصارف "السيل – الكسارة" وذلك وصولًا إلى مجرى نهر النيل دون حدوث أي خسائر أو أضرار بشرية أو فى المنشآت.
ويذكر أنه عادة ما تهطل أمطار غزيرة في السودان بين مايو وأكتوبر وهي فترة تشهد خلالها البلاد فيضانات خطرة تلحق أضرارا بالمساكن والبنية التحتية والمحاصيل.
وحسب المركز الاتحادي لعمليات الطوارئ في السودان فإن الأمطار الغزيرة والفيضانات قد أودت بحياة 32 شخصًا منذ السابع من يوليو في 7 من ولايات البلاد الـ18، ومع اقتراب موسم الأمطار، حذرت المنظمات العاملة في المجال الانساني من أن الأمطار الغزيرة والفيضانات ستؤدي إلى عزل مناطق بأكملها، وتحصد في كل عام العديد من الأرواح، بشكل مباشر أو غير مباشر، بسبب الأمراض الناجمة عن الرطوبة.
كما يخشى تسجيل أضرار جسيمة بشكل خاص هذا العام، وذلك بعد ما يناهز 16 شهرًا من الحرب التي ألحقت دمارًا كبيرًا بالبنى التحتية وأجبرت الملايين على النزوح إلى المناطق المعرضة للفيضانات.