كيف تحولت ليلة نحس على "هند رستم" ليوم نعمة؟
هند رستم، مارلين مونرو الشرق، ملكة الإغراء، والتي غادرت عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2011، مخلفة وراءها رصيدًا فنيًا ثريًا من الأعمال التي تنوعت بين السينما والمسرح والإذاعة.
وبين أفلامها، فيلم "بين السما والأرض"، والذي قدمه صلاح أبوسيف عام 1959، وكادت هند رستم أن تعيش نفس التجربة في الواقع الذي قدمته أمام الكاميرا وأن تُحتجز في الأسانسير معلقة بين السماء والأرض، ولا تنقذها إلا المطافي كما حدث في الفيلم، وهو ما كشفته لمجلة الكواكب في عددها الصادر بتاريخ 18 أكتوبر 1960.
هند رستم تغرق في بركة وحل وطين
وتروي هند رستم حكاية الليلة النحس، مشيرة إلى "أنه كانت ليلة نحس من أولها، ولكنها انقلبت إلى ليلة حظ في خاتمتها.. منذ سنوات دعتني إحدى الصديقات لحضور عيد ميلاد ابنتها الصغيرة، كانت هذه الصديقة من الفنانات المتزوجات من رجل ليست له صلة بالفن، وحاولت الاعتذار في أول الأمر لأنني لم أكن أعرف زوج الفنانة الصديقة، ولكن الصديقة حملت زوجها علي أن يدعوني بنفسه لقضاء هذه السهرة".
وكنت قد أحضرت في صباح هذا اليوم فستانًا جديدًا لم أخرج به بعد، فقررت أن أرتديه في هذه السهرة، فتجملت وتأنقت ونزلت لأستقل سيارة أجرة إلى منزل صديقتي، ولكن الدنيا كانت تمطر بشدة فوقفت على الباب أحتمي به من المطر ما يقرب من نصف ساعة دون أن يسعدني الحظ بتاكسي..
"وأخيرًا استطاع بواب المنزل أن يحضر تاكسيًا من موقف معين للسيارات، وأشار لي أن أقترب منه لأستقله، وفيما أنا أنتقل من الرصيف حيث يقف التاكسي، "تكعبلت" في الكعب العالي وتزحلقت ثم وقعت على الأرض، أو بعبارة أدق فوق بركة من الماء والطين. وضاعت الأناقة طبعًا، وباظ أيضًا الفستان الجديد الذي دفعت فيه دم قلبي".
وتضيف هند رستم: "فكرت في أن أعتذر للصديقة عن السهرة مرة أخرى، ولكنني تراجعت بعد أن اتهمت نفسي بقلة الذوق إذا فعلت ذلك، وصعدت إلى مسكني وأبدلت فستاني بفستان آخر وكذلك جوربي وحذائي ثم عدت مرة أخرى أبحث عن سيارة تاكسي".
هند رستم.. بين السما والأرض
وتمضي هند رستم في حديثها للكواكب مستدركة: "ولكنني رأيت سيارة تتجه نحوي، واقتربت السيارة فاقتربت من طريقها لكي أشير للسائق أن يقف، ولكن السائق لم يقف، بل مر بعجلات السيارة فوق بركة الماء فجعلها كالنافورة وإذا بمياه البركة ترتفع ثم تتدافع نحوي كخرطوم المطافي، فتغرق ثيابي ووجهي بخليط من ماء وطين".
"وصعدت إلى البيت مرة أخرى - ثانية - وأنا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولبست فستانًا آخر من أثمن ما أملكه.. وفيما أنا أفكر في الاعتذار، دق جرس التليفون وإذا بالمتحدث صديقتي التي أرادت أن تطمئن عليّ بعد أن تأخرت عن موعدي. ورويت لها ما حدث لي من نحس في تلك الليلة بالتفصيل حتى تقبل اعتذاري عن عدم الحضور لأني أتشاءم من مثل هذه الحوادث".
هند رستم بين السما والأرض
فقالت لي الصديقة: "ده نحس، طيب احمدي ربنا اللي جت علي قد كده، مين عارف لو كنتي جيتي كان حصل أيه لا قدر الله" قالتها في لهجة حاسمة فيها اضطراب وفيها ارتباك، ولا أدري لماذا انتقل الاضطراب والارتباك إلى نفسي، كادت سماعة التليفون تسقط من يدي، ماذا يمكن أن يحدث من أخطار - لا قدر الله - في حفل عيد ميلاد؟ هل هناك أسوأ خطرًا من الطين الذي أفسد لي ثلاثة فساتين، وأخرني عن موعد الحفل، وكاد يسلمني إلى الاعتذار عن عدم مشاركة صديقة عزيزة أفراح وليدها الصغير؟
وتساءلت في دهشة: "إيه كان راح يحصل؟" فقالت: الأسانسير بتاعنا وقف بمجموعة من الأصدقاء والصديقات في نص المسافة وأدينا بعتنا للمطافي تكسر الباب وتطلعهم".
وهكذا وقعت في "الطين" ولكنني تخلصت بذلك من مصير أسوأ والحمد لله الذي لا يحمد على "مأزق" سواه.