"اليوتيوب" في مواجهة الدروس الخصوصية.. من سيفوز في معركة التعليم؟
طلاب المدارس الحكومية، والخاصة، جميعًا يعيشون المعاناة ذاتها، الارتفاعات في أسعار الدروس الخصوصية مستمرة ولا تنقطع، كل عام ترتفع الأرقام زيادة عن العام الذي سبقه، وأعباء لا نهائية لرب الأسرة خاصة أولئك الذين يتحملون مسؤولية الإنفاق على أكثر من طفل وفي مراحل دراسية مختلفة.
"اليوتيوب هو الحل".. الكثير من الطلاب وأولياء الأمور رفعوا شعار اليوتيوب هو الحل، معتبرين أن الدروس الأون لاين التي يقدمها بعض المدرسين عبر الإنترنت هي بديل كافي وآمن للحد من الارتفاع الكبير في أسعار الدروس الخصوصية ولكن هل تفي فعلًا مثل هذه القنوات من حاجة الطالب في التحصيل الدراسي للمواد كلها أو حتى لمادة واحدة.
محافظ بورسعيد يشدد على تحقيق أقصى استفادة للطلاب من مبادرة مواجهة الدروس الخصوصية
المنصة الأشهر في تقديم المحتوى
يعتبر اليوتيوب من أشهر المنصات وأولها في تقديم مقابل مادي نظير المحتوى الذي يعرض من خلالها، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى الاتجاه نحو تقديم محتوى من خلالها كل في مجاله، والمعلمين كان لهم نصيبًا كبيرًا من هذا الإقبال.
محمد اليماني، معلم لغة إنجليزية، قال إنه قرر الاتجاه إلى تقديم محتوى عبر قناة اليوتيوب الخاصة به والتي أنشأها خصيصًا لهذا العرض وهو تقديم كورسات للغة الإنجليزية يعمل عليها في أيام وشهور الإجازة التي يتوقف فيها عن العمل، وتدر إليه مبالغ مالية طوال العام.
أكد "اليماني" لـ"الدستور" أنه على الرغم من أن قناته تحقق عدد لا بأس به من المشاهدات غير أنها لم تدفع الطلاب إلى التوقف عن الحصول على الدروس الخصوصية والاعتماد عليها فقط، بل وعلى العكس عملت هذه القناة على تحقيق الانتشار له وأصبح يصل إليه عدد أكبر من الطلاب الراغبين في أن أعطيهم دروس خاصة سواء كان في منازلها أو في المجموعات و"السنتر" الذي أقوم بالتدريس فيه.
وأضاف مدرس اللغة الإنجليزية، أن مسألة الأسعار ما هي إلا عرض وطلب، وإنهم مضطرين إلى زيادة الأسعار كل عام لتوفير حاجتهم من الحياة التي تزيد أسعارها هي الأخرى يومًا بعد يوم، لكن هذه الزيادة في إطار المعقول مع مراعاة هؤلاء الأطفال الذين يعجزون عن دفع مصاريف الحصة لأسبابهم المختلفة.
مواطن: أتمنى من الحكومة الجديدة تطوير التعليم والقضاء على الدروس الخصوصية (فيديو)
ملك السيد، طالبة بالصف الثاني الثانوي، تدرس هي وأختها التؤام بالتخصص ذاته، تقول ملك، إن أسعار الدروس ترتفع كل عام وعلى الرغم من أن بعض المعلمين يتعاملون مع ملك وشقيقتها ندى، على أنهم شخص واحد ويأخذون نظيرهن مقابل غير، غير أن الغالبية توقفوا عن فعل ذلك.
وأضافت الطالبة بالثانوية العامة لـ"الدستور"، أن الدروس المقدمة عبر اليوتيوب، مفيدة، لكنها لن تفي بغرض المتابعة والتركيز والتكرار الذي يمكن أن يكون مع المدرس الذي يعمل أمامنا ويمكن أن نسأله ويسألنا في أي وقت، موضحة أن مثل هذه القنوات تعمل كعامل مساعد يمكن الاعتماد عليها عندما نغيب عن حصة أو في حالة عدم الفهم الجيد ومحاولة تأكيد المعلومة، أما الاعتماد عليها بشكل كامل وفي كافة المواد مسألة صعبة للغاية.
