كرمه المهرجان القومي للمسرح..
أسامة عباس.. الشرير اللطيف فى رواية أحدهم
رغم أن الفنان أسامة عباس، بدأ حياته المهنية والعملية بالعمل في المحاماة، إلا أن نداهة الفن تغلبت عليه في النهاية ولبى النداء، ليصبح من أبرز وجوه الفن المصري منذ سبعينات القرن العشرين.
أسامة عباس.. الشرير اللطيف في رواية أحدهم
في دورته الـ 17 ــ دورة سميحة أيوب ــ يكرم المهرجان القومي للمسرح المصري، الفنان أسامة عباس، فضلا عن إصدار كتاب يحمل اسمه بين إصدارات المهرجان عن المكرمين في دورة هذا العام. الكتاب الذي أعده محمد عبد الرحمن تحت عنوان "أسامة عباس.. الإبداع بوجوه متعددة".
ومن بين وجوه "عباس" العديدة وأطياف الشخصيات التي جسدها في العديد من الأعمال الفنية، كدوره في مسلسل "الناس في كفر عسكر"، الذي قدم خلاله شخصية العمدة المستبد المنحاز للشر وأهله.
ويذهب الناقد محمد عبد الرحمن متناولا الشر اللطيف الذي قدمه أسامة عباس فنيا، إلى أن: "كان أسامة عباس إحدى شخصيات عديدة أتقنت لعب أدوار الشر إلى درجة تحولت في وعي المتلقي إلى شخصيات ربما ليست بطولية، لكنها شخص تكاد تنافس الشخصيات البطولية، بل وتتفوق عليها أحيانا، واستطاع الخروج بتلك النوعية من الأدوار خارج إطار التقليدية، بل كان عباس أحد هؤلاء الذين استطاعوا الإتقان في دور الشرير الظريف، وذلك عبر الأداء المركب لأدواره المتنوعة بشكل فائق، من حيث الحضور والكاريزما الفنية، وربما كان أحد القلائل الذين استطاعوا لعب تلك الأدوار ولم يكرههم الجمهور، مثل استيفان روستي وتوفيق الدقن وعادل أدهم، الذين مزجوا الشر بالفكاهة، وخرجوا من القوالب التقليدية للشر باحترافية شديدة وعبر ذكاء وثقة عالية في الأداء، تجعلك في كل مرة تراهم على الشاشة لا تستطيع التأكد تماما هل أنت تكرهه أم لا.
قدرات أسامة عباس البديعة
ويمضي الناقد محمد عبد الرحمن في حديثه عن الفنان أسامة عباس لافتا إلى: قدرات أسامة عباس البديعة في التلوين الصوتي والتعبير عن مختلف المواقف الكوميدية والتراجيدية، جعلته محط أنظار كثير من المخرجين الذين نجحوا في توظيف موهبته ومهاراته في بطولة عدد كبير من التمثيليات والمسلسلات الإذاعية، استغلالا لصوته المتميز ومخارج ألفاظه السليمة في إلقاء اللغتين العربية والإنجليزية، خاصة وأنه قد ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يزيد على خمسة وثلاثين عاما، من بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية، "الطفلة والعجوز، أبو قلب دهب، ضمير مصباح أفندي، محاكمة في الفيلا".
ويشدد "عبد الرحمن" على أن: أسامة عباس أجاد تقديم الدورين، الكوميدي والتراجيدي، ببراعة وإتقان شديدين، فكان أحد القلائل الذين برعوا في تجسيد الخير والشر، الكوميديا والتراجيديا بنفس القوة، حتى إن المتلقي عاش معه مشاعر متناقضة في أدواره المختلفة، فنجده في مسلسل "لعبة الحياة" يرتدي الثوب الأبيض باعتباره طبيبا طيبا يؤمن بأن الطب مهنة إنسانية، ومن أجلها يتطوع لإجراء العمليات بالمجان للمحتاجين من المرضي، لكنه بمجرد أن ينتهي من تصوير مشاهده في "لعبة الحياة"، يرتدي ثوبا آخر أكثر سوادا وهو يجسد دور اليهودي "شمعون"، الذي يدبر المؤامرات ويخطط لبث سمومه وشروره من أجل تحقيق أهدافه باعتباره ممثلا للمنظمة اليهودية في مصر قبل أحداث ثورة 23 يوليو 1952، ويعود بعدها ليرتدي ثوب القانون حين يؤدي دور المستشار محمد عبد السلام في مسلسل "قليل من الحب كثير من العنف"، وهو الرجل الذي يواجه الفساد، ما يعرضه لضغوطات مادية ومعنوية، لكنه لا يرضخ لها.