خلال تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح.. عزت زين فنان الثقافة الوطنية
عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة ضمن الندوات المصاحبة للدورة 17 للمهرجان القومي للمسرح المصري، في محور برنامج المكرمين، لتكريم الفنان عزت زين.
وفي شهادته عن الفنان عزت زين، قال المخرج المسرحي أحمد إسماعيل: "حظيت بصداقة عزت زين الإنسان منذ أكثر من ثلاثين عامًا، مخرجًا مسرحيًا متميزًا بمحافظة الفيوم وعاصمتها، وزميلًا في مشروع (التنمية الثقافية في الريف المصري وبناء المسارح المفتوحة)، المعروف إعلاميًا باسم مسرح الجرن، وممثلًا في المسرح القومي ومسارح أخرى بالقاهرة، فضلًا عن الدراما التليفزيونية".
تابع إسماعيل، أن عزت زين المخرج المتمكن من أدواته الفنية والمقدم لرؤى طليعية في مسرح الثقافة الجماهرية، لم تخل أعماله من الأبعاد الاجتماعية والسياسية الحادثة في الوطن، معبرة عن رؤيته لدور الفنان واختياراته الداعمة لقضايا وهموم مواطنيه، إضافة إلى رعايته للأجيال المسرحية التالية، فلم يقتصر عمله على حرفية الإخراج المسرحي، بل هو بمثابة مدرسة مسرحية في محافظته، تخرج على يديه العديد من المخرجين والفنانين النابهين الذين أصبحوا نجومًا في مجالاتهم.
يقول، إنه بمثابة مدرسة، فلا غرو وهو الذي شغل التوجيه المسرحي والعام بمديرية التربية والتعليم بالفيوم في الثلث الأخير من حياته الوظيفية، فأصبح الدور التعليمي والتربوى تلقائيا في تكوينه، ولم يكن إيمانه بتعاقب الأجيال ورعايته لها إلا جزئًا أصيلًا من اهتمامه بمستقبل الوطن.
عزت زين.. فنان الثقافة الوطنية
وتابع “إسماعيل” شهادته عن الفنان عزت زين: “في مسيرتنا المشتركة بمشروع مسرح الجرن كان عزت زين من أوائل المتحمسين للمشروع، سواء بإشرافه الفني على فعالياته في إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، أو كعضو فاعل بالمكتب الفني المختص بتطوير مناهج وآليات العمل، أو مشرفًا مركزيًا لنشاط المسرح بالمشروع، وإذ أقف برهة عند مهمة واحدة، وهي الإشراف الفني على فعاليات المشروع في الإقليم، لأنقل ما شاهدته في إدارته للعمل والذي اعتمد فيها على التوجيه من خلال المناقشة، محفزًا عظيمًا لمدرسي المدارس وللطلاب، وبعيدا عن التلقين وإصدار التعليمات، إنه الحث على إعمال الفكر والخيال والمبادرة والمشاركة".
يسترطد: “هذه المنهجية التربوية الواعية هي أساس العمل في مناهج التنمية الثقافية والإبداعية، يطبقها فناننا، مشرفنا، موجهنا على كل المستويات لثقافته التربوية الكبيرة، وقناعاته الذاتيه بأهمية الموضوع وكيفية تحقيقه، وإذا أضفنا إلى ذلك إشارة سريعة إلى مادة الأنشطة الثمانية للمشروع، فنجد أن الأرضية الأساسية هي الثقافة الشعبية وكيف تصبح ثقافتنا الوطنية بتنشيطها واستيعابها واستلهامها، أي تمثل الطلاب للعروق الثقافية المصرية وقيمها الجمالية والإنسانية، والتي ينتج عنها بالضرورة هوية مصرية في كافة المجالات، أمل وهدف عظيم يعزز من الاستقلال الوطني بالاعتماد على الإمكانات الذاتية أولًا، بدءًا بالفكرة، وبالآداب والفنون، وانعكاسها على المناحي الأخرى مثل الاقتصاد والصناعة والزراعة، بذلك فإن عزت زين في القلب من هذه الثقافة الوطنية”.
اختتم: “لأن الحظ يصادف اختيارات أهله، كانت معظم الأدوار التمثيلية لفناننا، سواء بمسارح القاهرة أو بالدراما التلفزيونية، متسقة مع قناعاته الفكرية والفنية والجمالية، وليترك بصمة عند الجمهور في المجالين، وفي إشارة واضحة (إنتبه.. هنا فنان كبير لأسمح لنفسي - بناء على اللقطات السريعة السابقة - بإضافة فنان الثقافة الوطنية)”.